الخطوة الثالثة على الأبواب:

إيران تخفض تعهداتها النووية خطوةً خطوة

 

طهران/ وكالات
قرّرت إيران تقليص التزاماتها النووية “خطوة خطوة” وذلك بعد مضي عام على انسحاب امريكا من “خطة العمل المشترك الشاملة” (الاتفاق النووي) في 8 مايو 2018، وأيضا عدم تنفيذ التعهدات من جانب الاطراف الاوروبية المتبقية في هذا الاتفاق.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان اصدره بتاريخ 8 مايو/2019م عن “خطة إيران لخفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي”.
وأشار البيان الى بدء “الخطوة الأولى” من عملية خفض التعهدات النووية الايرانية، أي “عدم التزام طهران بالمستوى المحدد لإنتاج اليورانيوم المخصب والماء الثقيل”؛ كما حدد مهلة 60 يوما للدول الاوروبية الشريكة في الاتفاق النووي لكي تنفذ التزاماتها في هذا الإطار، ودون ذلك فان إيران ستبدأ في تنفيذ “الخطوة الثانية” من تقليص التزاماتها النووية، لضمان مصالح البلاد في إطار الاتفاق النووي.
وفي 7 يوليو 2019م، اعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية البدء في الخطوة الثانية من عملية خفض التزاماتها النووية تزامنا مع انتهاء مهلة الستين يوما التي كانت قد حددتها للدول الاوروبية من أجل الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي.
وجاء الإعلان عن القرارات الجديدة في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الحكومة الايرانية “علي ربيعي” إلى جانب مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية “عباس عراقجي” والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية “بهروز كمالوندي”.
وفي السیاق نفسه، أكد الرئيس الايراني “حسن روحاني” خلال اجتماع الحكومة يوم الاربعاء 3 یولیو على عدم التزام إيران بـ 3.67% من تخصيب اليورانيوم.
بدوره، أعلن المتحدث باسم وكالة الطاقة النووية الإيرانية “بهروز كمالوندي” في 8 يوليو رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في البلاد الى نحو 4,5%.
من جانب آخر، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، لدى استقباله المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي “ايمانوئل بون” في 10 يوليو،: إن”تنفيذ برنامج الخطوة خطوة لإيران في تقليص التزاماتها النووية، يتم في إطار استراتيجية غير قابلة للتغيير”؛ مضيفا إن “هذه الاستراتيجية ستتواصل في إطار المادتين 26 و36 (من خطة العمل المشترك الشاملة) حتى تحقيق كامل الحقوق الايرانية من الاتفاق النووي”؛ كما انتقد عدم تنفيذ الدول الأوروبية تعهداتها في إطار الاتفاق وعدم تحليها بالإرادة الكافية لمواجهة الاجراءات الامريكية التخريبية.
الى ذلك، أعلن رئيس الجمهورية ” حسن روحاني” الاربعاء 4 سبتمبر 2019 بأن “الخطوة الثالثة” الايرانية لخفض التعهدات في إطار الاتفاق النووي ستبدأ الجمعة (6 سبتمبر 2019م).
وأضاف روحاني، في ختام اجتماع رؤساء السلطات الثلاث الذي جرى مساء الاربعاء بحضوره ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية آية الله ابراهيم رئيسي، قائلا، إنه “يتعيّن على منظمة الطاقة الذرية الايرانية المبادرة الى تنفيذ كل ما تحتاجه البلاد في مجال البحث والتنمية للتكنولوجيا النووية”.
وقال، “أن إجراءات إيران ستكون في إطار ضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالطبع هنالك مهلة 60 يوما أخرى قادمة أمام أوروبا، فمتى ما نفذت التزاماتها سنعود نحن أيضا الى التزامات الاتفاق النووي”.
وأوضح الرئيس روحاني، “بما أن مجموعة 4+1 لم تستطع العمل بالتزاماتها بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، فقد شرعت الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل 4 أشهر بانتهاج سبيل خفض التزاماتها في إطار هذا الاتفاق”.
وأضاف، “لقد اتخذنا الخطوة الأولى من خفض الالتزامات ومنحنا مجموعة 4+1 مهلة شهرين ومن ثم اتخذنا الخطوة الثانية ومنحنا مهلة شهرين أيضا وكنا خلالها مستمرين في إجراء المفاوضات مع هذه المجموعة والاتحاد الاوروبي خاصة الدول الاوروبية الثلاث (فرنسا والمانيا وبريطانيا) ولكن بما أننا لم نصل الى النتيجة اللازمة التي نرتأيها فسنتخذ الخطوة الثالثة بعد غد الجمعة أن شاء الله تعالى”.
وأشار إلى الاجراءات التي ستتخذ لخفض الالتزامات في إطار الخطوة الثالثة، قائلا: إن منظمة الطاقة الذرية الايرانية مكلفة في الخطوة الثالثة بالبدء فورا في مجال الابحاث والتطوير بكل ما تحتاجه البلاد من الناحية التقنية وتدع جانبا كل الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي في مجال الأبحاث والتطوير ومنها فيما يتعلق بأنواع اجهزة الطرد المركزي الجديدة وان تقوم المنظمة بكل ما نحتاجه للتخصيب وان نشهد الاسراع بالأنشطة في هذا المجال”.
وتابع، “بطبيعة الحال فإننا نعلم بأن هذا العمل يعد خطوة واسعة جدا تتخذها الجمهورية الاسلامية الايرانية، وليكن الشعب على علم بأن الجزء الأكبر من المفاوضات مع مجموعة 5+1 أي القوى الست الكبرى في العالم تضمن الجدولة الزمنية لكيفية الأبحاث والتطوير خلال الأعوام المختلفة”.
وقال الرئيس الإيراني: إن “جميع هذه الجداول الزمنية التي كانت محل التزامنا في الاتفاق النووي للأبحاث والتطوير، سنتخلى عنها تماما بدءا من اليوم، وسنقوم بتنفيذ كل ما نحتاجه من الناحية التقنية ومن حيث التقدم في مجال التكنولوجيا النووية بمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي إطار الأنشطة السلمية وفي ذات الوقت سنمنح مهلة شهرين أيضا لمجموعة دول 4+1 وفيما لو توصلنا الى توافق معها فمن الممكن أن نعود الى التزامات الاتفاق النووي”.
إلى ذلك، وأوضح اللواء سلامي أن أعداء إيران ليسوا على اطلاع إلا على جزء صغير من قدرت إيران الدفاعية، مؤكدا على أنهم سيرون حقيقتها بالميدان العملي.
وقال سلامي: إن قدرة الردع الايرانية ارسيت على أساس قاعدة التفوق على كبار الأعداء وأنهم يعلمون انها لا تخترق كما أنها لا تهزم.
وشدد سلامي على أن تطوير القدرات الايرانية وبسطها جاء وفق استراتيجية التفوق على القوى الاستكبارية الدولية، وان إيران ازاحت الستار عن جانب منها.
وأكد اللواء سلامي أن الهدف من تطوير القدرات الدفاعية الايرانية هو صون أمن إيران الوطني واستقلالها وسيادتها، وان القوات الايرانية تتولى رصد الاعداء ليلا ونهارا.

قد يعجبك ايضا