العدوان على اليمن وصفقة القرن
أشواق مهدي دومان
حين نجد أنّ محمود عبّاس هو أوّل من يدين ردود طيراننا المسير على شيء من العدوان السعوأمريكي، وهو يمثّل الرّجل الأوّل في فلسطين فكيف ببقيّة خرفان العرب ؟!
عبّاس الذي تناغمت إدانته مع تصريح نتنياهو بأنّ هذه المسيّرات من اليمن للسعوديّة هو عمل يضرّ بإسرائيل، ما يوحي بأنّ وجع عبّاس هو وجع إسرائيل، كما يؤكّد أنّ تحالف الأعراب العدواني على اليمن ما هو إلّا وكيل أو معتدٍ بالوكالة وأنّ المعتدي الحقيقيّ على اليمن هو إسرائيل ومن ورائها أمريكا !!
كما يدل ذلك كلّه على أنّ العدوان على اليمن ماهو إلا الفصل الأخير من ملهاة تصفية القضيّة الفلسطينيّة التي كان محدّدا لها أسبوعا من عاصفة الحزم التي انقلبت عليهم هزيمة بصبر وصمود وثبات رجال اللّه الذين كانوا يدا تحمي، ويدا تبني في الوقت ذاته، وهم بذلك قد مضوا على خطا الصّمّاد الرّئيس الشّهيد ؛ فقد صنّعوا وابتكروا، وقد طوّروا فنجحوا في اقتحام الصّعاب، وزلزلوا العدوان بتصنيعهم الحربي للقواصف والبدور والمسيّرات و…إلخ ما أربكوا البيت الأبيض (تماما )، كما أحرقوا وأحرجوا ونكّسوا رؤوس تحالف أقزامه من السّعودية والإمارات ومصر والأردن كفريق أسمى نفسه بتحالف السُنّة ( للتّطبيع : أي للتّركيع ) لإسرائيل، ومرورا بعملاء ومرتزقة اليمن الذين مافلحوا في ضعضعة قّوة أنصار اللّه المتنامية منذ أن كانوا ( يوما ) أذرعا قذرة لأمريكا في حربها على صعدة التي أعلنوا حربها انتقاما منها لاحتضانها شعار الصّرخة الذي حارب أمريكا داخلهم، وانتقاما من صاحب الشّعار الشهيد القائد /السيّد حسين بن البدر الحوثي الذي فجروا بحربهم عليه وعلى صعدة، وهم يمثّلون الجيش اليمني الذي كان من الأولى به حماية حدود بلاده، واستعادة ما استقطعته مملكة الرّمال ( نجران وجيزان وعسير ) لا أن يقوموا بحرب الأحرار والشّرفاء وعلى رأسهم الشهيد القائد، بينما برّروا لعدوانهم بمساعدة الجيشين السّعودي والأردني على صعدة آنذاك، وصرّحوا بلسان عفّاش أنّهم مدفوعون ومضغوطون من أمريكا لتصفية الثقافة القرآنيّة التي واجهت أمريكا ومشروعها بشجاعة حيث وقد حذّر الشّهيد القائد في بواكير محاضراته من خطر دخول أمريكا اليمن، فأربك صموده وأتباعه وحامل رايته ( من بعده ) السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي، أربكوا أمريكا منذ ذلك التّاريخ الأسود وإلى اليوم الذي اشتدّ فيه أزر السيّد القائد ورجاله، وعظمت حكمتهم، وزادت حنكتهم مما قطع الخط المرسوم لتسليم فلسطين لإسرائيل في جوّ هادئ على أضواء الشّموع لا نيران الطّيران المسيّر، ولكنّه الفصل الأخير الذي يجب على أمريكا تنفيذه حتّى بهيئة ورشة في عاصمة القمع الخليجي ( البحرين ) رغم الجو العكر على قادة العدوان الذي يبدو فيه ترامب متخبّطا مرتبكا في تصريحاته فمرّة يهدّد إيران فيتراجع، ومرّة يستفزّها فتصفعه وتسقط أحلام يقظته فيصحو من نشوة سكره وهو المخمور إنسانيا، فيدرك عجزه عن استعادة إيران الشّاه لأحضان أمريكا، وقد حاولت الأخيرة في عشر سنين أعلنتها بغداد حربا على إيران بعد الشّاه بوكالة صدام حسين الذي اتضحت له المعالم في نهاية المطاف بأنّ كل جرائمه ضد الشّعب الايراني والشّعب الشّيعي في العراق ما هي إلّا حلقة من مسلسل خدمة إسرائيل، ويبدو أنّه صدق في نهاية المطاف حيث ضرب تل أبيب بما كان مبررا لبقاء الاحتلال الأمريكي للعراق إلى وقت قصير تمّ خروجها شكليّا بينما بقيت بكيانها العقائدي في : “داعش الإرهابي” روحا تنبض بأمريكا التي وظفت الشّيوخ الوهابيّين وسيّرتهم كما تشاء فقد كانوا أرباب التّطرف لدرجة إفتائهم بحرمان المرأة من قيادة سيارة بينما وبين ليلة وضحاها جعلتهم أمريكا يفتون بأن مراقص الدّيسكو باختلاطها ومجونها حلال، وقبل ذلك حلّلوا القمار، والخمر، والزّنا على الشّواطئ، وكلّ ذلك محاولات لمحو المسجد الحرام بالتّزامن مع محو ملكيّة الفلسطينيين والمسلمين عامة للمسجد الأقصى باعتبار المسجدين حقا للمسلمين بقرار اللّه القائل في محكم آياته ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”.
ولأنّهم يهود فقد لعنوا بما كفروا بما أنزل على سيدنا محمّد، ومحاولاتهم لجعل مساجد الله بيعا، وكنائس ومعابد تمتد بين المستعمرتين السّعودية الامريكيّة والإماراتية البريطانيّة ؛ ولهذا نجد أكبر معبد هندوسي في الإمارات بينما نجد المسجد الأقصى مبيوعاً مغصوباً تتمّ المتاجرة به عبر ورش ومؤتمرات كمؤتمر المنامة المقنّع بالاقتصاد والتجارة بينما هو عنصري صليبي صهيوني ماسوني بالدّرجة الأولى والاخيرة،
لنعلنها من أرض الإيمان والحكمة بأنّا لفلسطين فداء، وفلسطين لنا وطن لن نتركه لهم، والسّلام