صراع المرتزقة
أحمد يحيى الديلمي
الأخوة في المناطق الجنوبية سواء ما يسمى بالشرعية أو الانتقالي ينطبق عليهم المثل القائل 🙁 يتقاتلون على جلد النمر وجلد النمر فوقه ) بالفعل هذا ما يحدث الآن في المحافظات الجنوبية والشرقية، الكل في صراع وحركة ومتابعة وضحايا وانتهاكات طالت الأعراض ومست الكرامات واخترقت المنازل وأفزعت الأسر الآمنة استنادا الى وعود أصحاب الشأن الحقيقي أمريكا وبريطانيا ،فالسعودية مثلا والامارات لا تقومان إلا بدور الوصيف الذي يحقق إرادة المستفيد الأكبر وصاحب الاستراتيجية المسبقة.
من يتابع بيانات كل الأطراف وآخرها بيان المجلس الانتقالي بوقف اطلاق النار في شبوة يشعر بمدى المهانة والمهزلة التي وصلت اليها الأمور وحال أولئك المرتزقة الذين ارتضوا أن يكونوا مجرد أدوات لتنفيذ إرادات الآخرين وخططهم المعدة سلفا .
عند المقارنة بين نفس البيان وما صدر عن السعودية من بيانات وتحذيرات تهديد ووعيد تتضح المأساة وكيف أن هؤلاء يعملون في إطار خطة تشبه المهزلة كل طرف يدعي الانتصار والفوز ،لا ندري على من كلهم مجرد كباش آدمية تعمل من أجل عالفها الأساسي ويصدق عليهم قول الشاعر المرحوم عبدالله البردوني:
هذه الكباش الآدمية باسم عالفها تناطح.
ما أعظم هذا الشاعر وما أكثر إدركه، فقد حدد مسارات الأحداث قبل وقوعها بعشرات السنين ،وها هي اليوم تتفاعل في الواقع وفقا لقراءاته المبكرة .
المهم إننا أمام معضلة كبرى حدد الآخرون أبعادها والغايات التي يودون الوصول اليها ممثلة في إعادة تمزيق الوطن اليمني وإنهاء عراء الوحدة العظيمة التي أعاد تحقيقها شعبنا في غفلة من زمن المؤامرات والالتفافات الخبيثة على طموحات وأحلام الشعوب والخشية الكبرى أن تكون الغاية في هذه المرة كما افصح عنها زايد بن سلطان قبل سنوات وتعني تمزيق اليمن الى عدة دويلات وهذا ما تنبى به الأحداث والتوقعات وما هو ثابت في استراتيجية المخابرات البريطانية التي وضعت قبل انسحاب بريطانيا من الجنوب عام 1967 م وأخذت ما يسمى بحق المفتاح من السعودية مقابل إعطائها ممر الى بحر العرب عن طريق محافظة المهرة أو الخراخير بحضرموت، وها هو السيناريو يسير اليوم وفق الخطة الموغلة في القدم لكن يبدو أن آمال ما يسمى بالانتقالي بدأت تتبدد لا استنادا الى السيناريو السابق ولا بفعل دور السعودية والامارات، لكن نتيجة صمود واستبسال أبناء شبوة الأشاوس الذين أدركوا خطورة المساعي الخبيثة لغير اليمنيين والتي يقوم المجلس الانتقالي بتنفيذها بسذاجة تامة ودون علم بأبعادها القذرة، وبهذه الوقفة لأبناء شبوة الأشاوس بدأت العملية تأخذ مسارات اخرى لاحس فيها ولا خبر لهادي ولا لما يسمى بالشرعية وكل ما حدث أن أبناء شبوة استشعروا الخطر الداهم على المشروع الحضاري الكبير فبادروا الى المقاومة ودحر المرتزقة.
وهذا هو المصير الذي سيؤل اليه حال المرتزقة المتسكعين في دهاليز العمالة والخيانة وإن شاء الله في القريب العاجل ستحدث انتفاضة مماثلة في مارب وحضرموت ويكتمل التحرير في منطقة الجوف الكبرى مهبط الحضارة اليمنية القديمة وليس ذلك على الله بعسير، بالمقابل سيندحر المرتزقة والعملاء ويعود الألق والكبرياء لليمن بوحدته وكرامة أبنائه .
والله من وراء القصد ،،،