معرض لمنتجات النازحين في مبادرة مجتمعية لتمكين فعالية المرأة في المجتمع
في إطار مشاركة النازحين أفراحهم بعيد الأضحى المبارك
الأسرة /خاص
على الرغم من التحديات الكبيرة التي يعيشها النازحون والظروف الصعبة التي يمرون بها إلا أن هناك من النازحين من استطاعوا تحويل تلك الصعاب الى فرص للنجاح والإنتاج بمساهمة منظمات دولية ومبادرات مجتمعية وبحسب إحصائيات دولية فإن أكثر من ثلاثة ملايين نزحوا من بلادهم الى مناطق أخرى ولكن كثيراً من هؤلاء اصبحوا قادرين على الإبداع في هذه الظروف الصعبة ومن هؤلاء النازحون في عمران الذين أقاموا مؤخرا معرض لعرض منتجاتهم الإبداعية في الخياطة وصناعة البخور والعطور والإكسسوار وغيرها من المنتجات المختلفة في كثير من مجالات الحياة .
تعتبر الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المعتمدة في صناعتها على الأيدي باستخدام الأدوات البسيطة من أبرز ما قامت به المرأة النازحة للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة والدخول إلى سوق العمل بما تصنع يديها من إبداع وذوق جمالي وعراقة وفرادة حيث دفعت الحرب النساء وخاصة النازحات لاكتساب مهن جديدة ومختلفة كصناعة العطور والبخور والحلويات والمشغولات اليدوية التي تميزت بأصالتها وجودتها .
فعلى أرصفة الطريق وفي الأسواق يشدك جمال الصنع للاقتراب ورؤية تلك الأصناف المتنوعة من الأدوات والخزف والمشغولات اليدوية التي أنتجتها أنامل يمنيات رغم ضراوة الحرب والحصار وفي تحد حقيقي للأوضاع الصعبة لتترك المرأة اليمنية آثاراً لا يمحوها الزمن تحكي قوة وعظمة هذه المرأة التي تحملت العبء الأكبر وهي صامدة بل وساهمت بضراوة وقوة غير عادية لحماية أسرتها والتخطيط لمستقبل أبنائها.
وفي مبادرة مجتمعية نظمت شبكة الحماية المجتمعية بمحافظة عمران معرضاً لمنتجات النازحين ضم عدداً كبيراً من النازحين المشاركين منهم في الخياطة النسائية و صناعة البخور والعطور والإكسسوار في المبادرة المجتمعية WGSS في مجال التمكين الاقتصادي كما يخطط المعرض لاستيعاب 100 منتجه تعمل في الخياطة والتفصيل منها 45 نازحة تم تدريبهن في أواخر العام 2018 من قبل المركز المجتمعي للنازحين بعمران وتم صرف مكائن خياطة لهن وتعتبر هذه المبادرة المجتمعية الثالثة (النقد مقابل العمل )لعرض منتجات النازحين وتم تجهيز ثلاث عربيات يعمل فيها النازحون من الرجال كمنافذ للبيع المباشر لمنتجات النازحين الواصلة الى المعرض وذلك في الأسواق الأسبوعية لمدن محافظة عمران كسوق السبت وسوق الثلاثاء بمديرية ريدة ونحوهما وذلك بمشاركة رجال الأعمال والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر اليمني.
كما أعلن في اللقاء التاسع عشر لشبكة الحماية المجتمعية عن انطلاقة جديدة للشبكة تمثلت في تأسيس حاضنة اعمال النازحين من اجل تنمية المشاريع والأعمال ذات الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والتي تعزز بصورة مباشرة وغير مباشرة من جهود المبادرة المجتمعية الرابعة (سفراء السلام للتسامح والتصالح والتعايش السلمي بين المجتمعات).
ويقول عبدالله صالح العزب -مدير مشروع الحماية- المركز المجتمعي للنازحين بمحافظة عمران :انه لأبد من تنمية أعمال ونشاطات النازحين التي تعود بالفائدة عليهم وعلى المجتمع وأن عرض منتجات النازحين في هذه المبادرة المجتمعية هدفها تمكين المرأة في المجتمع ومساعدة النازحين وتدريبهم وتوفير فرص العمل لهم ولابد من تكثيف الجهود في الحشد والمناصرة المجتمعية للتكافل الاجتماعي والتعايش السلمي.
كما يقول ضابط المواد البشرية واللوجستيك بالمركز المجتمعي للنازحين ابراهيم الشلفي بأن هذا النشاط المجتمعي الذي نظمته شبكة الحماية المجتمعية بمحافظة عمران والذي شارك فيه العديد من النازحين من صعدة ومن عدن ومن كثير من المناطق من اجل تسويق وبيع منتجاتهم إنما هو من أجل تنمية أعمال النازحين وخلق فرص دخل لهم وتنمية مشاريعهم ضمن المبادرة المجتمعية وتمكين المرأة النازحة ومشاركتها في المجتمع وأن هذا المعرض يعتبر سلسلة لأعمال مجتمعية سابقة قام بها مركز الحماية ابتداء من استيعاب وتدريب النازحين ثم عرض منتجاتهم ثم التسويق لها في دعوة لصناع القرار لشراء ما أمكن من منتجات النازحين.
ويقول محمد حسن الحرورة مسئول شبكة الحماية CBPNs : أن هذا النشاط يأتي ضمن المبادرات المجتمعية التي تقيمها شبكة الحماية بغرض الحماية والمناصرة والتمكين المجتمعي للنازحين وللمجتمع المضيف وبالذات تمكين المرأة، ويضيف الحرورة بأن هذه الأنشطة تتماشى مع مقتضيات العمل الإنساني والانتقال العملي من مشاريع الإحسان الى مشاريع التمكين ومن تمكين المرأة الى تمكين المجتمع عبر المرأة حيث كانت الخطوة الأولى في شهر اكتوبر من العام المنصرم 2018 موجهة للمرأة وحدها من خلال إقامة البازار الأول في فناء المركز المجتمعي للنازحين لعرض منتجات النازحات والمشاركات في المبادرة المجتمعية الثانية (المساحة الآمنة لحماية وتمكين النساء والفتيات (WGSS) ثم تلاها إقامة البازار الثاني في شهر رمضان المبارك من هذا العام لعرض منتجات النازحات ايضا ولكن بصورة أوسع وأكثر تقدما وبالتزامن مع انتهاء البازار2 اطلقت شبكة الحماية المجتمعية خطوتها التقدمية الثالثة لإقامة معرض منتجات النازحين المركز1 بمدينة عمران من اجل تسويق وبيع منتجات النازحين والنازحات.
ويؤكد الحرورة عزم شبكة الحماية المجتمعية مشاركة النازحين والمجتمع افراحهم بعيد الأضحى المبارك في اطار المبادرة المجتمعية الرابعة (سفراء السلام) وذلك من خلال توسيع نشاط توزيع الهدايا العيدية في عيد الأضحى المبارك لزرع المحبة والألفة بين النازحين والمجتمع المضيف ويتوقع ان تشمل هدايا كسوة العيد المخطط شراؤها من منتجات النازحين الى جانب لحوم أضاحي العيد في حال أثمرت جهود الشبكة التنظيمية والتنسيقية الأخيرة.
وترى العديد من الفتيات اليمنيات أن الظروف المادية هي العائق الأكبر لعدم تنفيذ مشاريعهن وأفكارهن وأنهن في استعداد دائم لمواجهة الحياة وإنشاء العديد من المشاريع إذا ما توفر الدعم اللازم وأن الظروف الصعبة التي مرت بها المرأة اليمنية جعلتها تخرج وتعمل وتتحمل المسؤولية وأن المبادرات المجتمعية ساهمت الى حد كبير من التخفيف عن اعباء النازحين وبالذات المرأة حيث ساهمت في تدريب العديد من الفتيات النازحات في الخياطة وصناعة الإكسسوار والبخور والعطور والصناعات اليدوية بهدف تمكينها والزج بها الى سوق العمل بما يعود بالفائدة عليها وعلى المجتمع.