حقيقة انسحاب قوات العدوان؟

 

زيد البعوة
ليكن الأمر كيفما كان إعادة تموضع أو انسحابات تكتيكية أو هروب وترتيب صفوف أو تضليل إعلامي أو نوع من المكر والخداع بالنسبة لنا كشعب يمني صامد نراه قريبا، هزيمة العدوان ورحيله من اليمن خيار ثابت لا تراجع عنه حتى يتحقق وسوف يتحقق وقد بدأت ملامح الانتصار تلوح في الأفق لهذا على دول العدوان أن ترتب عملية الهروب براً أو جواً أو بحراً فبقاؤهم مستحيل والانسحاب أضل لهم لأن الجحيم الذي ينتظرهم اشد وانكى من التنكيل الذي مروا به في السنوات الماضية وهم اليوم يدركون ذلك جيداً.
ما كان يجب ان يحصل في عام 2015 سيحصل خلال هذه المرحلة أو بعدها لأن انتصار الشعب اليمني على العدوان ضرورة حتمية لا بد منها ورحيل وهزيمة دول تحالف العدوان خيار حاسم لا بديل عنه لهذا عندما نسمع خلال هذه الأيام أخباراً عن انسحاب القوات الإماراتية أو بعض القوات السودانية فهذا بداية البداية لنصر وعد به الله الشعب اليمني الصامد وهزيمة لتحالف العدوان رسمتها دماء وتضحيات الشهداء والجرحى وصبر وصمود اليمنيين وهذه حقيقة كفر بها الطواغيت ظانين أن قوتهم المادية والعسكرية ستحقق أهدافهم الإستعمارية إلا ان إيمان الشعب اليمني وثقته بالله بدأت من الصبر ولا شك ان ختامها النصر.
سمعنا كثيراً في وسائل الإعلام الحديث عن انسحاب القوات الإماراتية وبعض القوات السودانية وهذه مقدمات لها أسباب ودوافع أهمها ان الخوف من المستقبل الذي ينتظر الإمارات فيما اذا لم ترحم نفسها هو الذي دفعها الى البحث عن سرداب مظلم تغطي فيه عورتها المشوهة بالهزيمة والفشل ودهليز يقودها الى دبي وأبو ظبي للحفاظ على بروجها الزجاجية حتى لا تحطمها طائرات اليمن المسيرة فما يحصل لمطارات وقواعد السعودية تنظر اليه الإمارات بعينين مفتحتين وتقول لنفسها من لم يتعظ مما يحصل لغيره فلا بواكي عليه ويستحق ما سيحل به.
هذه المرحلة التي نعيشها اليوم هي منعطف استثنائي يختلف عن السنوات الأربع الماضية من عمر العدوان قميص عثمان المسمى شرعية هادي كان ولا يزال الهدف منه استعمار اليمن وهذا مرفوض وغير مقبول ولن يحصل لهم ومن حصد الفشل في الأربع السنوات الماضية لا يمكن ان يحصد إلا الهزيمة وقد وصلت دول تحالف العدوان إلى قناعة تامة أثبتتها الأحداث والمتغيرات مفادها ان هزيمة الشعب اليمني الصامد من المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها وان الذي قتل اليمنيين ودمر بنيتهم التحتية هو اليوم في وضع لا يحسد عليه اما ان يبقى ومصيره قعر جهنم ويجني على بلده الويلات والضربات الموجعة أو ان يجر أذيال الخيبة مهزوما وهذا هو الخيار الوحيد الذي لا مناص منه.
الهدوء النسبي الذي يخيم على بعض الجبهات يدل على أن هناك أموراً يتم التحضير لها من قبل دول تحالف العدوان لا نعرف ماهي تفاصيلها بالضبط ولا توجد معطيات ميدانية ملموسة تخبرنا بحقيقة ما يحصل سلباً أو ايجاباً ولكن من حيث طبيعة الصراع والمرحلة التي وصل اليها العدوان نستطيع القول ان دول العدوان اليوم في وضع لا تحسد عليه.. بقاء قواتها في اليمن ليس لمصلحتها والتصعيد العسكري ليس لمصلحتها والانسحاب هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن ينقذها من الوحل الذي أوقعت نفسها فيه ومن الورطة التي وقعت فيها واذا كانت هناك انسحابات حقيقية للقوات الإماراتية أو القوات السودانية فهذا ليس مستغرباً لأنه ما يجب ان يحصل ولكن علينا ان نتبين من حقيقة الأمر حتى لا يكون الحديث عن الانسحابات خدعة تضاف الى سابقاتها الهدف من ورائها التحضير لأعمال عدائية وهذا ليس لمصلحة دول العدوان ومن يراقب الأحداث والمتغيرات بدقة يجد ان الخيار الأفضل للقوات الأجنبية هو الرحيل من اليمن اليوم قبل الغد.
الى حد الآن مجرد الحديث عن انسحاب القوات الإماراتية والسودانية بعيداً عن كيفية هذا الانسحاب أو حقيقته من عدمها إلا انه قد رسم ملامح المرحلة القادمة وألقى بظلاله على مستجدات ومتغيرات على وشك الظهور قريباً لمصلحة الشعب اليمني الصامد ودول العدوان التي كانت تبحث عن مصالح استعمارية عسكرية وسياسية واقتصادية لم يعد لديها سوى مصلحة واحدة في اليمن وهي ان تهرب بجلدها قبل أن تصبح في حكم المغضوب عليهم الذين يخسرون الدنيا والآخرة والخيار الأخير صار واضحاً للجميع يهربون ويوقفون عدوانهم لكي تسلم مدنهم ومطارتهم والعاقبة دائماً للمتقين.

قد يعجبك ايضا