في ظل الاوضاع الراهنة:

نساء اليمن .. وقفة إيجابية وصمود بطولي

 

 

الثورة / وائل الشيباني

أجبرت الأوضاع الراهنة النساء على الخروج في رحلة شاقة للبحث عن لقمة العيش وتحمل المسؤولية مع الرجال بالمناصفة ولكن ما حدث كان عكس كل التوقعات فقد اثبتت شقائق الرجال أنهن أقوى مما تخيلن هن بأنفسهن فتحملن المشاق الملقاة على عاتقهن بكل قوة وعنفوان وباتت المرأة في كثير من الأوقات العائل الوحيد للأسرة في مشهد يعكس إرادة المرأة اليمنية الحرة التي وجهت من منبرها رسالة شديدة اللهجة لقوى العدوان مفادها ” إن حرائر اليمن اسقطن مخططاتكم بتجويع الشعب ومحاولة إركاعه فما بالك برجاله”.. قصص ومشاهد صورها لنا الواقع عن الأدوار التي قامت بها نساء اليمن ودورهن الفاعل في تخطي الصعاب وغيرها من التفاصيل تجدونها في السياق التالي:
ساعدت المرأة اليمينة الرجل كثيرا في تحمل نفقات البيت وباتت في بعض الأسر المعيل الأول لها خاصة بعد انقطاع المرتبات وباتت الكثير من الأعمال شبه متوقفة وهذ ما أكده لنا الأخ صدام البخيتي أب لخمسة أبناء استطاعت ابنته حسب قوله مساعدته للوقوف في وجه الأزمة الحالية من خلال قيامها بتدريس الأطفال في حيها اللغة الإنجليزية والرياضيات وغيرها من المواد نظراً لتفوقها الدراسي سواء في المدرسة أو في الجامعة كما أفاد ولدها، وختم حديثه بالقول: مساعدة ابنتي لي جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز وخففت عن عاتقي الكثير من المسؤوليات واتمنى ان تحذو باقي النساء والفتيات حذو ابنتي ويساعدن أسرهن إن تمكن من ذلك .
استغلال المهارات
الأزمة لم ترحم احداً هكذا استهلت أم عبدالله ربة منزل حديثها عن الأوضاع الراهنة واضافت : كان زوجي يعمل كحارس أمن في إحدى الشركات ولكن استمرار الحرب تسبب بالاستغناء عن زوجي من قبل أصحاب الشركة وهذا ما دفعني للتفكير في وسيلة لمساعدة زوجي للصمود في وجه الظروف الحالية فقررت ان استغل مهاراتي في التطريز وأساعد زوجي في مصاريف البيت وهذا ما حدث بالفعل منذ اشهر والى يومنا هذا فأنا مستمرة في التطريز وسد حاجيات البيت من مواد غذائية لأخفف الحمل على زوجي الذي يعمل حالياً على باب الله للحصول على الإيجار.
حال أم عبدالله لا يختلف كثيراً عن حال زميلتها في التطريز الحاجة سعاد التي اكدت أن العمل لا يقتصر على الرجال وعلى النساء القادرات على مساعدة ازواجهن واسرهن في مثل هكذا ظروف ان لا يفكرن كثيراً فالوقت استثنائي والعدوان يريد منا الانبطاح والانكسار والموت جوعاً وعلينا ان نثبت اننا اقوى منه ونتسلح بالعزيمة لقهره والانتصار لبلدنا الحبيب من خلال تكاتفنا معاً.
شكراً نساء اليمن
محمد الوادعي موظف حكومي يثني على مساعدة زوجته له في مثل هكذا أوقات ويضيف : اثبتت المرأة اليمنية قوتها وتحملها للأوضاع الصعبة التي تمر بها بلادنا بنفس القوة والصمود الذي ابداه الرجل اليمني الصلب فقد تحملت مسؤوليتها وقامت بواجبها وأكثر وهذا تماماً ما فعلته زوجتي فبعد أن تم نقل البنك الى عدن وعجزت الحكومة على صرف مستحقاتنا زادت الظروف المعيشية صعوبة وهذا ما دفع بزوجتي لإخراج ماكينة الخياطة اليدوية التي خبأتها والعمل في الخياطة من جديد وهكذا ساعدتي كثيراً وبفضل إقدامها على مثل هذا العمل دون طلب مني استطعت أن اتدارك تبعات الأزمة الحالية والشكر بعد الله عز وجل يعود الى زوجتي .لم يكن الوادعي الوحيد الذي استطاعت المرأة اليمنية ان تساعده في تجاوز الأزمة الحالية التي فرضها علينا عدوان لا يرحم فهناك الكثير من الرجال الذين وقعوا بنفس المأزق وتحملت زوجاتهم المشاق نيابة عنهم .
إصرار وتحدٍ
هناء راجح لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الأوضاع الراهنة وأكدت ذلك بالقول : ازدادت الأوضاع صعوبة خاصه بعد ان فقد زوجي عمله بسبب استمرار الحصار الخانق على اليمن مما أدى الى استغناء ارباب عمله عنه ولهذا قررت أن لا أقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هكذا أوضاع فذهبت إلى أكثر من عشر مدارس أتقدم فيها للتدريس فحصلت على وظيفة معلمة تربية اسلاميه في احدى المدارس الخاصة من خلال شهادتي الجامعية في الشريعة والقانون وبراتب 30 ألف ريال تكفي لسد احتياجات اسرتي حتى يتمكن زوجي من العثور على عمل آخر .
وبنفس الدافع عادت المعلمة بلقيس للعمل في مجال التدريس بعد ان كانت قد توقفت لعامين ونصف العام ولكن توقف زوجها عن العمل بعد ان اغلقت شركته التي كان يعمل بها مما اضطرها للعودة للعمل حتى تساعد زوجها الذي بات بدون عمل بعد ان تسببت الحرب العبثية على بلادنا بفقدان زوجها و200 آخرين لأعمالهم بسبب العدوان .

قد يعجبك ايضا