الجار الجائر
عبدالله الأحمدي
لو ان اليمن كان جاراً لإحدى الدول الافريقية لكان يعيش اليوم بسلام وأمان ولكان الجيران الأفارقة هبوا لحل الكثير من مشاكله، لكنه وقع بجانب أسوأ جيران وأكبر رجعية في العالم.
الذنب ليس ذنب اليمنيين، بل ذنب الجغرافيا والمستعمر الأوروبي الذي صنع الدول الكرتونية الوظيفية ودعمها، وتكفل بحمايتها، وجعلها مخلبا بيده للتوسع في المنطقة على حساب الشعوب العربية ومنها اليمن أكبر متضرر من رجعية بني سعود.
تداعت هذه الخواطر إلى ذهني وأنا أشاهد حفل توقيع الوثائق الدستورية التي تنظم الفترة الانتقالية في جمهورية السودان التي رعاها الجيران الافارقة.
لقد أحسن الإخوة في السودان عندما ولَّوا وجوههم شطر إخوانهم الأفارقة واستغنوا عن تدخلات دول البترو/دولار وتحالف الشر. ولو أنهم ذهبوا نحو الجامعة العربية، أو نحو دول البترو/دولار لكانوا غارقين بالدم حتى الركب ولكانت بلادهم مدمرة مثلما هو حال بلدان عربية رأت خيرا من الجيران الأغبياء، أو الأغنياء فجاءها الشر دائماً.
السودانيون ألجموا تدخلات محور الشر ( السعودية والامارات ونظام السيسي ) فحصدوا خيراً، وليس مهماً أنهم خرجوا بالاتفاق مع المجلس العسكري بنصف ثورة، ربما يكون هذا الخيار افضل من الحرب والدمار والقتل الذي يجري في اليمن وأقطار أخرى.
النخب اليمنية التي انخرطت في صفوف الارتزاق سلمت مصير البلد لأمراء الخليج فجنى اليمن الخسارات، وما زال في مستنقع الحرب التي يقودها الأشرار من أعراب النفط الطارئين على النعمة والدولة والسياسة والذين يستعرضون غباءهم على فقراء اليمن.
المبادرة الخيانية الخليجية كانت لغماً موقوتاً فجرته تلك الدول بتوجيه من دول الاستكبار العالمي والصهيونية تحت يافطة ما يسمونها الشرعية الفاسدة التي حولت أعدادا كبيرة من اليمنيين إلى مرتزقة.
اليمنيون وقعوا بجوار عصابة طاغوت لا تحترم جاراً، ولا ترعى جواراً، وليس لها دين، أو أخلاق، وتنسى أنها كانت في يوم من الأيام تسرق حبوب الحجاج والمسافرين من كل فج، بل وتستدين الحبوب من المتوكلية اليمنية، وفي هذا الشأن يقول العارفون أن (.???.) ألف قدح من الحبوب دينا لليمن لا زالت في ذمة دولة بني سعود لم ترد لليمن، ولم يدفع ثمنها حتى الآن.
الأسرة السعودية هي أسرة آبقة تجاه العرب والمسلمين، وهي أكثر من ذلك تجاه اليمنيين، وذليلة مطأطئة أمام اليهود والنصاري.
هي تريد بحربها على اليمن ان تذل اليمنيين وتبقي على بلادهم حديقة خلفية، وتفرض عليهم وصاية دائمة، بما يعني عبداً يفرض العبودية على الآخرين، وهي تعلم أن قرنا من الحروب ضد اليمنيين لم تكسرهم، ولن تذلهم، أو تهزمهم.
اليمني قاهر الإمبراطوريات منذ القدم، واسألوا اليونان والأحباش والفرس والأتراك والبريطانيين، أو اقرأوا التاريخ إن كنتم تجيدون القراءة.
وخلاصة القول يا أذيال أمريكا والصهيونية في الرياض وأبو ظبي، إما أن نتجاور ونتعايش مثل شعوب العالم، وإما أن بقاءكم مستحيل ولن تبقى لكم إمارة ولا شأن.