بين ولاية الغدير وولاية الغدر بن سعود..
جميل أنعم العبسي
وزارة الخزانة الأمريكية تضع الجنرال علي محسن الأحمر والشيخ الزنداني على قوائم الإرهاب ومع ذلك هم الشرعية والشرعية هم، لماذا؟.. السعودية والإمارات يصنفون حزب الإصلاح الإخواني تنظيماً إرهابياً ومع ذلك الإخوان بالسمع والطاعة.. أمريكا تصنّف ألوية العمالقة السلفية وكتائب أبو العباس تنظيمات إرهابية ومع ذلك هم القوات الموالية للشرعية، لماذا؟.. ألوية الحماية الرئاسية للرئيس “الشرعي” معظمها بلون مناطقي واحد ومع ذلك هم الشرعية كل الشرعية.. قوات الحزام الأمني من يوم يومها انفصالية الهوى والعشق الإنجليزي ومع ذلك هم القوات الموالية للشرعية.. بقايا وفلول عفافيش العائلة اختزلوا الجمهورية اليمنية في محافظة الحديدة وصنعاء فقط والعقوبات الأممية المالية لاتزال سارية المفعول على زعيم الحرس العائلي الرئيس المخلوع ومع ذلك أصبحوا القوات الموالية للشرعية.. كل العالم يعلم علم اليقين أن السعودية تحتل حضرموت والمهرة وكذلك الإمارات ومع ذلك هم يقودان التحالف العربي لاستعادة الشرعية!!
يا ترى من المتبقي من القوات الموالية الشرعية.. نعم، نعم، تبقى الاشتراكي والناصري، كانوا ما كانوا ضد الرجعية السعودية فأمسوا في أحضان الرجعية السعودية وهذا المناضل الناصري القومي الوحدوي عبد الملك المخلافي قال “عدن تحت سلطة الانقلاب الانفصالي وصنعاء محتلة من السلالة” والمخلافي الناصري يتحدث وهو تحت جزمة سلالة آل سعود وسلالة آل نهيان سماسرة المشاريع الصهيونية والإمبريالية، وذاك المناضل الاشتراكي المثقف وبعد لقاء الإمام الخامنئي برئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام قال المثقف الاشتراكي أنه مصدوم لأن أنصار الله ظهروا على حقيقتهم تابعين للمشروع الإيراني، المشروع الفارسي الإسلامي، أيها المثقف الاشتراكي اعلم علم اليقين أن هناك فرقاً بين المشروع الإسلامي الفارسي والمشروع الاشتراكي الماركسي الذي انتهى إلى آل سعود ولندن وثقافة الحياة لبني صهيون اليهود، أما المشروع الإسلامي الفارسي فسينتهي حتماً في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك..
والقوات الموالية للشرعية بالتحالف الرجعي السعودي خليط متناقض وغير متجانس فكل قوى موالية لها مشروع استعماري صغير مناطقي طائفي وهابي، وكل دولة من دول العدوان لها أطماع استعمارية بالاحتلال والنهب والسيطرة والتحكم بالموارد والموانئ والجزر الاستراتيجية ولمصلحة اليهود والامريكان والتنفيذ بالشرعية والقوات الموالية لها، الذين ينفذون المشروع الصهيوني بالوسائل القذرة بامتياز وضد ابناء بلدهم..
وكان انسلاخاً من كل القيم والمبادئ والأخلاق، وفي المقابل كان هناك ثبات وصبر والتزام وقيم واخلاق المسيرة القرآنية المباركة وشيعة آل البيت الكرام، وكلما ازداد التوحش من قبل القوات الموالية للشرعية بقتل المجاهد الأسير بالخطاب العنصري، بقتل الأسير المجاهد بالدفن حيا بالخطاب المناطقي، بالتمثيل بجثمان الشهيد سحلاً وسلخاً وحرقاً وحتى صلباً بالخطاب المناطقي الطائفي معاً، وكلما ازداد القوم انسلاخا عن القيم والأخلاق وبكل إصرار وإمعان وفجور وعهر غير مسبوق لإحداث رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه في مناطق الجيش واللجان الشعبية ضد أبناء الجنوب وتعز وبنفس الخطاب العنصري..
وكلما ازداد التوحش توحشاً كان هناك في المقابل أخلاق دين الرحمة للعالمين أخلاق القرآن الكريم، أخلاق القائد الحكيم سليل آل البيت الكرام، فلم تسجل أي حالة رد فعل تجاه أبناء تعز والجنوب في صعدة وصنعاء وبأي مستوى كان، إنها مقاربة ومقارنة بين صفات القوم المتوحشين وأخلاق ودماثة القوم المؤمنين، فمتى كانت تعز متوحشة بالخطاب العنصري والتكفيري الوهابي، ومتى كانت تعز لا تقبل بالمواطنة اليمنية، وفي المقابل كانت صنعاء وبالمواطنة اليمنية بكل أبنائها في زمن عنصرية الجنوب ومناطقية تعز المفتعلة، نعم المفتعلة، نعم تعز لم تكن كذلك في زمن الوطنية والقومية وحتى الماركسية في زمن الصوفية والهاشمية وأحمد بن علوان والسادة الكرام وكذلك الجنوب، فما الذي حصل وحدث وكان؟!!
أبناء الشمال يُذبحون في الجنوب وتعز بل يتباهون بالصوت والصورة، وصنعاء والشمال يحتضنون أبناء تعز والجنوب، ملهاة بل مأساة الوطن الواحد والعقيدة الواحدة، فكذب من قال إن نظام عفاش هو السبب، بدليل أن قوات عفاش اليوم مرحب بها في الجنوب وساحل تعز طوعاً أو كرهاً بالسعودي والإماراتي، وكذب من قال إن نظام عفاش هو سبب توحش أبناء تعز فعفاش كان يعتبر جزءاً من أبناء تعز هم زيود الشوافع، وكانوا بالقرار الجمهوري في مناصب الدولة وجنوداً وضباطا في الحرس الجمهوري..
وبالتالي فإن أسباب التوحش في الجنوب وتعز خاصة وبكل صراحة وصدق وأمانة حسب اعتقادي هو طاعة ولي الأمر السعودي الخليجي سماسرة اليهود والامريكان بكل تجرد ووضوح، توحشت تعز عندما أصبح آل خليفة قطر الإخوان هم أولياء الأمر بثورات الربيع المتصهينة التي تحولت إلى كل توحش عنصري ضد أبناء الشمال وليس ضد النظام، ولم تتوحش تعز بوطنية الشيخ محمد علي عثمان والشيخ عبدالقوي حاميم والشيخ الشرجبي، ولم تتوحش تعز بقومية عبدالقادر سعيد وعبدالوهاب محمود وماركسية عبدالفتاح إسماعيل وعبدالعزيز عبد الولي، ولم تتوحش تعز برأس المال الوطني التعزي عبدالغني مطهر وأمين قاسم والأصبحي..
وعندما أصبح ولي الأمر سعودياً إماراتياً قطرياً تركياً بل أمريكياً إنجليزياً توحشت تعز بالشيخ حمود المخلافي الإخواني وقومية عبدالملك المخلافي وماركسية ياسين سعيد نعمان وتوحشت تعز برأس المال العائلي بجواز السفر البريطاني القط البري وبسكويت أبو ولد الإنجليزي.. توحشت تعز بالإسلام التكفيري الوهابي، وكما توحشت تعز توحش الجنوب وأهله بولاية آل سعود وإسلام محمد بن عبدالوهاب، وكانت صنعاء أكثر رحمة من كل أبناء اليمن بولاية الإمام علي بن أبي طالب والقرآن الكريم..
وقال رسول الرحمة للعالمين محمد صل الله عليه وآله وسلم “من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه”، وقال اليهود والامريكان “من كنا مولاه فهذا بن سعود مولاه، فهذاه بن زايد مولاه، فهذا هادي مولاه ” فبئس القوات الموالية لشرعية هادي وآل سعود واليهود والأمريكان قرناء قرن الشيطان النجدي، ونِعم الجيش واللجان أولياء الإمام علي وآل البيت الكرام قرناء القرآن الكريم، وبشِّر القاتل بالقتل ولو بالقوات الموالية للشرعية ولو بصمت الشرعية ولو بقوات التحالف العربي ولو بأمريكا الديمقراطية وحقوق الإنسان..
وقال القوم: ما الذي أتى بعاره لتعز والجنوب؟ وقال قائد المقاومة الاخوانية حمود المخلافي هاهم أبناء تعز الإخوان يشاركون أبناء الجنوب في تحرير عدن من الحوثي..
وخلال أربع سنوات ونيف قالوا ما قالوا وفعلوا ما فعلوا فالقوات الموالية للشرعية لم تعد قوات موالية للشرعية بل قوى انفصالية مناطقية، ومن أمريكا أصدر المركز الوطني لمكافحة الإرهاب دراسة ورد فيها ما يلي:
إن معسكرات الحماية الرئاسية في الجنوب وعدن أصبحت ملاذاً آمنا للإرهاب، وبعد حوالي أسبوع من نشر الدراسة الأمريكية أعلن السلفي التكفيري بنكهة ولي الأمر محمد بن زايد الحرب لاجتثاث إرهاب الإخونج كما قال حزب الاصلاح من عدن ولاحقاً الجنوب وربما غرب تعز ومأرب، وبعد أربعة أيام انهارت القوات الموالية للشرعية حزب الإصلاح والحماية الرئاسية بلون مناطقي ومرتزقة مهران القباطي وهرب حافظ معياد العفاشي حتى منازل عفافيش في عدن لم تسلم من النهب والسلب حتى مقدمة بن خلدون ومؤخرة أبو العلاء المعري وبالصوت والصورة..
والجنوبي جنوبي حتى لو كان من الشرعية، فالرئيس هادي مواطن جنوبي، والشمالي شمالي حتى لو كان من القوات الموالية للشرعية ياحرام مساكين مرتزقة العفافيش وأبناء القبيطة مرتزقة مهران القباطي.. ذل وهوان وخسران وطرد من عدن وبالصوت والصورة، فقال لهم الضابط الانفصالي الجنوبي من أين أنتم؟ وقال المرتزقة وبتلعثم، من لحج، من القبيطة، فقال لهم الضابط الانفصالي: بل أنتم من أبناء تعز ما الذي أتى بكم إلى عدن ؟هيا ارحلوا إلى بلادكم وحرروها من الحوثي، وقال الانفصاليون ما الذي جاب عاره المجرم علي محسن للجنوب انهم شماليون دحابشة عفافيش ارحل يا علي محسن انت ومعسكرات الاخونج من حضرموت الساحل والوادي والجنوب..
وقال القوم: لا حوثي بعد اليوم في صنعاء، وبعد حين قال الانفصاليون: لا مكان للعفافيش قوات طارق عفاش الدحباشي في الجنوب، لا عفاشي بعد اليوم في عدن، وقال احدهم: كما هرب طارق عفاش من صنعاء بالشرشف الأسود سيتم طرده من عدن بالعباية السوداء.. كانوا خونة في صنعاء وصنعاء تحتضنهم في معسكر الشهيد الملصي بالظاهر ضد العدوان وبالباطل مع اليهود والامريكان، وأصبحوا خونة في عدن بالفم المليان ومع ذلك عدن تطردهم من معسكرات بالظاهر والباطن شحماً ودماً وروحاً مع العدوان.. إنه الذل والهوان والخسران كما ورد في القرآن الكريم لمن يتحالف مع اليهود والنصارى والظالمين في الدنيا والآخرة لو كانوا يعلمون وهم يعلمون أن هناك جمهورية في صنعاء السيادة والكرامة ولا جمهورية في عدن المحتلة التي تحتقرهم علناً بالذل والهوان، جمهورية في الحديدة مدينة العز والسلام ولا جمهورية في مارب المحرمة على طوارق الذل والخسران، واللهم لاشماتة، فالقوم قوم القوات الموالية للشرعية، قالوا: شكرا سلمان، شكرا زايد شكرا إخوان قطر وتركيا، شكرا عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، شكرا شرعية هادي، والذم والقدح والقتل والسحل لمجاهدين مؤمنين للمسيرة القرانية المباركة بولاية الإمام علي بن أبي طالب..
وسبحان الله الرحمن الرحيم من كان يقول شكراً لولي الأمر السعودي أو الخليجي حتى إخوان بني عثمان، هاهم اليوم كالنعاج يصرخون وبنقيق الضفادع يصدحون: ولي الأمر السعودي الإماراتي يذبح الشرعية من الوريد إلى الوريد، بل أنتم من ذبحتم اليمن أرضا وإنسانا من الوريد إلى الوريد بشرعية آل سعود والإخوان المسلمين!!.
نعم سبحان الله العلي العظيم، ومن كان يستهزئ بالمسيرة القرآنية وبولاية الإمام علي وشيعة آل البيت الكرام يستهزئ بأنصار الله يستهزئ بالمجاهدين المؤمنين بالحوثة والمتحوثين ها هو أصبح اليوم يقول: الحوثي رجل قوي، الحوثي أصبح نظاماً ودولة وقانوناً، الحوثي قوي والسعودية تحترم الأقوياء وتهين الضعفاء تهين العملاء تهين الرئيس الشرعي هادي تهين قواته الموالية له.
ذلك هو الفرق بين ولاية الإمام علي والقرآن الكريم وبين ولاية آل سعود وإسلام بن عبدالوهاب، ومع كل ذلك فالكلاب مسعورة كانت ومازالت كلاباً مسعورة ضد وطنهم وشعبهم.. وكلما ارتكب الطيار اليهودي السعودي مجزرة قالت الكلاب المسعورة: هنا قائد حوثي، وهاهم اليوم يتقاتلون فيما بينهم وبأشد مما هو متوقع، والقوم لا يعقلون لا يفهمون لا يفقهون بالعودة لجادة الصواب ومستمرين بالإفك والبهتان المبين..
وصدق رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق” فالمؤمنون المجاهدون ضد العدوان، والمنافقون منافقو تحالف غادر والشرعية من الوريد إلى الوريد ومستمرون تحت جزمة الشرعية، وصدق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي حين قال: نحن في زمن يتغربل فيه الناس فيكونون فقط صفين فقط مؤمنون صريحون ومنافقون صريحون” والأحداث كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق..
والمنافقون منافقون بآل سعود وإخوان تركيا والمجتمع الدولي، والمؤمنون مؤمنون بولاية الإمام علي وشيعة آل البيت الكرام قرناء القرآن الكريم، وتلك هي آية الزمان والمكان، ومع الاعتذار للشاعر القائل “لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان الصحف”، نقول بل “لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان فتية الكهفِ”، وكيف لا وفتية الكهف كهف المؤمنين الرقيم وحراء يقصفون رأس المال اليهودي يقصفون حقل الشيبة النفطي ضرع البقرة العجوز، يقصفون قرن الشيطان النجدي، يقصفون قرناً من الزلازل والفتن، يقصفون ردحاً من انهيار منظومة الأخلاق والقيم والمبادئ، يقصفون المنشأة اليهودية، الأعظم، وقالت “ذكرى” “من يجرا يقول”، وأصبحت ذكرى، والفتية يفعلون ثم يقولون ثم يؤكدون ثم يقسمون قسماً بمن أنزل القرآن الكريم أن لا مستقبل إلا باستقلال وسيادة اليمن، والعلاقات مع كل الأمة الإسلامية مرحب بها على قاعدة آل السيادة والقيادة والريادة والاستقلال الكرام، في مقابل آل سعود وآل ونهيّان اللئام، ولكل مؤمن عليٌ في قلبه، وعليُّ هذا الزمان قائد مسيرة القرآن، و عملية_توازن_الردع_الأولى جاءت ومعها بشائر لا ولن يدرك مفاعيلها حتى فتية الكهف أنفسهم، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.