رياضة العجب¿!

تابعت كثيرا من لاعبينا وهم يتحدثون عن مشاركاتهم القادمة في الاستحقاقات الخارجية.. طبعا◌ٍ لاعبي منتخبات وطنية لألعاب مختلفة.. وآخرهم منتخبا الناشئين والشباب لكرة القدم اللذان يشاركان في التصفيات الآسيوية النهائية ولاعبو التنس والأثقال واللعبتان الأخيرتان المشاركتان في دورة التضامن الإسلامي بإندونيسيا ولاعبو وهم يقولون الإعداد ضعيف جدا◌ٍ.. ونحن لم نتمكن من الاستعداد لهذه الاستحقاقات لأكثر من شهر بسبب الظروف المالية الصعبة.. ونحن نقابل لاعبين ومنتخبات استعدت جيدا◌ٍ لهذه الاستحقاقات.
هؤلاء اللاعبون.. يقولون أيضا◌ٍ نحن نعتمد على حماسنا ومعنوياتنا المرتفعة وطموحنا بتشريف وطننا ورفع رايته عاليا◌ٍ.. وتجد هذا اللاعب المسكين الذي يلعب في أي مشاركة خارجية بدون إعداد يلعب بالروح والدم لإظهار بلده بصورة مشرفة.. بينما تلاقي بدل سفره لا تتعدى المائتي دولار.. والوزارة واتحاده استكثروا عليه الإعداد الجيد حتى لا يخسروا (القروش).. وتجد عضو الاتحاد بدل سفره أضعاف أضعاف اللاعب الذي يلعب بإخلاص وبجدية وإذا أصيب يرجموه ولا أحد يسأل عنه.. مثل ما حصل مع لاعبين بارزين أصيبوا وهم في قمة تألقهم ولم يجدوا من يعالجهم.
المصيبة الأكبر أن رغم كل هذا فلاعبونا يشاركون في بطولات وهذا شاهدته أمام عيني وعندما يتعرضون للإصابات يذهبون إلى أطباء المنتخبات الخصوم للعلاج لأن بعثة منتخبنا بدون طبيب.. أو حتى علاجات إسعافات أولية.. مثل بخاخ مخدر أو رباطات ويظل اللاعب يتسول الإداري حتى يتفضل عليه الإداري بهم.
في الحقيقة أن لاعبي منتخباتنا الوطنية يعانون مرتين.. مرة بعدم الإعداد الجيد الذي يسبق المشاركة.. والمرة الأخرى من إدارة البعثات التي تجعل اللاعب لا يجد أبسط الاحتياجات اللازمة.. ولو قلت أن في مشاركة منتخب ناشئي الطائرة الأخيرة بتونس كان الإداري يوفر لاصقات للاعبين قبل المباراة بساعات ويذهب ليشتريها واللاعبون ينتظرونه على الباص أثناء تحركهم للمباراة.. ويذهب إلى الصيدلية ويأتي بواحد أو اثنين لا يكفي حتى لمباراة واحدة..
وفي وسائل الإعلام تجد الاتحاد أو اللجنة الأولمبية يرمي بالأعذار كلها على عدم توفر المال.. ولكنه يؤكد ضرورة المشاركة من أجل التواجد حتى وإن كان يشرشح الوطن ولا يشرفه.. والهدف كله من أجل السفر لأعضاء الاتحاد وكسب الفوائد السبع والضحية اللاعب المسكين وسمعة البلد..
آخر التشاعيب والاجتهادات لجهابذة اتحاد الكرة يكرمون الحارس المثالي بالدوري بمائتي ألف ريال واللاعب المثالي بمائة ألف ريال¡ والمبرر أن الحارس أبدع بالتقاط الكرات بيده.. عكس اللاعب الذي يلعب بقدميه.. ويفترض بكاتبي التاريخ أن يرصدوا هذه ضمن حدث في مثل هذا اليوم..
ويكرم أيضا◌ٍ اتحاد الكرة فروع الكرة بالمحافظات من مائة ألف ريال الذين يقومون بعملهم.. بينما هداف الدوري لم يكرم بريال واحد بحجة أن اللائحة حددت التكريم لمن يحرز 15 هدفا◌ٍ.. والمفروض أن الاتحاد يضع أكبر جائزة للهداف حتى يكون التنافس قويا◌ٍ عليها بعد أزمة الهداف التي تعاني منها الكرة اليمنية لعدة سنوات..
أما الفضيحة الكبرى هي تكريم الأبطال بمبالغ مالية لا ترتقي إلى الذكر وجميع المبالغ للثلاثة المكرمين لا تصل إلى قيمة هدايا الزبيب واللوز والعسل التي تعطي هدايا لأحد أعضاء الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم.. هذه هي رياضة العجب!!

قد يعجبك ايضا