الثورة/ فؤاد الجنيد
كم هو عظيم وباعث على العزة والإباء والشموخ وأنت ترى رئيس دولتك يتجول مبتسماً في مصنع حديث يحمل اسم وطنك، وفي داخله ما يحمي أرضك وعرضك، ويرعب عدوك ويرعد فرائصه ويذهب حواسه، هي ليست صناعات تقليدية بسيطة كما جرت العادة أن نشاهد افتتاحها على شاشة التلفاز بحضور مسؤولي الدولة، وليس مصنعاً للمشروبات الغازية، ولا تدشيناً لمنتجات السمن والصابون، ولا للصناعات الخفيفة الخاصة بمقرمشات الأطفال، إنها صناعات يمنية رادعة بعد أكثر من أربعة أعوام من عدوان كوني بجحافله وأدواته ومخططاته وأهدافه، صناعات سرقت النوم من مآقي الصهاينة والإمريكان، وسلبت الأمان من أذنابهم المنبطحين، صناعات معجونة بالكرامة والعزة، ومتوقدة بالإيمان والعزيمة والثقة بالله، ومغلفة بصدق القضية ويقين النصر، فاستحقت أن تحمل اسم الرئيس الشهيد صالح الصماد.
أسلحة جديدة
لقد أثمرت خطابات السيد القائد التي ركزت على ضرورة الاستمرار في بناء القدرات العسكرية لمواجهة العدوان، وشكلت سنداً قوياً ودافعاً حرَّك نشاط وحدة التصنيع الحربي، حيث افتتح القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط معرض الرئيس الشهيد صالح الصماد للصناعات العسكرية اليمنية، مزيحاً الستار عن الأسلحة اليمنية الجديدة، وهي: صاروخ قدس1 المجنَّح، وطائرة صماد3 المسيَّرة، وطائرة صماد1 المسيَّرة الاستطلاعية، وطائرة قاصف 2k المسيَّرة، ليؤكد للجميع أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت، وأن الأسلحة الجديدة ستحدث فارقاً في موازين القوى مع العدوان وستتغير معها كل المعطيات لصالح قواتنا باعتبار هذه الأسلحة الجديدة أسلحة ردع فاعل ومؤثر.
ركائز الصمود
تشكِّل وحدة التصنيع الحربي، ومعها القوة الصاروخية اليمنية الركائز الأساسية في معركة الصمود والمواجهة مع العدوان للعام الخامس على التوالي، واستطاعتا – بفضل الله – الارتقاء إلى مستويات متقدمة ومفاجئة من التصنيع العسكري، متجاوزة كل التحديات التي فرضها العدوان والحصار، ومنطلقة بجهود كبيرة وخبرات محلية في تطوير القدرات التصنيعية من الصواريخ والطيران والأسلحة المناسبة التي تتطلبها طبيعة المعركة وخصوصيتها، ولم تقتصر الصناعات الحربية على الصواريخ الباليستية بعيدة المدى وطائرات من دون طيار وتطوير الدفاع الجوي، بل استمر تطوير هذه الصناعات لتشمل المدفعية والقناصات والصواريخ المتخصصة في المجال البحري، وأحدثت نقلة نوعية هائلة في المعادلات الحربية القائمة خصوصاً في ظل المهمات النوعية المتعددة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل الجهات والمستويات.
مفاجآت لا تتوقف
توالت المفاجآت العسكرية اليمنية مع توسع الصناعات الحربية إلى استخدام التقنية والتكنولوجيا الحديثة بصناعة الطائرات من دون طيار، وتعد هذه التقنية هي الأحدث في مجال التصنيع العسكري للقيام بالأغراض القتالية والاستطلاعية المتمثلة في الهجوم ورصد الأهداف وتحديد إحداثيات العدو والرصد المباشر لأهدافه وميدان المعركة وتحديد إحداثيات تجمعاته ومراقبة وتصحيح النيران ونيران المدفعية، وتضم منظومة الطائرات المسيَّرة أسراباً متعددة بمسميات ومواصفات مختلفة.
وهن وضعف سعودي
الضعف السعودي تحديداً أمام تصنيعنا من جهة؛ وأمام المواجهة المباشرة من جهة أخرى؛ يكمن في غياب العقيدة العسكرية والثقافة القتالية لدى منتسبيهم، وعدم كفاءة القيادة ومنتسبي الجيش الذين لم يخوضوا حرباً من قبل، ويفتقرون لأبسط الخبرات، ودافعهم غائب، والأهم من ذلك أن السعودية بنظامها وجيشها أدوات رخيصة تنفذ معركة بالوكالة، ونصبَّت نفسها وكيلاً متغطرساً استهان بقوة الخصم، وتزعمت تحالفاً عدوانياً ليخوض حرباً خاطفة تحت عناوين غير صحيحة ولا منطقية؛ ليستفيد بذلك أصحاب المشروع الاستعماري الحقيقي، وهم الأمريكيون والصهاينة، ومن الطبيعي أن يكون الغازي والمحتل ضعيفاً واهناً خائفاً مهزوماً مهما كانت إمكاناته العسكرية وخزينته المالية.
لغة القوة
إن العالم اليوم لا ينظر للحدث، بقدر ما ينظر لقوة صانع الحدث وقدراته المتطورة رغم كل الظروف، فهو لم يعد ذلك البلد الفقير والمحاصر؛ بل بلد يبعث على القلق الكبير، نظراً لتطور قدراته الصاروخية والتسليحية التي تجاوزت كل المعلومات الاستخباراتية، من هنا تفاجأت قوى العدوان وقبلها الأمريكيون والأوروبيون بمستوى تطور قدرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة التي فرضت نفسها إقليميا، ما جعل قادة البنتاغون الأمريكي يؤمنون بأن اليمن اليوم يمتلك برنامجاً كاملاً لصناعة وتطوير الصواريخ أفشل مهام قببهم الحديدية واسلحتهم الدفاعية، لذا الجميع اليوم يؤمنون بأن المشهد قد تغير، وتبدلت قواعد الاشتباك، وانقلبت كل الموازين وأصبحت مسارات المعركة جديدة ومختلفة وحاسمة بقوة الله تعالى.