خيارات الردع تصنع المتغيرات
زيد البعوة
من عادة الحروب والصراعات على مر التاريخ ان يضعف الطرف المحاصر والمدمر وينهك ويكون قابلا للهزيمة خصوصاً اذا كان هناك أكثر من دولة تحاربه وتملك ترسانة عسكرية ضخمة واموالا طائلة ودعما سياسيا وتغطية إعلامية كما هو الحال بالنسبة لدول تحالف العدوان على اليمن لكن في اليمن لم يحصل ذلك بل حصل العكس الطرف الذي هو الشعب اليمني يواجه دول الاستكبار والهيمنة والثروة والسلاح منذ أكثر من أربع سنوات ومع ذلك تغيرت المعادلة من الضعف الى القوة ومن الدفاع الى الهجوم ومن الأسلحة الضعيفة والمتوسطة الى الأسلحة القوية والضخمة في مختلف المجالات البرية والبحرية والجوية واستطاع الشعب اليمني ان يجعل دول العدوان تتلقى الضربات الموجعة كما يحصل خلال هذه الأيام بالطيران اليمني المسير.. والى حد الآن البداية قوية وخيارات الردع عنيفة ودول العدوان وفي مقدمتها السعودية في وضع لا تحسد عليه ويبقى السؤال ما هي استراتيجية العدوان الجديدة في ظل التطورات العسكرية الأخيرة؟
هل هناك توجه حقيقي نحو السلام أم أن المكر والخداع هو أحد خياراتهم كما في الماضي؟
حيث شهدت الأسابيع الأخيرة من شهر يونيو المنصرم الى اليوم تصعيداً عسكرياً نوعياً للجيش واللجان الشعبية من خلال الضربات الجوية المتتالية للطيران اليمني المسير بشكل غير مسبوق مستهدفة آل سعود في عقر دارهم وفي مكامن الوجع التي أجبرتهم على الصياح والضجيج ودفعت المجتمع الدولي الى ممارسة النفاق بشكل مفضوح وعلني ما بين الإدانة والاستنكار المشحون بالقلق والنفاق الدولي والأممي الذي يكيل بمكيالين ويغفل عن مظلومية الشعب اليمني ويعتبر دفاعه عن نفسه جريمة ضد الإنسانية حسب زعمهم
ضربات عسكرية جوية وصاروخية وجهها أبطال الجيش واللجان الشعبية للنظام السعودي ضربة تتلوها ضربات حتى فقد العدو صوابه فلا يكاد يستوعب الضربة الأولى حتى تأتي الأخرى وهكذا في جيزان ونجران وعسير وابها وخميس امشيط وغيرها من المطارات والقواعد العسكرية التي يقصفها سلاح الجو اليمني المسير الذي دشن مرحلة جديدة من القصف المتواصل والمكثف متعمداً استهداف مطارات معينة بأكثر من غارة بهدف تعطيلها بشكل كلي وهذا نوع من أنواع التحدي العسكري وفي ذات الوقت استراتيجية قائمة على الردع والقدرة والتمكن والإصرار
استطاعت هذه الضربات والعمليات النوعية بفضل الله أن تخلق مساحة من التحرك الأممي للبحث عن حلول ومخارج حيث سمعنا خلال الأسبوع الماضي أخباراً عن جولة دولية يقوم بها المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث الى عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية منها روسيا وايران وسلطنة عمان لتحريك ملف السلام اليمني وبينما النظام السعودي يعيش حالة من التخبط والقلق وحالة من التهديد والوعيد بالرد على هذه الضربات على لسان الناطق باسم العدوان المالكي يبقى الواقع مرهونا بالأحداث والمتغيرات التي لا تنتظر أحدا فالشعب اليمني لم يعد يخشى أي تهديد ولا وعيد وهو مستمر في موقفه الجهادي يدافع عن نفسه وعن وطنه
ويبقى السؤال هل ستشهد الأيام المقبلة متغيرات إيجابية بالنسبة للشعب اليمني ويحصل على سلام عادل ومشرف؟ ام ان السعودية ودول العدوان سوف تبقى تمارس طغيانها وغطرستها وتقف في وجه أي مساع للسلام؟ إذا كان الأمر كذلك فإن الخيار والقرار اليمني قد حسم بضرورة استمرار الضربات والعمليات حتى يتوقف العدوان على اليمن وعلى السعودية والإمارات وامريكا وحلفائهم ان يتحملوا مسؤولية ما سيحصل خصوصاً أن الجميع يعلم أن العمليات العسكرية والخيارات الاستراتيجية سوف تزداد وتتفاقم بشكل أكبر ولكن على الأرجح أن السعودية لم يعد لديها القدرة على تحمل المزيد من الضربات وانها ستبحث عن حل ومخرج حتى لا يحصل ما تخشاه ومالا تتمناه
وفي كل الأحوال سواء اتجهت السعودية ومن معها للسلام أو اتجهت للمكر والخداع كما هي عادتهم فإن المستقبل سوف يكون مختلفاً تماماً عن الأعوام السابقة من حيث العمليات العسكرية النوعية والمتطورة والمتعددة والمكثفة والقوية وهذا هو موقف الجيش واللجان الشعبية الذي لا تراجع عنه انتقاماً للشعب اليمني ووسيلة ضغط على دول العدوان بهدف وقف إطلاق النار ووقف العدوان وفك الحصار والتوجه الجاد للسلام بدون أي مماطلة او تسويف والعاقبة للمتقين.