شرعية الثورة والجمهورية والوحدة في حراسة المملكة !!!
عبد العزيز البغدادي
بعد كل هذه الوقائع والسيناريوهات والمواقف وعلى مدى ما يقارب الخمس السنوات من التدمير والخراب والحصار والقتل الممنهج لليمن واليمنيين باسم إعادة شرعية العبقري الذي اختارته القوى السياسية المستَلَبَة بواسطة بعض قياداتها المرتهنين المتاجرين بمصير اليمن، وبعد كل تلك التحليلات السياسية العبقرية من محللين وباحثين وناشطين وحقوقيين وأكاديميين وأساتذة حط بهم الترحال في عواصم مرتهنيهم وفي عدة دول من دول العدوان وغيرها من الدول هرباً مما أسموه انقلاب المليشيات الحوثية !!،
ورغم أنهم على هذا المستوى لم يدركوا أن ضجيجهم وتحليلاتهم ومناشداتهم المتكررة لتحالف العدوان الذي ضم في بدايته حوالي ثماني عشرة دولة عربية وأوروبية من بينها دول لها تاريخها الاستعماري والمدعوم باستخدام منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية ، مع ذلك نرى كل القوى التي اختارت هذا الموقع المخزي ما فتأت في كل مناسبة تناشد كل من تعتبرها تمثل المجتمع الدولي والشرعية الدولية لإنقاذ هذه الشرعية العبقرية التي يبدو أن قومها أكثر من قوم الـ…. وإن كان بعض هذه الدول يحاول التنصل من التحالف الأقذر في التأريخ ،الشرعية التي مثلها العبقري هادي وبحاح ومن اهتدى هديهما وبح بحهما حين قدما استقالتهما التي أفزعت كل الغيورين ممن أمرهما بتقديم تلك الاستقالة التي جلبت على اليمن كل هذه المصائب وكل هذا التدمير الممنهج وكل هذا الحصار لشعب يقرب تعداده من ثلاثين مليون إنسان وهذا طبعاً لا يهم لأن المجتمع الدولي يدين بالدين الوهابي الذي أجاز قتل الأكثرية بلا أي تردد أياً كان الثمن فقد أفتى صعتر على الملأ وبكل بجاحة وكان يتساءل بكل استهتار: كم سكان اليمن ويجيب على تساؤله: متسائلاً خمسة وعشرين مليونا؟ ثم يجيب أيضاً : يموت أربعة وعشرين مليونا ويبقى مليون أحرار) !!، يقول هذا طبعاً وهو في السعودية بلاد الأحرار والحرية وفي ظل عدوانها على أبناء وطنه وتدميرها لليمن طولا وعرضاً لأن كل هذا في نظره من أجل تحرير اليمن وفي سبيل هذا الهدف ها هي الشرعية الدولية وشرعية أبو الغيط التي تديرها وتتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية تواصل قتل اليمنيين باسم هذه النماذج من المتخلفين عقلياً وفي سبيل إعادتهم إلى الحكم ، باسم الحرية ودعم الشرعية إلا أنه ورغم كل ذلك فقد أثبت هؤلاء الداعمون للشرعية أن من الجائز الانقلاب عليها طالما كان هذا الانقلاب وفق هندسة وتوجيه أمريكي وتنفيذ أدواتهما الإماراتية السعودية أو باسمهما ، وفي إعلان هذا العدوان من واشنطن في 26/3/2015م دلالة واضحة على هُويّة راعيه ! ؛
وبعد: هل أدرك شرفاء العالم بعد كل هذه السيناريوهات مغزى التوظيف البشع للشرعية الوطنية والإقليمية والدولية، والفرق الجلي بين الشرعية وبين توظيفها لأهداف أقذر السياسات التي تدير العالم وتتحكم فيه باستخدام منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية وكثير من المنظمات الدولية والإقليمية أسوأ استخدام بقتل البشر وتحويل الحروب إلى مشاريع استثمارية مهما كان حجم ضحاياها طالما كان ذلك في خدمة كبار مستثمري الموت من أصحاب المصالح المتوحشة؟!
وهل بات واضحاً معنى إعلان الأداة الإماراتية إعادة انتشار قواتها الباسلة في اليمن والحديث الموارِب عن الخروج التدريجي من مأزق مشاركتها في العدوان بعد أن صار لهذه الأداة القذرة أدوات من قاذورات اليمنيين تأتمر بأمرها وتنفذ أجندتها في تمزيق وطنهم وجعله لقمة صائغة بيد اللقمة الإماراتية والبقرة السعودية الحلوب ؟! ،بالمناسبة هذه التفاهات التي تمارس على اليمن وفيه ليست وليدة اللحظة ولا هي مقدمة لأجندات ، إنها نتائج لمقدمات من التفريط في السيادة على مدى عقود من التمكين للفساد والإرهاب الذي حكم اليمن برعاية أمريكية على مدى العقود الأربعة الأخيرة باسم الثورة والجمهورية وأخيراً الوحدة التي جرى ذبحها باسم الوحدة ، ولا يمكن إخفاء أو التحفظ على حقيقة أن هذه الأدوات التي تجدد أو يُجدد بها أساليب تمزيق اليمن التي دخلت مرحلة جديدة من مراحل استخدام لعبة الشرعية وأتنزه عن ذكر أسماء هذه الأدوات بعد كل ما ارتكبوه من جرائم وتفاهات ويكفي الإشارة إلى أنهم ليسوا سوى بعض إفرازات نظام الفساد والإفساد الذي حكم اليمن أو حُكم اليمن باسمه قرابة أربعة عقود ،هذه الأدوات التي رهنت اليمن وساهمت في تعطيل نموه وإيصاله إلى حال الدولة الفاشلة ليصبح نتيجة أعمالها مكشوفاً أمنياً جاهزاً للعدوان عليه دون مقاومة وتكون المُحَصِّلة ارتماء هذه الأدوات في أحضان الأداة السعودية الإماراتية لتنفذ عدوانها بسلاسة لولا مفاجأة اللجان الشعبية ومن تبقى خارج التدجين من شرفاء القوات المسلحة والأمن للعالم بهذا الصمود الأسطوري !؛
ومن يُراد إعادة شرعيتهم ليسوا سوى نماذج من أدوات النظام الذي أهان اليمن بالارتهان للأداة السعودية المدارة أمريكياً، وقضى على الثورة والجمهورية والوحدة رافعاً شعارها!
أليس من البديهي القول بعد هذا بأن لجوء الإمام محمد البدر إمام المملكة المتوكلية اليمنية عام 1962م إلى نظام المملكة السعودية يستجدي دعم شرعيته مسألة قابلة للهضم أما لجوء الجمهوريين والديمقراطيين جداً إلى هذه المملكة والإمارات اليوم فهذه أعجوبة وستبقى كذلك بل وسيسجلها التأريخ ضمن المفارقات التاريخية الأعجب علماً أن الإمام اللاجئ حينما طلبت منه المملكة المتحفزة باستمرار لنهب أراضي اليمن المصادقة على اتفاقية الطائف رفض لأنه يعي حقيقتها ولأنه شعر بالمهانة قائلاً “هذه الأرض تخص الشعب اليمني وليس لي الحق في التنازل عنها” وغادر إلى لندن وقد أوضح هذه الواقعة في مقابلة له بأحد أعداد مجلة الصياد اللبنانية عام 1983 تقريباً كاشفاً عن وطنية يفتقر إليها الرئيس الشرعي ومن لف لفه ! ؛
والواضح أن فخامة عبد ربه الذي يقرن اسمه بالشّرْعي لا يمتلك القدرة على الهروب من الحضن السعودي بدون موافقة صاحب الجلالة الذي استباح أن يفعل باليمن كلما يخطر ولا يخطر على البال تخيله من جرائم وويلات تحت عنوان استعادة شرعيته؟!!.
شرعية الحكم عنوانها
أن ترى العشبَ ملءَ الجبال
وملءَ السهول وملءَ النفوس
شرعية الحكم رُبّانها الشعب حقاً وصدقاً وعدْلاً.