قنبلة موقوتة

احمد الحبيشي
ما حدث في معسكر الجلاء بالبريقة صباح الخميس ، جزء أصيل من (قواعد الاشتباك) المشروعة بين المتحاربين في أزمنة الغزو والعدوان والاحتلال والاستعمار الجديد والقديم.
حكومة الخائن هادي أعلنت أمس انضمامها للتحالف الدولي لمحاربة داعش بعد سقوط المحفد على أيدي قوات داعش في ما يسمى (الحزام الأمني) الذي أنشأه تحالف العدوان والاحتلال في ابين وعدن وبقية المحافظات المحتلة ، بقوام يصل إلى تسعين الف مقاتل نصفهم من داعش والقاعدة وانصار الشريعة وبقايا خريجي ومقاتلي معهد (دماج) الإرهابي من الجنوبيين ، وعلى رأسهم هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الذي لا ينكر هذه الحقيقة !!
هذه التشكيلات المسلحة التي أنشأها الغزاة هي قنبلة موقوتة قابلة للانفجار ، لأنها خليط من عقائد وأجندات مختلفة قام الغزاة بتجميعها وتسليحها وتمويلها بهدف تدمير هذه البلاد بعد رحيلهم .
غضب الدواعش على مقتل الكثير من قياداتهم واتباعهم الذين سحقتهم ضربة صاروخية وجوية مسيرة للجيش المدافع عن سيادة الوطن واستقلاله ، وعبروا عن غضبهم بإسقاط المحفد في أبين على أيدي دواعش الحزام الأمني.
بالمقابل غضب الذين غابت ضمائرهم وتصحرت عقولهم بعد أن تحولوا إلى باعة للوهم ، وخدم لأطماع وأجندات أعراب نجد وصحارى الخليج ، لكن غضب هؤلاء الحمقى انصب نحو المرضى الذين يأتون من المناطق الشمالية لغرض السفر للعلاج عبر مطار عدن بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان والاحتلال.
إنها صورة بغيضة لرواسب الجهل المركب في مجتمع تكالب عليه الحلف الحاقد بين حراس مخرجات حرب ١٩٩٤ ووحدة ٧/٧ والغزاة الجدد من أعراب نجد والإمارات.
في كتاب (الرمال المتحركة) يروي ضابط مخابرات بريطاني كيف تخلت بريطانيا عن عملائها من السلاطين والأمراء الذين كانت ملزمة بالدفاع عنهم ، بموجب معاهدات للصداقة والحماية وقعتها معهم !!
وفي كتاب مذكرات ( هنري كيسنجر) نرى نماذج مأساوية أخرى لمصير وزراء وجيش ما كانت تسمى (الحكومة الشرعية) المعترف بها دوليا في سايجون ، عندما تخلى عنهم الغزاة الذين كانوا ينضوون تحت مسمى (تحالف دعم الشرعية في فيتنام) بقيادة الولايات المتحدة الإميركية .

لا حظوا تشابه الأسماء والنتائج المأساوية لذلك العبث بالإنسان والأوطان والتاريخ والجغرافيا ، لكن بعض الصغار والتافهين في اليمن لا يفقهون!!
سيرحل الغزاة الجدد حتما ، ولن يجد ذوو الضمائر الميتة والأدمغة الضحلة من يحميهم.
الوطن اليمني هو هويتنا الكبرى مهما كانت خلافاتنا واختلافاتنا وأفكارنا وطرائق عملنا وتفكيرنا المتنوعة.
والدفاع عن هذا الوطن الكبير شرف عظيم لنا ولشهدائنا وجرحانا ، ولا مستقبل لأولئك الذين يتعلقون بحبال الكذب والوهم والخيانة والعمالة.

قد يعجبك ايضا