عبد الجليل الرفاعي
أبطالُنا في الوغى صُمٌّ جَلامِيدُ
للجِنِّ تأريخُهُم والإنسِ مَشهُودُ
لهُم بَلاءٌ بسَاحات الوغى ولهُم
نَصرٌ مِن اللهِ في الهَيجَا وتأييدُ
لهُم تَخِرُّ مُلوكُ الأرضِ سَاجِدة ً
كسرى وقيصرُ فرعَونٌ ونمرُودُ
أمامهُم تنحني الهيجَاءُ راكعة ً
ويرفعُ الرَّايةَ البيضاءَ بارودُ
هُم فِتية ٌمِن مَيادين الوغَى وُلِدُوا
كُلُّ امرئٍ مِنهُمُ للحربِ مَولُودُ
مِن بَينِ كُلِّ الورى هُم للوغى خُلِقُوا
لِواؤُهُم في الوغى بالنَّصرِ معقُودُ
مَا جاءَ للكَونِ مَولُودٌ لهُم أبَدَاً
إلاَّ وتفكيرُهُ بالحَربِ مَوجُودُ
حَولينِ مِن لَبَنِ البَارُودِ قد رضِعُوا
فلا يُرَى بينهُم في الحَربِ رعدِيدُ
لا يعرفون فِرَاراً في الوغى أبَداً
فالخَوفُ عندهُمُ في الحَربِ مفقُودُ
لا يرهَبُونَ بسَاحَاتِ الوغى أحدَاً
هُمُ الرِّجَالُ الأشِدَّاءُ الصَّنَادِيدُ
هُم فِتية ٌللوغى جادُوا بِأنفسِهِم
إليهِمُ ينتهي في عصرِنا الجُودُ
باعُوا مِن اللهِ في الهيجَاءِ أنفسَهُم
فلن يُرَكِّعَهُم في الحَرب ِتصعِيدُ
هُم للشَّهَادةِ عُشَّاقٌ فمَا وَهَنُوا
يومَاً ولا صَدرَت مِنهُم تناهِيدُ
ولا استكانُوا لأمريكا ولا ضعُفُوا
أمَامَ حِلفٍ (بَدَت مِنهُ التَّجاعِيدُ)
عليهِمُ شَنَّ في الهيجَاءِ عاصِفَة ً
تذوبُ من هولها الصُّمُّ الجَلامِيدُ
خمسَاً عِجافاً بسَاحَاتِ الوغى صَمَدُوا
مِن بَطشِهِم مَا نَجَا بِيضٌ ولا سُودُ
ما اهتزَّ جَفنٌ لهُم في أيِّ معرَكَةٍ
هَيهَاتَ يُرعِبُهُم في الدَّهرِ تَهديدُ
حاشَا لهُم أن يَهابُوا أيَّ مُرتَزَقٍ
وَهل يَهَابُ غِمَارَ الحَربِ صِندِيدُ؟!
تنكيلُهُم بجُنُودِ الجنجَويدِ غَدا
أمرَاً جلِيَّاً لَهُ في الحَربِ تجسِيدُ
سلُوا الإمَاراتِ عن تنكِيلِهم وسَلُوا
جُنودَهُم كَم أُسَارَى مِنهُمُ اقتيدُوا؟!
سَلُوا”ابنَ سلمَانَ” كَم تحت الثَّرى جِيَفٌ
مِن جيشِهِ أكلت أجسَادَها الدُّودُ؟!
عنهُم سَلُوا التُّركَ والأحبَاشَ إنَّهُمُ
جاءوا غُزَاة ًوكَم قالُوا لهُم عُودُوا
لكنَّهُم أعرضُوا عن نُصحِهِم فغّدَوا
صَرعَى لمصرَعِهم تبكي الرَّوادِيدُ
سلُوا بِإنجلترا عنهُم فإنَّ لهَا
مَقابرٌ ولهَا قتلى عَرَابِيدُ
كَم صَولَةٍ في الوغَى بالدَّمِّ عَمَّدَهَا
في كُلِّ معركَةٍ أبطالُنا الصِّيدُ؟!
كُلُّ الزُّحُوفِ علينَا في الوغى فشِلَت
فكُلُّ بابٍ بِوَجهِ الزَّحفِ مَوصُودُ
كُلُّ الحُروبِ علينَا أصبحت عَبَثَاً
فَلَن يُخَوِّفُنَا حِلفٌ وتحشِيدُ
إنَّا أولُوا قُُوَّةٍ مَن ذا سيهزِمُنَا
ونَحنُ شَعبٌ بنصرِ اللهِ مَوعُودُ؟!
في صنعاء / 4 – 5/يوليو/2019م