معاذ الخميسي
أبكي..نعم وبلا شعور يتسلل الدمع هرباً من سيطرة القسوة..قسوة ما عشناه ونعيشه منذ خمس سنوات..حتى صرنا متجمدين..ومكبلين..ومحبطين..في استدعاء أي محاولات للفرح..!!
هو الدمع حين يتساقط دون استئذان..وهو الوطن الحقيقي الذي يمثله 32 لاعباً ومدرباً وإدارياً من مختلف محافظات اليمن..لا يفقهون في السياسة شيئاً..وليس لهم حزب..ولا مذهب..ولا طائفة..ولا مكون..ولا حركة..ولا منطقة..ولا إيديولوجيا..ولا تبعية..ولا تعصب..ولا أحقاد..ولا أمراض..ولا أهداف..ولا عداوات..وهم جنود وأبطال اليمن..اليمن فقط..!
هم اليمن الواحد الذي نفتقده..والوطن الكبير الذي نبكيه..والحب الذي تاه مع بلاغات الفقدان..والعشق الذي أدمناه ومرضنا من أجله..والدفء الذي ما عاد يتسرب تحت المسامات..والأمان الذي كان يُخبئنا في الخطوب والمتاهات..وهم قبلة (الولاء والانتماء)..والعلم الجمهوري..والنشيد الوطني..والعزة..والشموخ..هم كل ذلك وأكثر..وأعظم..شعرنا به مجدداً حين كانوا يذودون عن ألوان الوطن بتألق ونجومية..وهم الملتهبون في جحيم الحرب..الساكنون في الدمار..المعذبون من الحصار..المكتوون من فجور وغلاء الأسعار..والمسافرون أياماً طوال في طرق الرعب والموت والأخطار..!!
أليس البكاء فرحاً وفخراً واعتزازا في ظل هذا كله..هو الجائز والوارد والشافي ولو لبعض الجروح والآلام..!
(أبناء اليمن) (أبطال اليمن) (منتخب اليمن) بكل ما يحملونه من آلام..وأوجاع..ولد إبداعهم من رحم المعاناة..وتفوقوا وأبدعوا على منتخب السعودية..المتأهل إلى كأس العالم 5 مرات..والمتأهل إلى كأس القارات 4 مرات والوصيف 1 مرة..والمتأهل إلى كأس آسيا 10 مرات والفائز ببطولة القارة الآسيوية 3 مرات والوصيف 3 مرات وبطل كاس العرب مرتين وبطل كأس الخليج 3 مرات والوصيف 6 مرات..وصاحب الإمكانات العالية والدوريات الساخنة والاستعدادات العالمية..!!
يكفي أنهم لعبوا..وصالوا..وجالوا..وهاجموا.. وسجلوا..ودافعوا..وتألقوا..وأبدعوا.. باسم (اليمن) فقط..وأكررها..فقط..!!
أنتم اليمن..أحبكم أنا..نحبكم جميعاً..يا (أبناء اليمن) يا (أبطال اليمن) يا (منتخب اليمن).