لن نرضى بدولة يهودية
عبدالله الأحمدي
سبقني الاستاذ عبدالملك العجري بالرد على تصريح محمد بن سلمان ( ابو منشار ) الذي قال فيه ان مملكة داعش السعودية لن ترضى بحزب الله آخر على حدودها الجنوبية.
وهو يقصد بذلك حركة انصار الله التي تتصدى للعدوان السعو/ امريكي الهمجي الذي يقوده المال السعودي.
يحدثنا التاريخ ان المستعمر البريطاني لم يرحل عن المنطقة إلاّ بعد ان صنع دولتين يهوديتين تحتلان المقدسات الاسلامية، وتتآمران على الأمة وعلى عقيدتها؛ الاولى في فلسطين هي دولة العصابات اليهودية والتي تعتبر شرطياَّللغرب في المنطقة. والثانية هي دولة عصابات بني سعود الارهابية والتي تمثل الخنجر المسموم في ظهر الامة.
اليوم الأمور وضحت على حقيقتها والتحق يهود الرياض بأسيادهم اليهود في اسرائيل الذين يحتلون فلسطين ومقدساتها العربية الإسلامية والمسيحية ليشكلوا حلفا معاديا للإسلام والمسلمين.
العلاقة بين اليمن ومملكة بني سعود مختلة منذ بداية القرن العشرين حين كان بني سعود يقودون عصابات للقتل مزودين بالسلاح والمال البريطاني. لا فرق بين دولة يهود اسرائيل، ودولة يهود بني سعود، فكلا الكيانين يعملان ضد الأمة لصالح الغرب الامبريالي.
وإذا كان سكان فلسطين متضررين من دولة اليهود هناك، فإن اليمنيين هم الاخرون متضررون من دولة اليهود في الرياض.
واذا كانت دولة اليهود قد قامت على العدوان والتوسع وقضم أراضي الاخرين فإن دولة اليهود في الرياض قامت هي الأخرى على العدوان والتوسع وقضم اراضي الاخرين، وخاصة أبناء اليمن إذ قامت هذه العصابة على سرقة اراضي اليمنيين في جيزان ونجران وعسير والوديعة والشرورة والربع الخالي ومازالت تمارس العدوان على اليمن وتقتل ابناءه في عدوان دولي جلبت له كل دول ومرتزقة العالم.
اكثر من قرن واليمن تتعرض للعدوان من قبل عصابات يهود بني سعود؛ ففي العام 1923م قتلت عصابات الهالك عبدالعزيز السعودي اكثر من ثلاثة الاف مواطن يمني في منطقة تنومة في عسير كانوا متوجهين لأداء فريضة الحج في البقاع المقدسة، ونهبت كل ما كانوا يحوزونه من أموال ومتاع.
قتلتهم عصابات يهود السعودي في مجزرة مروعة يندى لها جبين التاريخ، ولازالت دماؤهم في رقاب تلك العصابات حتى اليوم.
وفي العام 1934 م شنت عصابات يهود الرياض عدوانا على الشعب اليمني احتلت فيه مناطق عسير وجيزان ونجران ووصلت بمرتزقتها حتى مدينة الحديدة. يعاونها في ذلك المستعمر البريطاني الذي شن هو الآخر عدوانا جويا على المدن اليمنية المحاذية للجنوب. وبالغلبة فرضت مملكة داعش على اليمن اتفاقية مجحفة اقتطعت بموجبها اراضي واسعة من اليمن تقدر بأكثر من 400 ألف كم. ولازالت تحتلها حتى اليوم. وفي العام 1962 م شنت على اليمن عدوانا همجيا بمساعدة الامريكي والاسرائيلي والبريطاني في محاولة لإيقاف عجلة الحياة وإسقاط النظام الجمهوري الذي ارتضاه الشعب اليمني لإدارة شؤونه الحياتية.
هذا العدوان استمر لثمانية أعوام قتل فيها الكثير من الناس. وعندما عجزت مملكة اليهود عن إسقاط النظام الجمهوري أملت على اليمنيين اتفاقية أفرغت النظام الجمهوري من محتواه الثوري، مشترطة عودة القوى المتخلفة وتصدير الوهابية لتخريب الهوية اليمنية.
وفي العام 1967 م شنت عدوانا على الجنوب وبالذات في محافظة حضرموت واقتطعت مناطق الشرورة والوديعة، وزرعت قوى معادية لتخريب دولة الاستقلال في الجنوب.
مشكلة اليمن أنه وقع في جوار جار جائر لا يقدر حق الجوار، وما يقدمه اليمنيون من خدمات لدولة بني سعود.
فكلما قامت حركة، أو ثورة تحررية في اليمن تآمر عليها يهود الرياض وجلبوا المرتزقة للاعتداء عليها. وكلما ظهر قائد، أو مفكر، او زعيم قتلوه. وهل نذكر بقتل الحمدي، أو جار الله او الصماد، او مذبحة 13 يناير في الجنوب التي كان للرياض يد فيها، او مذابح جهاز محمد خميس؟!
يهود الرياض إضافة إلى احتلالهم المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة فهم لا يريدون اليمنيين أن يرفعوا رؤوسهم، او يعيشوا بسلام.
واذن فاستمرار الحرب ضد العدوان ضرورة وطنية محتمة. فإما أن تزول هذه الاسرة الدموية ومملكتها، أو ينتهي الشعب اليمني عن الخارطة. بما يعني معادلة اما نحن او هم ولا ثالث.
فاليمنيون لن يقبلوا العيش بجوار دولة يهودية تعتدي عليهم، وتسرق أرضهم، وتحاول إذلالهم وفرض أجنداتها ووصايتها عليهم.