لماذا السعار من المراكز الصيفية؟!

 

أحمد يحيى الديلمي
أشعر بحزن بالغ وألم كبير يعتصر قلبي كلما سمعت أو قرأت العبارات النزقة تصرخ وتولول لتحذر من الكارثة الماحقة التي ستحدثها المراكز الصيفية، كل ذلك بقصد تغذية الفتن عبر زعزعة ثقة أولياء الأمور بهذه المراكز وهز معنويات الطلاب حتى لا يلتحقوا بها وهو ما لم يحدث ، فالإقبال فاق كل التوقعات لأن الناس ضاقوا من الكذب وأصبحوا يبحثون عن المعارف الصحيحة.
دوامة أكاذيب مقرفة بلغت حد السعار وفتحت الطريق أمام فهلوة بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي للصيد في الماء العكر ، والحديث عن اتهامات لا وجود لها ، والحقيقة أن هذه المراكز ظاهرة إيجابية ضمنت صيانة الأبناء من التسكع في الشوارع ، ومنهجها راقٍ يرتقي بذهنيات الأبناء إلى مراتب فهم العبادات وفق تعاليم الدين الحنيف الثابتة في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، والاسترشاد بثقافة التميز التي أرسى دعائمها كوكبة من الفقهاء والمجتهدين الأفاضل في القرون الماضية على أساس التسامح والمحبة والتآلف في نطاق ثوابت التوحيد المطلق للخالق سبحانه تعالى وإفراده بالعبودية دون غيره من الكائنات ، مع ذلك هذا المنهج القويم أفزع جماعات الغلو والتطرف لأنها تتعاطى مع الإسلام ومنهجه بمنظور ضيق دل على الجهالة وجبروت الاستغلال المُهين للدين ، وحول النهج ذاته إلى مدخل لإثبات قوة الحضور والتقليل من مكانة الآخرين بأساليب تعسفية لا تتردد عن اتهام المخالفين بالردة والكفر والإلحاد وتبرير حملات الإقصاء والتهميش بكل الوسائل المهينة وإن كانوا يطبقون التكاليف العبادية ويؤدونها وفق تعاليم الدين الحنيف الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلاّ أن هذا النمط من المسلمين في نظر أتباع الوهابية وحركة الإخوان المسلمين مخالف للدين ، ومشكلة هؤلاء الناس أنهم اعتبروا أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى وإن كانت أكثر إلماما بتعاليم الدين وتحتكم إلى قواعد الفقه السليم ، طالما أنها لم تؤمن بما أمنوا به فإنها مستهدفة من قبل هذه الجماعات ، وكل من خالف الصورة النمطية التي انتشرت مؤخراً كما عبر عنها وجه أسامة بن لادن وملامح أتباع القاعدة وداعش وكل من تبنوا الثأر والانتقام وأعمال السحل التي أثقلت جفون الانتحاريين البائسة ، وهي الصورة النمطية للأسف التي تشكلت في أذهان الآخرين عن الإسلام وجعلتهم يكيلون الاتهامات لأتباعه ومنهجه .
وتأتي مثل هذه المراكز الميمونة للتقليل من جحود هذه الصورة التي تتنكر كلياً لجميل الإسلام ، فالمراكز تحرص كل الحرص على تنقية العقول والذهنيات من المعارف الدخيلة والأفكار الهدامة ، وتملأ عقول النشء بثقافة وطنية إسلامية عميقة تصون الهوية وتحمي السيادة والاستقلال وتحافظ على المنجزات الوطنية حيثما كانت ، وهذا ما لم يرُق لإخواننا العملاء والمرتزقة ، الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأصبحوا مجرد مخالب يستخدمهم الأعداء ضد الوطن ، وهي مشكلة كبيرة لابد أن يعي أمثال هؤلاء خطورتها ، وأن نلتقي نحن اليمنيين على كلمة سواء تعود بنا إلى الصواب وإلى مراتع الإسلام الصحيح والمواطنة الشريفة التي ترفض التفريط بالوطن وسيادته واستقلاله وهو المنظور الذي تتبناه المراكز الصيفية بقصد الخلاص من حالات الاغتراب القسري وإعادة الجيل إلى الدين الحنيف ، ولا داعي لكل هذا السعار وهذه الاتهامات الباطلة لأن الأيام ستكشف زيفها وتفضح كل من تبنوها أو روجوا لها ، أرجو للجميع الهداية لمعرفة الصواب والاقتداء به .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا