فلسطين ليست للبيع
عبدالله الأحمدي
يوم عن آخر تتكشف المؤامرات التي يحيكها يهود الرياض وصهاينة ابو ظبي وخليج الخنازير مع أسيادهم الأمريكان واليهود ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية ودين الإسلام المحمدي.
محطة التآمر الجديدة هذه المرة البحرين التي يتجمع فيها السماسرة للمتاجرة بقضية الشعب الفلسطيني تحت حماية القواعد العسكرية الأمريكية.
قيل أن أمريكا أمرت الأعراب بدفع خمسين مليار دولار على مدى عشر سنوات ثمنا لتصفية القضية الفلسطينية. الصهيوني جاريد كوشنر صهير ترامب هو من يشرف على هذه الصفقة المشبوهة.
الذين باع أجدادهم فلسطين يريدون أن يكملوا الصفقة بتصفية القضية الفلسطينية والارتهان الكامل للصهيونية، فهذه القضية تؤرقهم ويريدون التخلص منها. هم يبغون حماية من اليهود لعروشهم من غضبة الجماهير المقهورة.
وللأمانة ليست فلسطين هي المحتلة فالوطن العربي كله رازح تحت الاحتلال من مشرقه إلى مغربه بشكل مباشر وغير مباشر، إلاّ من رحم ربي وتمسك بجمر الاستقلال.
هذه البوارج والأساطيل والجيوش والطائرات لدول الاستعمار القديم والحديث التي تجوب البر والبحر والجو لم تأت للسلام على الأمة، بل جاءت لمحاصرتها واحتلال بلدانها ونهب ثرواتها وانتهاك سيادتها وتمزيق وحدتها، وإعادة تقسيمها، وممارسة القهر على أبنائها.
تحرير الأمة والمقدسات يبدأ من تحرير الإرادة، وتحرير الأجيال، وتحرير العقل من الأفكار الخانعة والمهزومة.
تحرير فلسطين واستعادة الكرامة المهدورة يبدأ بإسقاط الأنظمة الاستبدادية والعميلة الجاثمة على صدور الشعوب والتي تدعم أمريكا وإسرائيل وتمدها بأسباب البقاء.
تحرير المقدسات في فلسطين يمر عبر تحرير المقدسات في مكة والمدينة الواقعة تحت احتلال يهود بني سعود الذين لا يختلفون كثيرا عن يهود إسرائيل.
يجب قطع الأيدي التي تمتد لمساعدة الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي، وتطعن الأمة من الخلف. ولن يتم ذلك إلاّ عبر تحرير ثروات الأمة وعلى رأسها النفط الذي يمد مصانع الغرب بالحياة والحركة ويدعم الاقتصاد الغربي الذي يساند إسرائيل ودول الهيمنة الغربية، كما يجب اجتثاث الأنظمة العميلة في المنطقة، التي تقف في مواجهة التحرير. على كل جماهير الأمة التحرك لإسقاط كل من يشترك في مؤامرة صفقة القرن. وعلى رأس هؤلاء أنظمة العمالة في الرياض والإمارات والبحرين.
التضحية والنضال لا يقتصر على الفلسطينيين، بل يجب أن تكون كل فصائل الأمة جاهزة لإسقاط هذه المؤامرة الجديدة التي يقودها ترامب وصهره كوشنر والتي بدأت بالاعتراف بالقدس عاصمة ليهود إسرائيل، والاعتراف بضم الجولان إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي.
الذين حضروا ورشة الخيانة في البحرين لا يمثلون الا انفسهم والامة براء من أفعالهم. ويجب أن يفتح سجل لهؤلاء لمحاسبتهم في أي وقت.
من يجتمعون في البحرين يسوقون الأوهام مثل سابقيهم من المطبعين الفاشلين الذين سوقوا مشروع ( الأرض مقابل السلام ) ولم ينجحوا في ذلك. الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى صدقات وأوهام، بل يحتاج إلى حل سياسي لاستعادة حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أرضه المسلوبة.
خطة البحرين حذر منها حتى كتاب إسرائيليون، وقالوا أنها بدون أخلاق، وان الحل السياسي يجب أن يسبق الحلول الاقتصادية.
على كل شعوب الأمة أن ترد على تلك المؤامرة وأن تصطف بجانب الشعب الفلسطيني واليمني واللبناني الذين رفضوا هذه المؤامرة ونزلوا الى الشارع يعلنون رفضهم لها والوقوف في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي.
اليمنيون رغم ما يتعرضون له من عدوان كانوا قيادة وشعبا في مقدمة المعارضين لمشروع البحرين، ولن يتراجعوا عن هكذا موقف بما عرف عنهم من ثبات مبدئي ومنذ كانت القضية الفلسطينية فقد كانوا في مقدمة صفوف المجاهدين والمناضلين منذ أربعينيان القرن الماضي.
كل مشاريع أمريكا وعربانها المشبوهة تأتي بعيدا عن الشرعية الدولية وقراراتها بشأن فلسطين، وهذا سلوك أمريكي معروف. فأمريكا عدو للشعوب ولا تحبذ الوقوف مع الحقوق الشرعية.
عموما الشعب الفلسطيني يرفض كل المشاريع والحلول المشبوهة ولن تمر عليه، ونحن متأكدون من ذلك.