بين سبتمبر 2001 وسبتمبر 2014م.. من منظور صِدامَ الحضارات

صلاح محمد الشامي
عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م خرجت تصريحات عديدة وصريحة من شخصيات غربية هامة ومسؤولة تتحدث عن حتمية عودة صراع حضارات، ليكرس في استراتيجياتها المستقبلية.. وأهمها تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش” بأن الحضارة المسيحية أجبرت بفعل الآخرين على دخول عهد جديد من الصراع ،وناشد صراحة بعودة مجيدة لحروب صليبية لاهبة .. تلاه رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك “سيلفيو بيرلسكوني” الذي قال بعلوية الحضارة المسيحية بالنظر إلى الحضارة الإسلامية.
كان الشرق، والشرق الأوسط على وجه الخصوص محل أطماع الغرب الأوروبي على مر التاريخ ،خاصة وأن ما يطلق عليه بالشرق الأوسط “مصر والعراق والشام والجزيرة العربية وإيران” يعد ملاصقاً – جغرافياً – لأوروبا، وهو أيضا موضع أعظم مستعمراتها وأغناها وأقدمها ومصدر ثقافاتها وحضارتها ولغاتها، وقد طُردت – أوروبا من الوطن العربي – الشرق الأوسط خاصة بين خمسينيات وستينيات القرن العشرين، فلماذا لا تعود المستعمرات الشرق أوسطية إلى ما كانت عليه ولكن بأساليب جديدة ووسائل مختلفة، خاصة وأن خيرات هذه الأراضي الشاسعة بدأت بالظهور أكثر من ذي قبل، ولكن أيضا بوسيط آخر لم يكن محل بؤرة الصراع الاستعماري في القرن العشرين وما قبله- وهي أمريكا- التي ارتأت إعادة الانتشار الاستيلائي وبنفس النمطية والعنصرية التي استولت بها أوروبا الاستعمارية على الوطن العربي وتقاسمته فيما بينها، ولكنها تفوقها في حدتها وجرأتها، وهذا ما يشير إليه تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش”، وما يترجمه صراحة وجرأة ووقاحة الرئيس الأمريكي الحالي “ترامب”.
* فكانت المكيدة الأعظم عبر التاريخ “أحدات 11سبتمبر” التي حملت من الحجج “الواهية” ما أقنعت غالبية “حكومات ودول وشعوب” الوطن العربي بشرعية سيادة الغرب عليه.
* صوت واحد ملأ الآفاق حتى استفاق منه العرب والعالم من سباتهم، انطلق من أقصى نقطة في شمال اليمن بينما كان الزعماء العرب يجثون على القدم الأمريكي يقدمون القرابين من دماء وثروات وشعوب ليبرئوا ساحاتهم من التورط في أحداث سبتمبر، بينما كانت الحكومة الأمريكية تستولي بوقاحة على أرصدة ورؤوس أموال الموالين لهم من العرب وغيرهم في البنوك الأمريكية، وتبني السجون والمعتقلات وترسل جيوشها باتجاه “منطقة المياه الدافئة ” متبدئة بإقفال ما يشبه السد بين الشرق الأوسط وروسيا، أي استكمال السيطرة على “أفغانستان” وضمان حياد باكستان أو تحيزها إلى جانب أمريكا للحيلولة بين روسيا والشرق الأوسط الذي ستتفرغ له فيما بعد، في الوقت الذي تصنع بوسائل إعلامها منطقاً جديداً للرأي العام العالمي وقناعات جديدة لمجموعة شعوب الوطن العربي، لا يمكن أن توجد إلا في أفلام هوليوود.
* عشر سنوات حتى انبثق الربيع العربي فأسرعت ماكينات الغرب بحياكة وخياطة ثوب يلائم كل دولة من دول الربيع العربي، فأسقطت الأنظمة وعمت الفوضى “الخلابة” – والتي وصفتها “رايس” في 2006م بـ”الخلاّقة”- ليتضح أن ثورات الربيع كلها كانت ضحية التآمرات العالمية بقيادة أمريكا وتنسيق أوروبي وإسرائيلي.
* من بين انقاض كل هذا خرجت ثورة 21 سبتمبر 2014م استثناءً، لأن أسسها كانت أقدم من 2011م، لقد كانت الصرخة التي رفعت في جبال مران 2002م، لقد كان ذلك الصوت الذي ملأ الآفاق، فأفاق به “النائمون في صحوهم”، انطلق من أقصى نقطة في شمال اليمن.
* ومرة أخرى اصطدمت أمريكا والغرب الاستعماري بهذا التحول المفاجئ، فأردات تغيير المسار، ولكن بأسوأ الطرق والأساليب وأعنفها وأكثرها حدة ووقاحة وتسلطاً وجبروتا وطغياناً، وكان العدوان الأمريكي، يقوده إخوة لنا في العقيدة والدين واللغة والثقافة والمصير والجوار بواسطة السعودية ومعظم دول الخليج.. التطور الوحيد في صراع الحضارات في هذا العدوان هو أن تقود هذا الصراع ضد الإسلام دول تدعيه عقيدة ومنهجاً، وما هي إلا منفذ وخادم حقير لسيدها الأمريكي، هذه الدول ذات الحس الديني الخانع للاقتصاد النفطي النفعي ذي الأبعاد الاستعبادية لم يدخل في قاموسها السياسي ولا في حسها البديهي أنها ليست إلا لعبة في أيدي الغرب المتسلط بقيادة أمريكا وأوروبا الاستعمارية أو أنها تدرك ذلك وما عليها إلا تنفيذ ما يملى عليها.
* إن سبتمبر 2014م ما هو إلا رد فعل طبيعي لسبتمبر 2001م الذي شاء أن يكون الذريعة لالتهام العالم، والشرق بالذات، ولكنه عجز ويعجز عن ذلك لأنه غير قادر أن يجعل الحضارة الغربية عالمية بأيّ طريقة كانت.
* وها هي ثورة 21 سبتمبر 2014م تثبت كل يوم أنها تستطيع كسر الغول الغربي المتوحش.. بل إن الاستشراف لهذه الثورة ينبئ أنها ستكون عالمية، لأنها لم تأت من كواليس الساسة الأغنياء، ولكنها انبجست من أوساط شعب فقير مستضعف، لكنه شعب عظيم قوي وحضارته ضاربة في القدم، شعب مؤمن صابر ،وهاهو يمرغ أنف أمريكا وحلفائها في التراب.. ويثبت للعالم أن صراع الحضارات كما يريده الغرب المتسلط قد ولى أدراج الرياح.
* إن إمكانية إبقاء الغرب في صدارة الحضارات قد ولى، بدليل أن الحضارة الغربية قد بدأت تتآكل بسبب ما جنته على نفسها من صراعات وحروب أهلية أشعلتها في مجتمعات الشرق، أدت إلى استعدائها، وكشفت عن أطماعها الاستعمارية الاستيلائية، فالشعوب الشرقية وخاصة الوطن العربي لم تعد على جهلها الذي كانت عليه في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.. لقد انتشر الوعي بين أوساط هذه الشعوب، وكشفت الحروب الحالية ما تبقى من أسمال كانت تستر الوحش المتخفي وراء الغرب، وقد آن للحضارة الإسلامية والعربية أن تأخذ دورها في قيادة العالم.. ولقد أَثْرَت ثورة 21 سبتمبر 2014م الوعي المحلي والعربي والعالمي وكشفت ما تبقى من أقنعة الحرية والعدالة والديمقراطية التي تتخفّى بها أمريكا ودول أوروبا الاستعمارية، بتصديها لهذا العدوان السافر الذي استهدف الحضارة الإنسانية في عمقها باستهداف البشر قتلا وحصاراً، واستهداف القيم حتى باتت الأمم المتحدة ترسل معونات تالفة في الوقت الذي تعجز فيه عن حل الصراعات الدولية.
* إن أمريكا التي تتبنى وتقود وتموِّل هذا الصراع العالمي، والعدوان ضد اليمن، تتلقى الهزائم كل يوم من قبل قادة وجند هذه الثورة العظيمة، ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، وستنجلي الأيام القادمة عن انتشار هذه الثورة حتى تصير ملهمة لكل مستضعفي العالم وشعوبه الواقعة تحت مخططات وتآمرات أمريكا التي بدأت في سبتمبر 2001م ليهزمها سبتمبر 2014م . عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م خرجت تصريحات عديدة وصريحة من شخصيات غربية هامة ومسؤولة تتحدث عن حتمية عودة صراع حضارات، ليكرس في استراتيجياتها المستقبلية.. وأهمها تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش” بأن الحضارة المسيحية أجبرت بفعل الآخرين على دخول عهد جديد من الصراع ،وناشد صراحة بعودة مجيدة لحروب صليبية لاهبة .. تلاه رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك “سيلفيو بيرلسكوني” الذي قال بعلوية الحضارة المسيحية بالنظر إلى الحضارة الإسلامية.
كان الشرق، والشرق الأوسط على وجه الخصوص محل أطماع الغرب الأوروبي على مر التاريخ ،خاصة وأن ما يطلق عليه بالشرق الأوسط “مصر والعراق والشام والجزيرة العربية وإيران” يعد ملاصقاً – جغرافياً – لأوروبا، وهو أيضا موضع أعظم مستعمراتها وأغناها وأقدمها ومصدر ثقافاتها وحضارتها ولغاتها، وقد طُردت – أوروبا من الوطن العربي – الشرق الأوسط خاصة بين خمسينيات وستينيات القرن العشرين، فلماذا لا تعود المستعمرات الشرق أوسطية إلى ما كانت عليه ولكن بأساليب جديدة ووسائل مختلفة، خاصة وأن خيرات هذه الأراضي الشاسعة بدأت بالظهور أكثر من ذي قبل، ولكن أيضا بوسيط آخر لم يكن محل بؤرة الصراع الاستعماري في القرن العشرين وما قبله- وهي أمريكا- التي ارتأت إعادة الانتشار الاستيلائي وبنفس النمطية والعنصرية التي استولت بها أوروبا الاستعمارية على الوطن العربي وتقاسمته فيما بينها، ولكنها تفوقها في حدتها وجرأتها، وهذا ما يشير إليه تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش”، وما يترجمه صراحة وجرأة ووقاحة الرئيس الأمريكي الحالي “ترامب”.
* فكانت المكيدة الأعظم عبر التاريخ “أحدات 11سبتمبر” التي حملت من الحجج “الواهية” ما أقنعت غالبية “حكومات ودول وشعوب” الوطن العربي بشرعية سيادة الغرب عليه.
* صوت واحد ملأ الآفاق حتى استفاق منه العرب والعالم من سباتهم، انطلق من أقصى نقطة في شمال اليمن بينما كان الزعماء العرب يجثون على القدم الأمريكي يقدمون القرابين من دماء وثروات وشعوب ليبرئوا ساحاتهم من التورط في أحداث سبتمبر، بينما كانت الحكومة الأمريكية تستولي بوقاحة على أرصدة ورؤوس أموال الموالين لهم من العرب وغيرهم في البنوك الأمريكية، وتبني السجون والمعتقلات وترسل جيوشها باتجاه “منطقة المياه الدافئة ” متبدئة بإقفال ما يشبه السد بين الشرق الأوسط وروسيا، أي استكمال السيطرة على “أفغانستان” وضمان حياد باكستان أو تحيزها إلى جانب أمريكا للحيلولة بين روسيا والشرق الأوسط الذي ستتفرغ له فيما بعد، في الوقت الذي تصنع بوسائل إعلامها منطقاً جديداً للرأي العام العالمي وقناعات جديدة لمجموعة شعوب الوطن العربي، لا يمكن أن توجد إلا في أفلام هوليوود.
* عشر سنوات حتى انبثق الربيع العربي فأسرعت ماكينات الغرب بحياكة وخياطة ثوب يلائم كل دولة من دول الربيع العربي، فأسقطت الأنظمة وعمت الفوضى “الخلابة” – والتي وصفتها “رايس” في 2006م بـ”الخلاّقة”- ليتضح أن ثورات الربيع كلها كانت ضحية التآمرات العالمية بقيادة أمريكا وتنسيق أوروبي وإسرائيلي.
* من بين انقاض كل هذا خرجت ثورة 21 سبتمبر 2014م استثناءً، لأن أسسها كانت أقدم من 2011م، لقد كانت الصرخة التي رفعت في جبال مران 2002م، لقد كان ذلك الصوت الذي ملأ الآفاق، فأفاق به “النائمون في صحوهم”، انطلق من أقصى نقطة في شمال اليمن.
* ومرة أخرى اصطدمت أمريكا والغرب الاستعماري بهذا التحول المفاجئ، فأردات تغيير المسار، ولكن بأسوأ الطرق والأساليب وأعنفها وأكثرها حدة ووقاحة وتسلطاً وجبروتا وطغياناً، وكان العدوان الأمريكي، يقوده إخوة لنا في العقيدة والدين واللغة والثقافة والمصير والجوار بواسطة السعودية ومعظم دول الخليج.. التطور الوحيد في صراع الحضارات في هذا العدوان هو أن تقود هذا الصراع ضد الإسلام دول تدعيه عقيدة ومنهجاً، وما هي إلا منفذ وخادم حقير لسيدها الأمريكي، هذه الدول ذات الحس الديني الخانع للاقتصاد النفطي النفعي ذي الأبعاد الاستعبادية لم يدخل في قاموسها السياسي ولا في حسها البديهي أنها ليست إلا لعبة في أيدي الغرب المتسلط بقيادة أمريكا وأوروبا الاستعمارية أو أنها تدرك ذلك وما عليها إلا تنفيذ ما يملى عليها.
* إن سبتمبر 2014م ما هو إلا رد فعل طبيعي لسبتمبر 2001م الذي شاء أن يكون الذريعة لالتهام العالم، والشرق بالذات، ولكنه عجز ويعجز عن ذلك لأنه غير قادر أن يجعل الحضارة الغربية عالمية بأيّ طريقة كانت.
* وها هي ثورة 21 سبتمبر 2014م تثبت كل يوم أنها تستطيع كسر الغول الغربي المتوحش.. بل إن الاستشراف لهذه الثورة ينبئ أنها ستكون عالمية، لأنها لم تأت من كواليس الساسة الأغنياء، ولكنها انبجست من أوساط شعب فقير مستضعف، لكنه شعب عظيم قوي وحضارته ضاربة في القدم، شعب مؤمن صابر ،وهاهو يمرغ أنف أمريكا وحلفائها في التراب.. ويثبت للعالم أن صراع الحضارات كما يريده الغرب المتسلط قد ولى أدراج الرياح.
* إن إمكانية إبقاء الغرب في صدارة الحضارات قد ولى، بدليل أن الحضارة الغربية قد بدأت تتآكل بسبب ما جنته على نفسها من صراعات وحروب أهلية أشعلتها في مجتمعات الشرق، أدت إلى استعدائها، وكشفت عن أطماعها الاستعمارية الاستيلائية، فالشعوب الشرقية وخاصة الوطن العربي لم تعد على جهلها الذي كانت عليه في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.. لقد انتشر الوعي بين أوساط هذه الشعوب، وكشفت الحروب الحالية ما تبقى من أسمال كانت تستر الوحش المتخفي وراء الغرب، وقد آن للحضارة الإسلامية والعربية أن تأخذ دورها في قيادة العالم.. ولقد أَثْرَت ثورة 21 سبتمبر 2014م الوعي المحلي والعربي والعالمي وكشفت ما تبقى من أقنعة الحرية والعدالة والديمقراطية التي تتخفّى بها أمريكا ودول أوروبا الاستعمارية، بتصديها لهذا العدوان السافر الذي استهدف الحضارة الإنسانية في عمقها باستهداف البشر قتلا وحصاراً، واستهداف القيم حتى باتت الأمم المتحدة ترسل معونات تالفة في الوقت الذي تعجز فيه عن حل الصراعات الدولية.
* إن أمريكا التي تتبنى وتقود وتموِّل هذا الصراع العالمي، والعدوان ضد اليمن، تتلقى الهزائم كل يوم من قبل قادة وجند هذه الثورة العظيمة، ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، وستنجلي الأيام القادمة عن انتشار هذه الثورة حتى تصير ملهمة لكل مستضعفي العالم وشعوبه الواقعة تحت مخططات وتآمرات أمريكا التي بدأت في سبتمبر 2001م ليهزمها سبتمبر 2014م .

قد يعجبك ايضا