مدير عام وقاية النباتات المهندس وجيه المتوكل لـ”الثورة”: التغيرات المناخية جعلت الجراد هذا العام كارثة حقيقية
> إمكانيات مركز مكافحة الجراد محدودة ووعود الجهات الداعمة حبر على ورق
> الجراد وصل هذا العام إلى مناطق في اليمن لم يصلها منذ 100عام
> أسراب الجراد تسببت بكارثة في بعض المديريات وأتلفت الكثير من المزارع
> مبيدات مكافحة الجراد قاربت على النفاد وأدوات الرش غير متوفرة
> إذا لم يتم القضاء على حوريات الجراد ستتحول إلى أسراب وسنعجز عن مكافحتها
> ضعف مكافحة دول الجوار أسراب الجراد في أراضيها ضاعف من خطرها على اليمن
الثورة / محمد شرف الروحاني
أكد مدير عام وقاية النباتات في وزارة الزراعة المهندس وجيه المتوكل ان أسراب الجراد هاجمت أغلب المناطق اليمنية وبشكل كبير وغير متوقع ووصلت إلى مناطق لم تصلها منذ مئة عام ، في أعالي الجبال ، بفعل التغيرات المناخية وضعف مكافحة دول الجوار الجراد في أراضيها وقال: إن أسراب الجراد تسببت بكارثة في عدد مشن المديريات وأتلفت الكثير من المزارع الأمر الذي استدعى إعلان حالة الاستنفار لمكافحة هذه الآفة الخطيرة .
وأشار المتوكل الى أن إمكانيات مركز مكافحة الجراد الصحراوي محدودة جداً ،موضحاً أن وعود الجهات الداعمة ومنظمة الفاو حبر على ورق رغم رفع المذكرات والمناشدات .. وقال :إن المبيدات الخاصة بمكافحة الجراد قاربت على النفاد والمرشات غير مشتوفرة وأن مركز مكافحة الجراد اضطر الى الاستعانة بالمجتمع والمجالس المحلية والمزارعين لمكافحة الجراد وغير ذلك مما كشفه عن جائحة الجراد وجهود ومكافحتها في هذا اللقاء:
أعلنت حالة الاستنفار لمكافحة الجراد هل وصل الأمر إلى مرحلة جائحة ؟
– نستطيع القول إن هذا العام هو عام جراد بامتياز وأن المرحلة وصلت إلى مرحلة جائحة ، وقبل حوالي شهر أعلنا حالة الاستنفار عند اجتماعنا بوزير الزراعة، ففي كل موسم مركز مكافحة الجراد يتلقى دعما من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو ) بشكل سنوي ،حيث تظهر أسراب الجراد بشكل شبه سنوي ولكنها تظهر في مناطق تكاثرها الرئيسية التي في الصحراء في مناطق مارب والجوف وفي مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية وهذه المناطق تسمى مناطق التكاثر الصيفية وفي صحراء سهل تهامة مناطق التكاثر الشتوية.
ولكن هذا العام هاجمت أسراب الجراد أغلب المناطق اليمنية وبشكل كبير وغير متوقع وهو ما استدعى إعلان حالة الاستنفار لمكافحة هذه الأسراب الكبيرة التي أتلفت اغلب المزارع في كثير من المناطق اليمنية.
لماذا ظهرت هذه الأسراب بهذا الشكل في هذا العام بالذات ؟
– نحن لدينا مركز معلومات مرتبط بالدول المجاورة ومراكز البحوث الخاصة عن الجراد والهيئة الإقليمية الخاصة بالجراد، لهذا عندنا معلومات للرصد إنما في هذا العام نتيجة لتغيرات الظروف المناخية في 2018م بسبب هطول أمطار غزيرة في الربع الخالي وفي بعض المناطق الداخلية في ارض الجزيرة العربية وتكونت بحيرات أصبحت بؤراً لتكاثر الجراد الصحراوي في مناطق رطبة وتكونت أسراباً ظهرت لنا في شهر ابريل ومايو ووصلت الينا لأنها لم تحصل على المكافحة المناسبة من الدول المجاورة فهذه الدول لم تستطع تحديد بؤر الجراد لأنها بعيدة عن التجمعات السكانية.
وهذه الأسراب الكبيرة والملونة والطور غير الناضج جنسياً انتشرت بشكل واسع حتى في الطور الانفرادي ثم تجمعت مرة أخرى في نهاية الموسم وتحولت الى اللون الأصفر وأصبحت ناضجة جنسياً وتريد أن تتكاثر ويفترض حسب خطة السير المتوقعة أنها تتجه الى مناطق التكاثر الصيفية في مارب والجوف لكن ما حصل هطلت أمطاراً في المناطق الداخلية والمرتفعات والمناطق الزراعية قبل هطول الأمطار في الربع الخالي وبالتالي لم يتجه الجراد إلى مناطق التكاثر الحقيقية السنوية واتجهت اسرابه الى المناطق الزراعية وهي في طور الدبا او الحوريات.
هل هذا ما عنيت به تسبب الجراد بكارثة في اليمن هذا العام؟
– هذا أخطر ما يكون على المزارع وهو الطور الضار للنباتات فهي تأكل المحصول بشكل عنيف جداً مما جعلنا ندخل في حالة طوارئ واستنفار ففي كل يوم يصل إلينا بلاغان أو ثلاثة بلاغات أو أربعة من محافظات مختلفة ومديريات مختلفة حتى أن بعض المديريات نرسل لها أكثر من فرقة وكل بلاغ يتطلب مكافحة معينة بحسب الإمكانيات التي تتوفر للمركز وإمكانيات المركز محدودة جداً نتيجة العدوان والحصار ونتيجة عدم وجود آلية للرش وطلبنا أكثر من مرة مساعدات المنظمات الجهات الداعمة ورفعنا مذكرة إلى رئاسة الوزراء ورفعنا مذكرة الى منظمة فاو ووزارة الزراعة لدعم المركز وحصلنا على وعود من الفاو ولكن لم توفر شيئاً حتى اليوم ومازلنا نصرف من حسابات أخرى ومستحقات الموظفين ومستحقات التجارب البحثية لإدارة النبات ونستعين بالجانب المجتمعي والمجالس المحلية في بعض المديريات ومكاتب الزراعة في بعض المحافظات للتغلب على آفات الجراد التي تسبب كارثة. ففي بعض المديرات انتهت مزارع تماماً ولم تكن متوقعة.
فالجراد إذا وصلت إلى مرحلة الأسراب ربما تكون كارثة للجيل القادم لها وستكون بالمليارات والترليونات من الأعداد ويحصل أسراب تغطي السماء فعلاً ولن يكون أضرارها على اليمن فحسب وإنما على الدول كلها وستصل إلى شمال أفريقيا.
ما هي المناطق التي وصلت إليها أسراب الجراد ؟
– المناطق غير متوقعة ومفاجئة ولم تصل إليها أسراب الجراد إلا قبل تسعين ومئة سنة في محافظة صنعاء خمس مديريات ومن ضمنها أرحب وخولان بأكملها الثلاث المديريات ، وحجة في بني قيس وثلاث مديريات أخرى. أما في الجوف فالأعداد كبيرة جداً في عدة مديريات وكذلك في محافظة صعدة لكن كان نجاح الحملة كبير جداً وواسعاً نتيجة تعاون المجتمع في محافظة صعدة والمجالس المحلية ومكتب الزراعة في المحافظة والآن ذمار، في آنس، وفي عمران حوالي ست الى سبع مديريات من ضمنها خارف وريدة والعشة والقفلة وخمر، وفي محافظة المحويت وصلنا بلاغ الاسبوع الفائت ،وفي محافظة الحديدة تظهر في سهل تهامة وهذه مشكلة كبيرة جداً لأن العمل في المكافحة مضاعف ونحتاج إلى عدد كبير من الفرق للنزول الميداني ،والآن كل فرقنا في الميدان حتى استعنا بعدد من سيارات المجتمع وسيارات بعض المجالس المحلية في بعض المحافظات وسيارات المزارعين وآليات رش المزارعين.
نحن بإمكانياتنا المادية المحددة مثل الجندي المجاهد في الجبهات يواجه ترسانة الأسلحة بمختلف انواعها بسلاحه البسيط ،والحمد لله حققنا نجاحات في أكثر من محافظة ومنها محافظة صنعاء وعمران وصعدة.. كذلك في محافظة مارب وهي منطقة تكاثر كبيرة في صرواح وحريب القراميش.
إلى متى ستستمر أسراب الجراد بغزو المناطق اليمنية ؟
– الجراد سيستمر فترة تمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر ونحن في حالة استنفار قصوى ولكننا ربما سنصل إلى مرحلة سنعجز عن تقديم أي شيء وطلبنا استغاثة الحكومة وبالمنظمات الدولية.. وعدتنا المنظمات الدولية ورغم حصولها على التمويل إلا أن هناك تثاقلاً رغم حالة الطوارئ وانتشار الجراد وحالات أخرى مشابهة لها تغزو اليمن مثل “دودة الحديدة” و”الجرمي” والأمراض الوبائية التي تنتقل عبر الرياح.
ماذا عن مبيدات المكافحة.. هل هي متوفرة ؟
– من حسن الحظ أن مبيدات الجراد المتخصصة لازالت متوفرة من العام الماضي من مخزون دعم الفاو العام الماضي ونحن نستخدمها ونستخدم أي مبيدات في مخازن الادارة العامة لوقاية النباتات المهربة التي يتم مصادرتها من الحملات وتكون ناجحة في مكافحة الجراد ومبيدات الجراد الخاصة هي مبيدات زيتية ترش بمرشات خاصة.
ولكن نتيجة لتكاثر الجراد في مزارع المواطنين حاولنا ان نستخدم المبيدات العادية التي تستخدم في مكافحة الحشرات في المزارع حتى لا تؤثر على المحاصيل.
ما إمكانية نجاح حملات المكافحة التي قمتم بها وتنفذونها الآن ؟
– حقيقة الحملة حققت نجاحاً غير متوقع مقارنة بقدراتها وإمكانياتها لكن في بعض المناطق تنفد كمية المبيدات ولم نغط بعض المناطق ومازلنا في بداية العمل ومازلنا في بداية المكافحة وربما تظهر لنا أشياء مهولة حسب توقعات خبراء الجراد.. ولهذا نحتاج الى كمية كبيرة من المبيدات ولم يعد لدينا الا كميات محدودة. نحن مضطرون أن نطلب من الجهات الداعمة ومنظمات الإغاثة الإنسانية دعماً بالمبيدات وآليات الرش والنزول الميداني للفرق الميدانية للحد من تكاثر الجراد، فإذا لم نستطع القضاء على حوريات الجراد الصغيرة التي لم تتكون الأجنحة لديها حتى الآن في خلال أسبوعين ستتحول الى أسراب و عندما تتحول إلى أسراب لن نستطيع عمل أي شيء.