خيبات تحالف العدوان على اليمن
علي مراد
هناك مقابل غالي الثمن دفعته الإمارات لواشنطن من أموالها وأموال السعوديين للحصول على موافقتها لإطلاق يد التحالف السعودي – الإماراتي في المنطقة، التحالف ما كان لينطلق لو أن #مبز* فشل في تصعيد #مبس* في #الرياض.
أرادت أبوظبي أن يكون اليمن منطلقا لمغامرات الحلف الناشئ ولكن خابت الآمال!
دخلت أبوظبي الحرب على اليمن وبيدها أهداف واضحة سعت لتحقيقها وقد نجحت في كثير منها، أما الرياض فدخلتها باندفاعة دون وجود رؤية واضحة مسبقة لما هو مطلوب سعودياً.. ومبكّراً تجنّب الإماراتيون جبهات الشمال إجمالاً واتجهوا جنوباً لتنفيذ أهدافهم الخاصة..
أول ضربة تلقّتها الإمارات في اليمن كانت بمعسكر صافر وفيه قتل العشرات من جنودها بضربة صاروخ التوتشكا صيف ٢٠١٥م، ثم عادوا وانكفأوا إلى الجنوب ولعبوا فيه .
وفي ديسمبر 2017م حاولت أبوظبي أن تثبت للأميركيين والسعوديين أنها قادرة على قلب المشهد داخل صنعاء عبر تحريك عفاش ولكن سرعان ما فشلت..
عادت أبوظبي وانتزعت من الأمريكيين الموافقة على قيادة معركة الساحل الغربي في ربيع عام 2018م، من باب أن معارك السيطرة على السواحل لعبتها واختصاصها وهي التي تريد ، لكن سرعان ما فشلت مجدداً ولم تفلح في إثبات نظرية بأن الإماراتيين أكفأ من السعوديين عسكرياً.
اليوم، مع تصاعد التوتر الأمريكي -الإيراني في الخليج ، ومعرفة أبوظبي أنها الخاسرة الأولى من الاحتكاك بين واشنطن وطهران ، وعلمها أن استهدافها بالصواريخ والطائرات المسيَّرة اليمنية بات وشيكاً، وسعياً منها لتقليص خسائر اقتصادها وهي المقبلة على معرض (Expo Dubai )العام القادم.
ومع تصاعد الضغوطات الغربية من البرلمانات الأوروبية والكونغرس الامريكي وجماعات حقوق الإنسان التي صوّبت على سجونها السرّية وعلاقتها المريبة بالقاعدة ومسؤوليتها عن الاغتيالات في جنوب اليمن، أقنعت أبوظبي إدارة ترامب بأن الوقت مناسب للإيحاء بأنها بصدد الانسحاب من اليمن!!
هذا الإعلان هو رسالة للسعوديين قبل أي أحد، حيث أن أبوظبي بهذا الإعلان تعترف أن علاقتها بالرياض في طور التغيّر مستقبلاً، وكأن الإمارات تقول للعالم:
)لست أنا من يتحمل مسؤولية الفظائع، فالمصرّ على خيار الاستمرار بالحرب (السعودية) هو الذي يتحمّلها، وهذا فخّ جديد ينصبه #مبز للسعوديين..)
ثم إن المليشيات والأذرع التي استحدثتها أبوظبي في جنوب اليمن كفيلة بالتغوّل على قوات حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة سعودياً.
كانت هناك بروفا معارك حصلت عام 2017م ثم في يناير 2018م وفي سقطرى، جعلت أبوظبي مطمئنة إلى تفوق أذرعها على القوات المدعومة سعودياً..
الأمريكي يهمّه أن يلتهب جنوب اليمن وتتفاقم فيه الفوضى ، والإمارات أصبح لديها كامل القدرة على تنفيذ مخطط الفوضى الذي سيستمر لسنوات مديدة.
واشنطن ستطلب وأبوظبي ستوعز لأذرعها بإشعال الجنوب ، وهذا سيكون مقدّمة لمحاولة تقسيم الجنوب نفسه إلى دويلات ضعيفة ومفككة ومتناحرة بعد ترسّخ قضية انفصال الجنوب عن الشمال..
* كاتب لبناني