اللجنة الأولمبية اليمنية ..الأكاديمية الرياضية
د. جابر يحيى البواب
الأكاديمية هي مؤسسة علمية رياضية تهدف إلى إعداد وتأهيل وتطوير الرياضيين بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الفكرية والرياضية، وذلك من خلال البرامج العلمية الصحيحة وتهيئة الكوادر المستقبلية من الملكات العلمية الرياضية في كافة الألعاب الرياضية وتقديم البرامج التدريبية والتعليمية وكيفية تطوير الإدارات الرياضية ودعم المؤسسات الرياضية على اختلاف أنواعها..
وتهتم الأكاديميات الرياضية بنشر الأبحاث والمقالات والدراسات العلمية المتخصصة، والكتب والمحاضرات العلمية بمختلف الوسائل الاتصالية، وتقدم المساعدة لطلبة الدراسات الجامعية والعليا وكذلك للمدربين والمهتمين في المجال الرياضي؛ حيث أن تركيزها لا ينصب على تخريج لاعبين ورياضيين من الطراز الأول بل وتنشئتهم سلوكياً وثقافياً وهو ما يمثل أهمية أكبر من المهارة الفنية..
إن الفكر الأكاديمي الرياضي ليس بجديد على المستوى العالمي والعديد من المواهب الكروية كهنري ورونالدينو على سبيل المثال لا الحصر هما من خريجي هذه الأكاديميات التي تعمل على مدار الساعة باستراتيجيات واضحة واستقلالية تامة لتخرِّج لاعبين على مستوى عالمي بفكر عال ومميز، وقد سبقها منذ حقب زمنية طويلة العرب الأوائل ، حيث كانوا يعلِّمون أبناءهم الرماية والسباحة وركوب الخيل منذ الصغر، وذلك دليل واضح على أن الفئات العمرية هي الأساس للبناء الرياضي الصحيح.
الرسالة:
إلى وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية والمعهد اليمني الصيني، ثلاث جهات (دون التطرق للتعليم العالي والبحث العلمي لأن لها كليات وأقساماً للتربية الرياضية والبدنية) يمكن من خلالهما التأكيد على أن الأكاديمية هي الركيزة الوحيدة للتطلع إلى المستويات الرياضية العالمية واللحاق بركب الدول الغربية والعربية المتطورة بخبراتها وأساليبها الاحترافية وبالتأكيد أنكم تعرفون أكاديمية “إسباير” العالمية التي تتعاقد مع نصف دول العالم ومنها قطر.
خلال سنوات العدوان الأربع نشطت اللجنة الأولمبية اليمنية في هذا الاتجاه وحرصت على استمرار النشاط الرياضي عن طريق تنفيذ محاضرات علمية من خلال اختيارها أفضل العناصر الأكاديمية من خريجي التربية الرياضية والحاصلين على درجة الدكتوراه في هذا المجال، وهي بادرة طيبة ووطنية استحسنها الجميع خصوصاً في ظل العدوان والحصار الذي أوقف الكثير من الأنشطة والفعاليات الرياضية المحلية وحاصر ومنع المشاركات الخارجية نتيجة إغلاق المطارات وتوقيف الرحلات الجوية.
نشاط اللجنة الأولمبية كان مشهوداً له لكنه توقف فجأة دون ذكر أسباب، وزارة الشباب والرياضة ومن خلال خطتها للعام 2018 – 2019م وضعت موازنة للتحضير لإعادة تفعيل قرار إنشاء معهد التربية الرياضية والبدنية وفتحه عوضاً عن المعهد السابق الذي تم تحويله إلى كلية تتبع وزارة التعاليم العالي والبحث العلمي وجامعة صنعاء؛ كما أن هناك اتفاقاً مبدئياً بين وزارة التعليم الفني والتدريب المهني على فتح قسم للتربية الرياضية والبدنية في المعهد اليمني الصيني سبقه فتح المجمع الوطني للألعاب الرياضية.
لكن هذه المشاريع توقفت بعد قرار تحويل صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة إلى وزارة المالية وتقليص نفقات الصندوق المقرة وفق قانون إنشائه رغم عدم تقلص إيراداته السنوية، ليظل الأمل قائما خصوصاً بعد صدور قرار المجلس السياسي الأعلى باعتماد الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة وآليتها التنفيذية وشروع المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية الوطنية ووحداته التنفيذية في الجهات الحكومية في وضع الخطط والبرامج والموازنات للمرحلة الأولى من مصفوفة الرؤية الوطنية والمزمَّنة لما تبقى من العام 2019 م ونشاط العام 2020م تحت مسمى مرحلة “الصمود والتعافي” التي ينظر إليها الجميع بعين المتعطش لنجاحها وفق محاور ومرتكزات ومبادئ وأهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة المخرج الوحيد مما نحن فيه من حصار وعدوان وتشتت ..اللهم احفظ اليمن وأهله.