المنامة/
قبل عدة أيام قامت قناة الجزيرة الإخبارية في برنامج “ما خفي أعظم”، ببثّ تسجيلات سرية، توثّق تواصل الأمن البحريني مع أعضاء من تنظيم القاعدة الإرهابي للتنسيق بشأن استهداف المعارضة البحرينية، وتنفيذ عمليات إرهابية داخل إيران، وكشفت التسجيلات التي حصلت عليها “الجزيرة”، وجود علاقات سرية بين المخابرات البحرينية، وقيادات في تنظيم القاعدة لاستهداف رموز في المعارضة البحرينية، وتنفيذ أجندة سياسية داخلياً وخارجياً، وخاصةً في إيران، وعرض البرنامج تحت عنوان “اللاعبون في النار”، تسجيلات تفيد بأن المخابرات البحرينية جنّدت قيادياً في القاعدة لقيادة خلية لاغتيال معارضين بحرينيين.
وأوضح البرنامج أن ثلاثة مسؤولين في جهاز الأمن الوطني تورّطوا في المخطط بتكليف مباشر من ملك البحرين، وأن قائمة الاغتيالات ضمّت قياديين سياسيين في المعارضة البحرينية.
وكشف البرنامج التلفزيوني الذي عرضته قناة الجزيرة الإخبارية والذي جاء تحت عنوان “اللاعبون في النار”، أن وكالة الاستخبارات البحرينية عيّنت أحد قادة القاعدة لتشكيل خلية إرهابية لاغتيال خصومها، وعرض هذا البرنامج التلفزيوني تسجيلات تفيد بأن المخابرات البحرينية جنّدت قيادياً في القاعدة لقيادة خلية للقيام بعمليات إرهابية داخل البحرين وخارجها.
وأوضح البرنامج أن ثلاثة مسؤولين في جهاز الأمن الوطني تورّطوا في المخطط بتكليف مباشر من ملك البحرين، وأن قائمة الاغتيال ضمّت قياديين سياسيين في المعارضة البحرينية على رأسهم “عبد الوهاب حسين”.
وعرض البرنامج أيضاً، معلومات تفيد بأن ملك البحرين تدخل شخصياً لدى الرياض للإفراج عن “محمد صالح” قائد خلية الاغتيال.
ونقل عن ضابط مخابرات أمريكي سابق يدعى “جون كارياكو”، شهادته، حيث قال إن “الحكومة البحرينية استسهلت مطالب الجماهير وراهنت على ضرب الشارع السنّي بالشارع الشيعي، لكنها فشلت في ذلك”.
وأضاف: “وجدنا في مذكرات المدعو أبو زبيدة أسماء ثلاث شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، وعندما اتصلت بالمسؤولين في الرياض اختفى أصحاب هذه الأسماء ووجدوا مقتولين في الصحراء”.
استئجار أنصار الفرقان الإرهابيين لتنفيذ عمليات إرهابية في إيران
وفقاً لبعض التقارير التي كشفت عنها قناة الجزيرة الإخبارية، في برنامجها التلفزيوني “اللاعبون في النار”، فلقد قامت البحرين، بتجنيد زعيم جماعة “أنصار الفرقان” الإرهابية، للعمل لمصلحة المنامة من أجل التجسس، وتنفيذ عمليات إرهابية داخل إيران، ولكنه بعد عودته من باكستان، تم طرده خارج البحرين لمدة عامين، وفي نهاية المطاف نجحت إيران عام 2015م بعد قيامها بالعديد من العمليات الخاصة بالقبض عليه جنوب إيران.
وأفاد البرنامج بأن “البحريني هشام البلوشي أرسلته البحرين إلى إيران للتجسس والتنسيق مع تنظيم جند الله المعارض للنظام هناك، وتصوير الموانئ العسكرية الإيرانية، وقال: ساومني الأمن البحريني للتعاون معهم مقابل الإفراج عن أخي جمال المسجون في المملكة”.
وأضاف البرنامج إن “هشام البلوشي الجاسوس البحريني قال: هربت من إيران إلى باكستان بعد انكشاف أمري وطلبت من سفارتنا مساعدتي للعودة، ولكنهم رفضوا ذلك وبقيت في باكستان مطارداً لمدة عامين”.
وقال البلوشي: “فور عودتي إلى البحرين سألوني كم قتلت من الإيرانيين ثم سألوني عن احتياجات تنظيم جند الله، وقلت لهم يطلبون التمويل للاستمرار في عملياتهم ضد النظام”.
ونقل البرنامج أيضاً عن “جون كارياكو” قوله: “ما فعلته السلطات البحرينية من تجنيد أعضاء في جماعات متطرفة هو قصر نظر يضرّها ويضرب المنطقة على المدى البعيد، ولذلك رفضنا السكوت عنها”.
ونقل أيضاً عن ضابط الأمن البحريني “محمد البوفلاسة” قوله: “أين المارد السنّي الذي تمّ نفخه في مواجهة الشيعة، حكومة البحرين مسحت الشيعة والسنة من المشهد السياسي هناك”.
أما المعارض البحريني “سعيد الشهابي” فقال: “السلطة البحرينية أشعلت الطائفية من أجل الحفاظ على الحكم وتمزيق النسيج الوطني وضرب أبناء الشعب بعضهم ببعض”.
كشف برنامج “اللاعبون في النار” الذي بثّته قناة الجزيرة الإخبارية، بأن المستشار السابق في الديوان الملكي البحريني “صلاح البندر” قال: “الديوان الملكي البحريني موّل قيام جماعات وأجهزة رديفة داخل الدولة، بهدف العبث في المشهد السياسي والتحشيد الطائفي السنّي في وجه المعارضين الشيعة”.
وعرض البرنامج لأول مرة شهادة الضابط “ياسر الجلاهمة” الذي أُوكلت له قيادة القوة التي فضّت اعتصام دوار اللؤلؤة في مارس عام 2011.
وقال “الجلاهمة”: “لم تكن هناك أسلحة في دوار اللؤلؤة في المنامة أثناء فضّ الاعتصام، وتمّ لاحقاً عرض صور أسلحة بعد تعمّد وضعها من قبل جهات أمنية بحرينية”.
ونفى وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أي ممارسات تستهدف الشيعة، كما نفى وجود تمييز ضدهم، زاعماً أن الأغلبية الشيعية التي تقطن البلاد تشارك في الحكومة وفي كل جوانب الحياة واصفاً، البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة قبل عدة أيام بأنه “كذب مفضوح”.
وإن دولة قطر باتت تمثّل الخطر الأشد على دول مجلس التعاون، حيث تسعى قطر بحسب زعمه، بكل دأب على تقويض مسيرته وإثارة الفتنة بين دوله وشق وحدة الصف بين شعوبه.
وأكد الوزير البحريني في تصريحاته على ضرورة أن تعمل دول مجلس التعاون على مواجهة تلك الممارسات والأعمال العدائية لهذه الدولة وتصرفاتها غير المسؤولة، واتخاذ كل الإجراءات الحازمة التي تضمن ردعها.
لقد أثار هذا البرنامج التلفزيوني قبل عرضه مخاوف النظام في البحرين، الأمر الذي دفع مجلسي الشورى والنواب البحريني إلى مهاجمة قطر في خطوة تعكس عدم قدرة هذا النظام على تقبّل ومواجهة أي وسيلة إعلامية حرّة تكشف الحقائق.
وبدلاً من الرد على ما جاء في البرنامج من حقائق وبراهين، بشكل يحفظ للنظام البحريني ماء الوجه، أصدر المجلسان بياناً مشتركاً نشرته الوكالة الرسمية البحرينية، هاجما فيه قطر، وزعما تدخلها في الشأن الداخلي.
لا يقتصر تاريخ دعم المملكة البحرينية على تنظيم القاعدة أو جماعة أنصار الفرقان فلطالما دعمت البحرين الكثير من الجماعات الإرهابية في المنطقة، وكانت البحرين تُعدّ أحد أبرز المؤيدين للجماعات الإرهابية والداعمة لها خلال الأزمة السورية منذ عام 2012م وحتى الآن.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، أن البحرين قامت خلال السنوات الماضية بإعطاء الجنسية البحرينية للعديد من الهنود وجنوب شرق آسيا السنيين، وذلك من أجل محاربة الشيعة داخل البحرين ومحاربة الشيعة في سوريا، ومساعدة بعض الجماعات الإرهابية المنتشرة في بلاد الشام كجماعة جبهة النصرة الإرهابية.