حرب المطارات
زيد البعوة
في اقل من نصف شهر فقط وبشكل نسبي بدأت السعودية تتذوق بعض ما فعلته بالشعب اليمني على مدى أكثر من أربع سنوات في ما يتعلق بما يمكن ان نطلق عليه حرب المطارات من خلال المعادلة العسكرية التي اطلقها الجيش اليمني واللجان الشعبية التي تحمل عنوان المطار بمطار والقاعدة بقاعدة لم تكن تتوقع السعودية ان تصل الى هذا المستوى في يوم من الإيام ان يتم قصف مطاراتها وقواعدها بالطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة من قبل من كانت تستهين بهم وتسعى لإذلالهم واستعمار وطنهم
وقبل الخوض في تفاصيل العمليات الجوية النوعية التي نفذها سلاح الجو اليمني خلال هذه الأيام التي استهدفت مطارات ال سعود اولاً علينا ان ننظر الى حجم الخسائر التي الحقتها طائرات العدوان الأمريكي السعودي بالمطارات اليمنية حيث بلغ عدد المطارات اليمنية المدمرة والمقصوفة من قبل طائرات العدوان خلال اربع سنوات خمسة عشر مطاراً مدنياً في مقدمتها مطار صنعاء الدولي ومطار الحديدة ومطار صعدة وبقية المطارات في مختلف المحافظات اليمنية التي تعرضت ولا تزال تتعرض للقصف من قبل العدوان بشكل مستمر بدون وجه حق مما تسبب في تفاقم حجم المعاناة الإنسانية في أوساط الشعب اليمني نتيجة قصف المطارات والحصار المفروض عليها
ولطالما طالبت القيادة السياسية في صنعاء بضرورة فتح المطارات وقدمت مبادرات من أجل رفع الحظر عنها وإعادة فتحها للعمل بشكل طبيعي تحت إشراف اممي بما يضمن تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني ولكن دون جدوى كانت غطرسة دول تحالف العدوان وطغيانهم ترفض فتح المطارات اليمنية ولو على أقل تقدير مطار صنعاء الدولي فكان لا بد من وضع حد لهذه العنجهية وبدأت التحذيرات من قبل قيادة الجيش والوفد الوطني ووزارة الخارجية للسعودية ودول العدوان أن صبر الشعب اليمني لن يدوم طويلاً وأن القوات الجوية اليمنية ستقصف مطارات العدوان فتعاملت دول العدوان مع تلك التحذيرات بسخرية واستهتار فحصل ما يجب أن يحصل
بدأ الجيش اليمني والقوات الجوية بشن العمليات بشكل تدريجي مستهدفة مطارات السعودية وكانت البداية من مطار جيزان وقاعدة الملك عبد الله بطائرات يمنية مسيرة وكذلك مطار نجران ثم تم قصف قاعدة الملك خالد في خميس مشيط ثم تلى ذلك استهداف مطار أبها بصاروخ كروز المجنح وكانت العملية الأكبر والأكثر ايلاماً وضجت السعودية بشكل كبير لعل وعسى وساعدها ذلك في وقف العمليات إلاّ أن ذلك لم يحصل لأن مطار أبها اصبح وجهة طائرات قاصف اليمنية بشكل يومي وكان الأكثر عرضة للاستهداف والأكثر حظاً
عمليات عسكرية جوية متتالية لم تتوقف ولن تتوقف كما أعلن عن ذلك الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية حتى يتوقف العدوان وحتى يتم فتح المطارات اليمنية ولأن العمليات قوية ومركزة ومتتالية فهي أثرت بشكل كبير على السعودية وعلى دول العدوان بل وصل تأثيرها إلى مجلس الأمن الدولي وإلى المجتمع الدولي بشكل عام وبدأ الحديث عن السلام وعن ضرورة العودة إلى طاولة المشاورات والحل السياسي وهذا يعني أن حرب المطارات أثبتت فاعليتها وجدواها وانها اذا استمرت، وسوف تستمر، ستجبر دول العدوان على وقف عدوانها على اليمن إن شاء الله.