مسلسل الاغتيالات … الرهان الخاسر
عبدالفتاح علي البنوس
عندما يفلس الغزاة والمحتلون وتحبط كافة مؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية التي تحاك ضد اليمن الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة والسيادة والعزة والكرامة ، يذهبون نحو الاستعانة بخلاياهم النائمة وفرق الاغتيالات التي يتم استخدامها وتفعيلها بهدف إرباك المشهد السياسي والعمل على إحداث خرق أمني يعكر صفو الأمن والأمان والاستقرار الذي تنعم به العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ، ويظنون بأن نجاحهم في تنفيذ بعض جرائم الاغتيالات هنا أو هناك سيغطي على الفشل والإخفاق الذي حصدوه طيلة السنوات الماضية من عمر العدوان وسيمنحهم الانتصار الذي طال انتظاره بعد سلسلة الهزائم النكراء التي مُنوا بها في مختلف الجبهات .
بالأمس امتدت أيادي الغدر والإجرام والخيانة لاغتيال الشهيد إبراهيم بدرالدين الحوثي في عملية إجرامية آثمة أراد من خلالها المحتل السعودي وأسياده تخفيف التغطية على ما يجري في عدن من مواجهات مسلحة دامية بين أدوات وأذرع المحتل السعودي والإماراتي وإلهاء الشارع اليمني والوسط الإعلامي عن متابعة مستجدات المواجهات والذهاب نحو تسليط الضوء على الاغتيالات وتهويل الحادثة وتحميلها أكثر مما تحتمل بهدف إعطاء صورة مغايرة للواقع الأمني في العاصمة والمحافظات تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى، على الرغم أن هذه الحادثة التي ارتقى فيها الأخ إبراهيم بدرالدين الحوثي شهيدا تكاد تكون الأولى التي تشهدها العاصمة منذ عدة أشهر ، وهو ما يعني أنها ليست معيارا يقاس به مستوى الحس الأمني واليقظة الأمنية ومثل هذه الحوادث واردة في ظل وجود خلايا نائمة ومليشيات تعيش في أوساطنا تستغل قيم العفو والتسامح التي تنهجها القيادة الثورية والسياسية والتي تتعامل بحسن نية وتحمل الجميع على السلامة حرصا منها على تعميق روح التعايش والتآلف .
وأمام ما حصل فإن هذه الجريمة تحتم على الأجهزة والسلطات الأمنية التعاطي معها بمسؤولية وطنية والعمل على تفعيل الدوريات الأمنية واتخاذ إجراءات أمنية من شأنها الحد من الجريمة قبل وقوعها والعمل على تعقب الخلايا النائمة وفرق الاغتيالات ورصد تحركاتها وردع كافة المنخرطين فيها ليكونوا عبرة لغيرهم فالحزم والردع مع هذه العناصر التي يثبت تورطها في جرائم الاغتيالات أو في إرسال الإحداثيات وتطبيق شرع الله فيهم يمثل الخطوة الأولى للحد من هذه الجرائم وعودة المغرر بهم إلى جادة الحق والصواب وترك هذه الجماعات والتنظيمات الإجرامية التكفيرية.
واللافت هنا هو تعاطي وسائل إعلام العدوان لخبر استشهاد إبراهيم بدرالدين الحوثي شقيق السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي والتي تبعث على السخرية ، وكأنها حسمت جبهة نهم التي يراوحون فيها منذ قرابة أربع سنوات، متناسين بأن الشهيد إبراهيم الحوثي وكل اليمنيين الشرفاء الأحرار مشاريع شهادة ، وأنها بالنسبة لهم شرف وغاية ينشدونها وهم على استعداد لها في أي لحظة وفي أي وقت، ولن تزيد هذه الجريمة أبناء شعبنا إلا صمودا وثباتا وصبرا وتحملا ووعيا بكل مخططات العدوان ومشاريعه الإجرامية والتي لن يكون مصيرها سوى الفشل .
بالمختصر المفيد.. مهما حاك الأعداء من مؤامرات ومهما نفذوا من اغتيالات، فإنها لن تفت من عضد اليمنيين ولن تنال من صمودهم وثباتهم وتماسك الجبهة الداخلية التي ستظل عصية عليهم ، ولن تثني مثل هذه الجرائم أبطال الجيش واللجان الشعبية عن مواصلة معركة الحرية والكرامة ، وردع الغزاة والمرتزقة حتى يكتب الله النصر .
عيدكم مبارك مقدماً وعاشق النبي يصلي عليه وآله.