المراكز الصيفية والملاهي الليلية!
عبدالفتاح علي البنوس
في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات والمديريات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى زخما تعليميا وثقافيا بتدشين المراكز الصيفية التي تستهدف الناشئة والشباب ، للاستفادة من فترة الإجازة الصيفية في تنمية قدراتهم ومهاراتهم المختلفة و اكتشاف وصقل مواهبهم ، والحيلولة دون تعرضهم للضياع والانحراف ، والانخراط في مجالس القات ، وصحبة السوء ، وإهدار فترة العطلة الصيفية في اللهو واللعب والفوضى وعدم استثمارها فيما يعود عليهم بالنفع والخير الوفير . .
حلقات في تدريس القرآن الكريم وعلومه الشرعية ، ودروس تقوية في القراءة والكتابة ، ومحاضرات ثقافية وفكرية ، وأنشطة ومسابقات رياضية وثقافية تصب في مجملها في جانب تحصين الناشئة والشباب من الأفكار المغلوطة والثقافات والمعتقدات المستوردة ، وبناء جيل متسلِّح بالإيمان والعلم والمعرفة ، والثقافة الخالية من الشوائب ، ولأهمية المراكز الصيفية وأثرها خصَّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي العاملين فيها بكلمة توجيهية قيِّمة ، أشار من خلالها إلى الأهمية التي تكتسبها هذه المراكز وحجم الفائدة التي يحصل عليها الطلاب والطالبات الملتحقين بها ، داعيا أولياء الأمور للتفاعل معها وإلحاق أولادهم بها ، والعمل على إنجاحها ، لكي لا تضيع هدرا .
هذا الحرص وهذا الاهتمام من قبل القيادة الثورية والسياسية والحكومة واللجنة الإشرافية على المراكز الصيفية يكشف حجم النضج والرقي في التفكير الذي عليه القيادة التي تعمل على سد كافة الثغرات التي قد يتسلل منها الشيطان للناشئة والشباب ، وقد تكون سببا في انحرافهم وفسادهم الأخلاقي وضياعهم ، وبالمقارنة نجد القيادة السعودية ممثلة بالزهايمري سلمان ونجله المهفوف تتسابق إلى افتتاح النوادي والملاهي الليلية ، والمراقص والديسكو وبناء التماثيل الغربية المجسِّدة للحرية والانحلال والتفسخ ، مصحوبة بتوجهات يهودية يتبناها اليهودي الصغير محمد بن سلمان تشجع على الإلحاد والزندقة تحت شماعة الحرية والترفية، وذلك في إطار ما يسمى برؤية المملكة 2030م التي أطلقها المهفوف والتي تهدف إلى المساس بقداسة بلاد الحرمين وإغراقها في وحل السفور والانحلال والتفسخ ، وهي معايير الدولة العصرية من وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية والتي يسخِّر بن سلمان كافة إمكانيات الشعب السعودي من أجل الوصول إليها ، لكي يقنع البيت الأبيض وتل أبيب والغرب بأنه الأجدر يقيادة السعودية ، وأنه ضالتهم التي ظلوا يبحثون عنها ، ويسعون من أجل إيجادها والتي ستعمل على تنفيذ أجندتها وخدمة أهدافها وتعزيز مصالحها وتوسيع نفوذها في المنطقة .
بالمختصر المفيد: شتان بين قيادة تفتتح مراكز صيفية لتحصين الشباب وتعزيز وتطوير قدراتهم العلمية والمعرفية واكتشاف وصقل مواهبهم الإبداعية في شتى المجالات ، وبين قيادة صبيانية مشبَّعة بالعته تعمل على مسخ هوية شعبها والتشجيع على نشر الدعارة والرذيلة في أوساطهم تحت يافطة التطور والحداثة والانفتاح ومواكبة العصر والحرية ، فرق كبير بين من يفتتح مراكز صيفية ويُصنِّع طائرات مسيَّرة وصواريخ بالستية ، وبين من يفتتح ملاهي ونوادي ومراقص ويصنع الفتن والأزمات والصراعات في المنطقة ، لا وجه للمقارنة مطلقا ، فكل إناء بما فيه ينضح ، وفاقد الشيء لا يعطيه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .