تصعيدٌ واسعٌ في الحديدة يضع "استوكهولم" على مفترق طرق
تنشيط غريفيث لمسار التفاوض لا يوقف خروقات العدوان المتواصلة
الثورة / الحديدة
بعدما غادر الرياض بيومين أعلن مكتب المبعوث الأممي يوم «الجمعة» الفائت ، أنه بصدد إجراء جولة مشاورات مكوكية تشمل روسيا وعمان والإمارات في مطلع الأسبوع الحالي ، وذلك لبحث ملف السلام في اليمن والدفع باتفاق السويد بعد توقفه العاثر لشهرين ، بالتزامن مع عودة رئيس لجنة التنسيق الأممية مايكل لوليسغارد إلى الحديدة بعد نحو أسبوعين من مغادرتها استهدفت قوى العدوان أمس الأحد بالمدفعية مقر الأمم المتحدة في حي الربصة بمديرية الحوك بعدد من قذائف الهاون، كما صعدت من قصف الأحياء السكنية بالقذائف والصواريخ ما أدى لسقوط شهداء وجرحى في مناطق مختلفة.
وأدانت السلطة المحلية بالحديدة أمس الأحد استهداف العدوان السعودي الأمريكي لمبنى مكتب الأمم المتحدة بالمحافظة، كما استنكرت استهداف الأحياء السكنية وقالت السلطة المحلية بالحديدة في بيان لها: ، «لم يكن ليحدث القصف على مكتب الأمم المتحدة لولا مواقفها من انتهاكات العدوان المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات» ، وأوضحت أن استهداف مبنى الأمم المتحدة رسالة واضحة من قبل دول العدوان بعدمية الأمم المتحدة في القيام بدورها.
وأمس هاجم مرتزقة العدوان منطقة الجبلية بمديرية التحيتا حيث شنوا هجوما مكثفا على المنطقة قبل إفشاله من قبل الجيش واللجان الشعبية ، أمر اعتبره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي كاشفاً لسوء النوايا وقال في تغريدة له على تويتر «الزحف على الجبلية في التحيتا يؤكد بأن هناك نية مبيتة للانقلاب على اتفاق السويد وإفشال فريق وقف إطلاق النار» وأضاف «من خلال الأعمال العسكرية في الحديدة يثبت طرف العدوان للعالم أنه ضد السلام».
وتكشف مصادر خاصة بالثورة أن قوى العدوان وعلى عكس ما يروج لها الإعلام منسوبا إلى مسؤولين إماراتيين أكدوا بأنهم قرروا الانسحاب من اليمن ، تكشف المصادر أن قوى العدوان تحشد سودانيين وأفارقه إلى معسكرات عدة بهدف تصعيد المعركة في الحديدة ، تحشيد لا تنفيه التصريحات المسربة والتي يمكن اعتبارها خداعا إعلاميا تسعى إمارة أبو ظبي بترويجها إلى إعفاء نفسها من التبعات الأخلاقية والقانونية إزاء الفضائح والممارسات والانتهاكات للضباط الإماراتيين في السجون السرية في المحافظات الجنوبية ، والهروب من تبعات الانفجار للوضع في المحافظات الجنوبية عقب ما شهدته من فوضى واغتيالات وتفجيرات إجرامية شهدتها عدن ومحافظات عدة.
وأول من أمس السبت حط راشد الغفلي ضابط إماراتي يشغل منصب القائد العام لتحالف العدوان بمدينة عدن في أكثر من مكان ، حيث كثف من تحركاته الميدانية إلى لحج والضالع ، وأفادت مصادر إعلامية أن الغفلي الذي قام بزيارة إلى معسكر اللواء الرابع دعم وإسناد ،وإدارة الأمن في محافظة لحج ، وأوضحت أن الغفلي تفقد أحوال اللواء وتأكد من الجاهزية القتالية للمرتزقة المجندين فيه ، وتلك الزيارات حسب المصادر غير معهودة من الغفلي والذي لم يخرج من عدن منذ ضربة سلاح الجو المسير على قاعدة العند الجوية والتي استهدفت تجمعا عسكريا للمرتزقة.
وفي الخامس والعشرين من يونيو الفائت كشف موقع «لوبلوغ» الأمريكي أن مملكة العدوان وإمارته السعودية والإمارات استقدمتا ما بين 8 آلاف إلى 14 ألف مرتزق سوداني للقتال في اليمن، بما في ذلك أطفال مجندون بين سن 13 و17 عاماً ، ، جاء ذلك في مقال نشره الموقع للكاتب «جيورجيو كافيرو كشف فيه أنه يجري استقدام مرتزقة الجنجويد لنشرها في محافظات جنوبية وساحلية في اليمن مشيرا إلى أن مليشيات الجنجويد ومنها قوات الدعم السريع في السودان قامت بقمع المحتجين وارتكبت ضدهم العنف في الخرطوم في 3 يونيو، بعد اجتماع لمسؤولين في المجلس العسكري ونظرائهم في الرياض الذين أعطوا الضوء الأخضر للحكام العسكريين بشن الحملة العنيفة لفض الاعتصامات، وهكذا برزت قوات الدعم السريع بصفتها قوة وكيلة للسعودية والإمارات تعمل في العاصمة السودانية وفي اليمن».
غير أن مصادر قيادية أشارت في وقت سابق إلى أن أثمانا باهظة ستتحملها الإمارات تحديدا إذا أعيد تصعيد المعارك في الحديدة ، وعلى الإمارات أن تستذكر تحذيرات قائد الثورة التي أطلقها سابقا ومعادلة أي تصعيد ميداني في الحديدة ستنعكس في عمليات استراتيجية على أهداف داخل الإمارات وعواصمها الزجاجية ، وبمعزل عن ارتدادات الخروقات التي يرتكبها تحالف العدوان فإن العناوين الذرائعية التي يتغطى بها باتت مكشوفة وكاشفة لها النوايا والتحركات الأخيرة. وفي وقت سابق اتهم رئيس الوفد الوطني تحالف العدوان بالمماطلة في تنفيذ اتفاق السويد وقال «بعد تنفيذنا خطوة إعادة الانتشار من موانئ الحديدة من طرف واحد والتي وضعت العدو أمام اختبار حقيقي عن توجهه لتنفيذ اتفاق السويد ، عاد مجددا ليماطل في الشروع في تنفيذ الخطوة التالية المتوجبة عليه بناء على ما اتفقت عليه لجنة تنسيق إعادة الانتشار» ، وأضاف «لقد لاحظ الجميع من المتابعين كيف كان العدو من بعد اتفاق السويد يختلق المبررات والأكاذيب ويكيل الاتهامات اننا لم ننفذ اي خطوة بالرغم ان الاتفاق ينص على التنفيذ من الجميع وبخطوات متزامنة ، وحرصا منا على التقدم نحو السلام بدأنا بالتنفيذ ومن طرف واحد وبشهادة الأمم المتحدة وبدلا من ان يكون ذلك دافعا لأطراف العدوان لتنفيذ الاتفاق الا انهم اتجهوا نحو العرقلة والتصعيد».
وحّمل محمد عبدالسلام تحالف العدوان المسؤولية الكاملة لما سينتج عن الخروقات محذرا من استمرارها في المسلك الخاطئ والخطير ، وقال «يعمد العدو حاليا إلى تصعيد اعتداءاته وخروقاته على محافظة الحديدة بما فيها الغارات الجوية والاستطلاعية والقصف من الأرض بشكل مستمر ، وعليه فإننا نحمل العدو ومرتزقته كامل المسؤولية عن ذلك وما سينتج عنه إن استمروا في هذا المسلك الخاطئ والخطير» ، وأضاف بالقول نجدد تأكيد التزامنا باتفاق السويد ومساراته العملية في اتفاق الحديدة وفقا لما تقوم به لجنة إعادة تنسيق الانتشار المشتركة مع احتفاظنا بحق الرد ،ونطالب الأمم المتحدة بأن تقوم بدورها وتستمر في نشاطها المطلوب بجدية وفقا لما تم الاتفاق عليه وبناءً على اتفاق السويد».
« في السياق يبدأ رئيس بعثة المراقبة الأممية اليوم الأثنين مايكل لوليسغارد لقاءات مع لجنة إعادة الانتشار بهدف استكمال تنفيذ الآلية الخاصة بإعادة الانتشار من الموانئ الثلاثة في الحديدة والتحقق عبر لجنة ثلاثية تمثل طرفي المفاوضات والأمم المتحدة قبل الانتقال إلى الخطوات التالية المتعلقة بالجوانب الأخرى للاتفاق ، لكن من الواضح أن العدوان ومرتزقته يريدون تسخين الميدان لا المفاوضات وقد تتحول تحركات المبعوث ورئيس بعثة المراقبة إلى مجرد غطاء لتصعيد قوى العدوان في الحديدة.