للعيد معانٍ ودلالات
محمد صالح حاتم
يحتفل شعبنا اليمني العظيم مع سائر الشعوب العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك، هذه المناسبة العظيمة التي تأتي كل عام مرتبطة بركن عظيم من أركان الإسلام، ألا وهو الركن الخامس (الحج)، الذي جعله الله لمن استطاع اليه سبيلاً، هذا الركن الذي يأتي إليه الملايين من كل حدبٍ وصوب، يحجون إلى بيت الله الحرام من كل بقاع العالم، يقفون في عرفات الله، ويطوفون حول بيت الله، يكبرون ويهللون بصوتٍ واحد، ويلبسون لباساً واحداً، كلهم سواسية، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين أبيض وأسود، ولا بين رئيسٍ ومرؤوس، ولا بين ملك ومملوك، كلهم متساوون عند الله، يجتمع المسلمون ملبين ومكبرين ومهللين يدعون الله ويتضرعون إليه، راجين رحمته ومغفرته والفوز والفلاح بالجنة، ويدعون الله أن يعفو عن ذنوبهم، ويغفر عنهم سيئاتهم، وأن يعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، هذا هو الحج المبرور، وهذه هي السعادة المرجوة.
ولكن للأسف، فقد تم تسيس الحج وإفراغه من مضمونه لتحقيق أهداف الأعداء، وكل هذا يتم بتواطؤ من نظام بني سعود الذي يستغل هذه الشعيرة، وهذا الركن العظيم لتحقيق أهداف ومخططات أعداء الأمة العربية والإسلامية.
وبما أننا نعيش أجواء عيد الأضحى المبارك، وفي ظل استمرار الحرب والعدوان على شعبنا اليمني العظيم من قبل تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وأدواتهم مملكة بني سعود، ودويلة عيال زايد، وللعام الخامس على التوالي والذي يعمل على قتل اليمنيين، وتجويعهم، ومحاصرتهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وكذلك يعمل على شق الصف اليمني، وبث ثقافة الكراهية والحقد، وزرع الخلافات بين الإخوة والأشقاء، فإن علينا جميعاً وفي هذه المناسبة الدينية العظيمة، أن نتبادل التهاني، وننسى الخلافات والأحقاد، ونطوي صفحات الماضي وننساه بكل مآسيه وآلامه، ونبدأ صفحة جديدة عنوانها المحبة والتسامح والإخاء والوحدة والسلام، وأن نجعل مصلحة اليمن والأمة العربية فوق كل المصالح والاعتبارات.
وفي مناسبة كهذه، فالواجب علينا جميعاً التكافل والتراحم، وزيارة الأهل والأقارب والأرحام، وزرع البسمة على شفاه الأيتام والأرامل، والمرضى والجرحى، وأبناء الشهداء والمساكين والفقراء، وأن لا نتفاخر بالثياب الجديدة، والإسراف في شراء حلويات ومكسرات العيد، فهنالك الفقير والمسكين الذي لم يستطع شراء كسوة العيد، ولم يجد قيمة رغيف الخبز، فالعيد مناسبة عظيمة نتبادل فيها التهاني والابتسامات والتبريكات ونتصافح، وبما أن في عيد الأضحى سنة عظيمة من سنن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي ذبح الأضاحي، ومع ارتفاع سعر الأضاحي من الأبقار والأغنام والماعز؛ بسبب ظروف الحرب والعدوان والحصار الاقتصادي الذي فرضه علينا تحالف العدوان، وكذا غياب الرقابة الحكومية على أسعار المواشي، فمن استطاع أن يضحي، فعليه أن يتفقد الجيران والفقراء والمساكين، وأن يعطيهم من أضحيته، وأن يهدي الأرحام والأقارب كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الأخير، فإن علينا أن ندخل الفرحة والبهجة والسرور إلى قلوب أبنائنا وأهلنا وجيراننا، وأن نبتعد عن العادات السيئة المتمثلة في شراء الألعاب الخطيرة والمضرة بصحة الأطفال، ومنها المسدسات الخرز، والألعاب النارية، وأن يتم زيارات الأهل والأصدقاء، وزيارات الحدائق العامة، والأماكن السياحية والتاريخية، وهنا ندعو الجهات المختصة إلى توفير الخدمات والحراسات للحدائق والمتاحف والمواقع السياحية.
وعيد مبارك، وكل عام وأنتم بألف خير، وشعبنا اليمني العظيم وأمتنا العربية والإسلامية في خيرٍ ورخاءٍ ووحدةٍ وقوةٍ وعزةٍ وتمكين.