فساد برنامج الأغذية العالمي
عبدالفتاح علي البنوس
فساد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن ، لا يحتاج إلى شهود وأدلة ، فالشواهد كلها موثقة ومتاحة أمام الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها ، لو أنها فعلا تريد الخير لليمن واليمنيين ، ولكنها جزء لا يتجزأ من المؤامرة التي تحاك ضد وطننا وشعبنا ، سفن إغاثية محملة بمواد غذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الحيواني ، فما بالكم بمن يريد تخزينها وتوزيعها على الآدميين ، وتقدر قيمتها بالملايين من الدولارات التي يتم جمعها تحت شماعة إغاثة الشعب اليمني ، في الوقت الذي يتم فيه توزيع مواد منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي ، في حين يحصل برنامج الأغذية العالمي والعاملون فيه على نصيب الأسد من الأموال التي يتم الحصول عليها من الدول والمنظمات لإغاثة الشعب اليمني المنكوب جراء العدوان والحصار السعودي السلولي.
المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في كلمته أمام مجلس الأمن ساق جملة من الأكاذيب والافتراءات والروايات الخرافية حول التدخل في عمل البرنامج ونهب المساعدات وغيرها من الهرطقات التي حاول من خلالها التغطية على فساده والفريق التابع له في اليمن ، بعد أن تم فضحهم وتعريتهم على الملأ وتم توثيق الفساد الحاصل في أداء البرنامج بالصوت والصورة ، مساعدات تالفة ومنتهية ، وما هو صالح يباع في السوق السوداء ، ويتم التلاعب بقيمته الفعلية من أجل الحصول على أرباح وعائدات خيالية من وراء ذلك ، وعندما تحس مافيا الفساد داخل البرنامجي الأممي يلجأون لإحراق بعض المخازن للتغطية على الفضيحة ، ولا غرابة أن تتسم سياسة هذا البرنامج بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب ما دامت أمريكا هي من تحركه وتتحكم فيه وتدير شؤونه ، ديفيد بيزلي يدرك جيدا حقيقة زيف ادعاءاته وأكاذيبه ولكنه يسير وفق سياسة مرسومة له ، وهو عبارة عن مسيَّر لها.
الهيئة الوطنية لتنسيق الشؤون الإنسانية عقدت بصنعاء مؤتمرا صحفيا فنَّد فيه الأستاذ عبدالمحسن الطاووس القائم بأعمال رئيس الهيئة ادعاءات بيزلي وكشف فساد برنامج الأغذية العالمي ، وتبديده للمساعدات التي تقدَّم لأبناء الشعب اليمني ، ومتاجرته بأوجاعهم ومعاناتهم ، وتورط البرنامج في أعمال وأنشطة تجسسية واستخباراتية وتسييس أنشطته الإغاثية والإنسانية ، الطاووس وضع النقاط على الحروف ونسف كافة ادعاءات واتهامات المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي وعرض في مؤتمره الصحفي كافة الأدلة التي تثبت فساد وعبث برنامج الأغذية العالمي واستهتار القائمين عليه بحياة اليمنيين من خلال استيراد مساعدات غير مطابقة للمواصفات والمقاييس أو غير صالحة للاستخدام الآدمي بسبب تلفها وتعفنها ، مؤكدا على قيام الهيئة بمخاطبة الأمم المتحدة والإدارة التنفيذية للبرنامج بهذا الخصوص ، حيث كان المنتظر من الأمم المتحدة وإدارة البرنامج فتح تحقيق عاجل في الموضوع والعمل على تقويم الاعوجاج وتصحيح مسار البرنامج وتمكينه من أداء المهام الإغاثية والإنسانية المنوطة به ، لا أن تحول إلى عدو يتقاسم مع قوى العدوان مسلسل التجويع والإذلال للشعب اليمني والمتاجرة بمعاناته الإنسانية الناجمة عن العدوان والحصار ، وذهاب البرنامج للتلويح بتعليق مساعداته وقطعها يعزز القناعة الراسخة لدى أبناء الشعب اليمني بأن برنامج الأغذية العالمي شريك في العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا.
بالمختصر المفيد، الشعب اليمني لن يساوم على كرامته ، ولن يقبل بمساعدات فاسدة وتالفة ومميتة ،ومغلفة بطابع سياسي واستخباراتي قذر لحساب قوى الغزو والاحتلال تكون على حساب كرامته وسيادة واستقلال وطنه ، ليوقف العالم عدوانه وليرفع حصاره عن وطننا وشعبنا ، ولن نحتاج لمساعدة أحد ، لا حاجة لنا في مساعدات فاسدة ، ولا نريد التسول باسم اليمنيين في الوقت الذي تذهب فيه نسبة كبيرة من هذه المبالغ إلى جيوب النافذين في برنامج الأغذية والعاملين فيه ، إلى هنا ويكفي متاجرة واستغلالاً قذراً لمعاناة الملايين من اليمنيين ، ولو كانت الأمم المتحدة نظيفة ولديها أجندة إنسانية حقيقية لكانت بادرت إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ملف فساد وعبث برنامج الأغذية العالمي والوقوف على حقيقة ما قدمته الحكومة وما تضمنته كلمة المدير التنفيذي للبرنامج أمام مجلس الأمن ، ولكنها هي من تدير وتشرف على هذه الممارسات الاستغلالية لذا لا نتوقع منها إلا كل شر ، فهذا هو ديدنها ، وهذه هي سياستها المتأمركة التي لا جديد فيها مطلقا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.