إلى المعارضة السعودية أينكم؟!
عبدالله الأحمدي
تعددت الأصوات المعارضة لحكم بني سعود من جماعة المسعري وسعد الفقيه الى جماعة الدوسري، ثم العسيري إلى الأمراء المنشقين من الأسرة الحاكمة. والكثير من هؤلاء، بل معظمهم يعيشون في الغرب تحت رعاية وسيطرة الدول المضيفة وهذه الدول في الأغلب تقيم علاقات حميمة مع دولة بني سعود وترعى نظامها، بل وتحميه. بمعنى أن تلك المعارضات مدجنة ومراقبة وتحت السيطرة.
اليوم شعبية النظام السعودي تحت الصفر، بل إن سمعته أمام العالم والمنظمات الدولية أقل من تحت الصفر، خاصة في مجال حقوق الانسان. أما محمد بن سلمان فهو محاصر بالجرائم التي يرتكبها في داخل المملكة وخارجها، وخاصة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، واعتقال الناشطين والعلماء، وجرائم حرب اليمن. أصبح بن سلمان مذعورا من صواريخ انصار الله ومن الحرس الثوري الإيراني، مما جعله يستدعي القوات الامريكية لحمايته.
وإذن فأمام المعارضة السعودية بكل تنوعاتها فرصة لا تعوض لإسقاط نظام بني سعود الوهابي المجرم.
ماذا تنتظرون أيها المعارضون؟ أكثر من 30 الف معتقل من الرجال والنساء في سجون محمد بن سلمان يتم انتهاك أعراضهم، وبعضهم ينتظرون حكم الإعدام. وبحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان فان النظام السعودي أعدم في العام 2018 أكثر من 30 مواطنا من المعارضين أكثرهم من الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية. وهو يُحضِّر هذا العام لمذبحة جديدة للمعارضين وخاصة العلماء المستنيرين من أمثال؛ سلمان العودة. والمالكي وغيرهم.
في ظل الأوضاع المهترئة التي يعيشها النظام السعودي فان على المعارضة السعودية ان تلتحم بجماهير الداخل، وتمد يدها لكل مناوئ للنظام داخليا وخارجيا، بل ويجب ان تضيق الخناق على الأسرة الحاكمة بالاقتراب من الأنظمة والبلدان والحركات التي تعارض النظام السعودي.
وهناك فرصة لإنشاء حركات مسلحة داخل المملكة وفي الدول التي تحارب النظام السعودي ؛ مثل اليمن وسوريا والعراق وقطر.
مكان المعارضة السعودية ليس كندا وأمريكا وأوروبا فهذه الدول هي الراعية والحامية للنظام السعودي، بل مكانها الدول المجاورة للملكة والعمل منها؛ مثل اليمن وسوريا والعراق وقطر، وذلك للتعجيل بإسقاط هذا النظام الجائر.
هناك تعتيم على جرائم النظام السعودي بحق الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية، وخاصة في العوامية التي قتل الكثير من ابنائها، وهدمت الكثير من أحيائها ومنازلها.
في بداية العام 2016 م قتلت أسرة بني سعود 43 مواطنا أغلبهم من المنطقة الشرقية على رأسهم الشيخ باقر النمر وبدون محاكمات.
ومعروف عن النظام السعودي انه يتربص بمعارضيه، وينسب لهم شتى التهم. في الماضي كان يعدم المعارضين بتهم المخدرات. أما الآن فقد اخترع لهم تهمة أخرى، ألا وهي تهمة الإرهاب.
لا يوجد في مملكة داعش السعودية نظام قضائي مستقل، ولا يتمتع المتهم بأي حقوق، فالقضاء السعودي الوهابي يحكم بمزاج الأسرة.
محمد بن سلمان محاصر بالجرائم ويريد أن يخرج من هذا الحصار بتقديم تنازلات للمرأة والشباب قبل أيام أصدر محمد بن سلمان فرمانا ألغى بموجبه وصاية الرجل على المرأة ( المحرم ) وأصبح من حق المرأة ان تسافر، وتعمل وتمارس الأنشطة المجتمعية بدون إذن واليها وبدون محرم. وقبلها كان قد ألغى الحظر على قيادة المرأة للسيارة. ولاجتذاب الشباب أقام ما سمي بهيئة الترفيه التي تقيم حفلات ماجنة وصرّح ببيع الخمور تحت يافطة الحلال. وهو بكل هذه يريد ان يلمع وجهه القبيح في اتجاه الداخل والخارج.
في أحد الفيديوهات الذي أذاعته قناة الجزيرة أكثر من مرة يظهر مواطن سعودي يصرخ بأن هناك أسراً تموت جوعا.
نعم مجتمع طبقي وفي مملكة ليس فيها دستور ولا قانون ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم لا تستغربوا أي شيء.
نعم هناك فقر، وهناك بذخ.
محمد بن سلمان يبدد أموال المملكة في الحروب وشراء الذمم والسلاح، واشعال الفتن في الخارج. المملكة في أزمة سياسية واقتصادية وعلى المعارضة السعودية استغلال هذه الأزمة في تثوير الشارع، وقبل هذا وذاك على المعارضة السعودية أن تجتمع حول برنامج لإسقاط النظام المستبد واستبداله بنظام عصري عادل.
توابيت الجنود القتلى تصل كل يوم من الحدود الجنوبية، ومحمد بن سلمان يضحي، بأبناء الناس بدون مبررات.
بإمكان المعارضة السعودية انشاء جماعات مسلحة في المناطق القريبة من اليمن بالتنسيق مع أنصار الله، وكثير من المتضررين سوف يكونون مع المعارضة. وأنصار الله قد قطعوا شوطا كبيرا في كسر هيبة المملكة وهزيمة جيش الكبسة. وكل الظروف الذاتية والموضوعية تعمل لصالح الثورة والتغيير في المملكة. ولم يبق إلا القليل من التحرك لإسقاط نظام الكهنوت الوهابي الجائر.