موسم الحج وآل سعود والخطاب الديني
عبدالفتاح علي البنوس
عندما أمر الله عز وجل نبي الله إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل ببناء الكعبة المشرفة ، فإن الغاية من ذلك أن تكون الكعبة قبلة لكل المسلمين الموحدين ووجهة لهم في صلاتهم ، وأن تكون القاسم المشترك الجامع لكل المسلمين ، والبقعة الطاهرة التي تأوي إليها أفئدتهم ، وتطمئن بزيارتها قلوبهم ، وترتاح في رحابها نفوسهم ، بمعنى أنها ليست ضمن تركة عبدالعزيز آل سعود أو تعد ملكا من أملاك آل سعود.
وما دامت الكعبة المشرفة والحرم المكي والمقدسات الإسلامية في بلاد الحرمين الشريفين فلا يحق لآل سعود ولا لغيرهم تسخيرها لخدمة مصالحهم ومشاريعهم الخاصة ، أو التعامل معها على أنها (حقهم والشاهد الله) لذا فإنه من غير المنطقي أن تتم أدلجة الخطاب الديني للحرمين الشريفين سواء في موسم الحج أو في سائر الأيام وتحويله إلى بوق مسخر لخدمة وتعزيز مصالح وسياسة آل سعود وخصوصا خلال موسم الحج.
حيث ينبغي أن يكون خطاب الحرمين ورسالتهما الدعوية والإيمانية ، خطابا جامعا للمسلمين وموحدا لهم ، على الأقل في موسم الحج ، ولا يحق لآل سعود تسييس رسالة الحرمين على الإطلاق كما هو حاصل اليوم، حيث أصبح الخطاب الديني للحرمين الشريفين مسيسا وموجها لخدمة آل سعود ومشرعنا ومدافعا عن فجورهم وإجرامهم ووحشيتهم وفسقهم، ففي يوم عرفة يوم وحدة المسلمين واجتماعهم على صعيد واحد ، بلباس واحد ، وهتاف واحد ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك ، يتشدق دجال آل سعود عبدالعزيز آل الشيخ وإمام الحرم المكي الأفاك عبدالرحمن السديس بالدعاء على اليمنيين ويحرضون على سفك الدم اليمني والسوري والعراقي والليبي وينشرون الكده والبغض بين المسلمين إرضاء لسلمان ونجله المهفوف.
بالمختصر المفيد ،ما يقوم به آل سعود في بلاد الحرمين تسييس قذر و مستقبح لمنبر رسول الله على مرأى ومسمع العالم الإسلامي أجمع ، ومن المفترض هنا أن تكون هنالك إدارة موحدة للمقدسات الإسلامية هي من تشرف عليها وهي من تدير شؤون الحج، إدارة مكونة من مختلف الدول الإسلامية ، لتصحيح مسار الخطاب الديني للحرمين الشريفين وإنهاء الهيمنة السعودية الوهابية عليهما، فلا يعقل أن يشوه آل سعود صورة الإسلام ويفسدون على المسلمين حجهم بإقحام الحج والحجاج في معمعات السياسة وصراع المصالح والدفاع عن مغامراتهم ومقامراتهم الصبيانية والكل يتفرج وكأنهم غير معنيين بذلك!
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.