أمن المياه الدولية من المسؤوليات الإسلامية .. بين فصل الخطاب والقول السديد

د. هشام محمد الجنيد
لقد أشاد الشهيد القائد روح الله حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بأن راية الإسلام هي التي يفترض أن ترفرف في أنحاء المعمورة وفي المحيطات والبحار وذلك ليس بالإكراه والسيطرة، بل برضا وإرادة الشعوب، فالدين الإسلامي للناس كافة.
إن مسار القول السديد الجهادي في سبيل الله سيثمر بإذن الله بإحلال العدالة والحرية محل الظلم والعبودية في الأماكن المقدسة، سيؤدي إلى تغيير الخارطة السياسية في المنطقة لمصلحة شعوبها وقيامها بإدارة شؤونها بشكل مستقل ، إضافة أن تمريغ أنف النظام السعودي في التراب سيترتب عليه انتهاء الذرائع الأمريكية بانسحاب قواعدها العسكرية ومنها البحرية في خطوة أساسية لإنهاء مظاهر الإرهاب وتأمين مياه الخليج الفارسي وخليج عدن والبحر العربي والبحر الأحمر من كل مظاهر العدوان والقرصنة.
لقد كان العدوان الأمريكي من وراء احتجاز الناقلة الإيرانية غريس 1 في مضيق جبل طارق عبر قوات الاحتلال البريطانية العدوانية المتواجدة في جبل طارق والمضيق. وسعي أمريكا لتكوين حلف عالمي لأمن مياه الخليج الفارسي ليس لغرض تأمين مياه الخليج – الذي ليس من مسؤولياتها – وإنما لكسب شرعية دولية على قاعدة السيطرة لمراقبة وتطويق النظام الإيراني، ولفرض السيطرة المستمرة على حركة الملاحة البحرية وغيرها من الأهداف العدوانية.
إن مسؤولية أمن الملاحة البحرية في الخليج الفارسي وأمن مضيق هرمز وبحر عمان تقع في الأصل على عاتق الدول المطلة عليه، كما أن الحق المشروع في حصر وجعل مهام الحماية الأمنية لمياه الخليج الفارسي الواقعة على عاتق دوله يؤكده مفهوم الأمن القومي الجماعي.
لا شك أن تنظيم المجتمع الدولي ما زال يحكمه في أغلب الظروف نظام القوة والسيطرة بهيمنة الأنظمة الإمبريالية والرأسمالية العدوانية، ويحكمه توازنات الردع.
وقد باتت الهيمنة الأمريكية تعيش أفول نجمها بفعل تنامي قوة تحالف البريكس ، وبفعل تطوير القوة الجهادية الشاملة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وبفعل تحقيق الدفاع المشروع للجمهورية الإسلامية نجاحات في عدة مناسبات ضد العدوان الأمريكي ، وقد أظهر الدفاع المشروع فارق القوة العسكرية في عزة إيران وذل وتقزيم أمريكا وبريطانيا ، إذ سقطت بريطانيا أمام إيران بمنطق القوة بسيطرة إيران على الناقلة البريطانية لمخالفتها قوانين الملاحة الدولية والقانون الدولي ، وسقطت أمام إيران أيضا بقوة المنطق لناحية التقاضي القانوني والحقوقي في إطلاق الناقلة الإيرانية غريس 1.
إن مسار فصل الخطاب الجهادي في سبيل الله سيثمر بإذن الله في تطويق وإنهاء نزعة السيطرة الأمريكية والبريطانية كليا من المنطقة والعالم ، وهو ما يعني انتهاء سياسات الصد عن سبيل الله بانتهاء سياسات محاربة الإسلام. وبمعرفة الناس حقيقة الدين ، سيدركون أهمية بسط الأمن والسلام في مختلف المجالات وفقا للدستور الإلهي. ومن المسؤوليات الإسلامية أمن المياه الإقليمية والدولية ، ومحاربة وإزالة مظاهر القرصنة والإرهاب.
نسأل الله تعالى أن ينصرنا بنصره ، إنه سميع الدعاء.

قد يعجبك ايضا