ثنائيّة الدم والانتصار
زينب إبراهيم الديلمي
إنَّهُما توأمتان ولدتا فجر الإسلام، وعاصرتا زمن الأنبيّاء وما بعده.. إحداهما كانت مهبط الكُتُب السّماويّة والأخرى كانت مهبط كتاب سُليمان الذي كان سبباً في دخول ملكة سبأ إلى الإسّلام.. لقد كانت الأولى مسرى النبّوة المحمّدية وكانت الأخرى منبع النورانيّات العلويّة.. منذُ القدم ولا زالت معاناتهما تستمرُّ إلى الآن.. ولازال الظُلم والطغُيان يمارس في العبث والاجرام وشنَّ العدوان والبغضاء عليهما.. ولقد ادعى “ الصهيوني والسعودي والأمريكي “ ويضجُ في الأحياء والأزقّة بأنّه “ يُدافع عن مُقدّسات وحُرم الاسلام والمسلمين ” مُتنكراً بأنَّه يؤمنُ بعقائد قداسة الأراضي المُقدَّسة ، والحقيقة بعين الواقع بأنَّه كافر بتلك المُقدّسات وبأراضيها المُغتصبة !
اليمن وفلسطين.. التوأمتان اللتان اشتركتا في المظلوميّة والدّم والكفاح والمواجهة ، لم تخضعا قطّ لأيّ مؤامرات ولأي صفقات ولأي دعوات يتخذُها أعدائهما.. وقد عزمتا أن تخضا معركة الدفاع المُقدََّس ومعركة المصير المُشترك ؛ لتجديدَ صورة العروبة والاسلام التي تشوّهت وجهها بفعال ووقاحة بهائم الوهّابية ولولب الصهيونيّة..
في يوم القدس العالمي الذي تجددت فيه روح قُدسيّة قضيّة الأمّة وانتعشت طاقة جنود الحق واتر تعدت فرائص الأنظمة المرتهنة.. تحدّى اليمانيون الحصار.. وخرجوا بكلِّ عنفوان ؛ ليؤكدوا أحقيّة مظلوميّة الشعب الفلسطيني التي أغُتصبت وجعلها خدمة الموساد الصهيوني أرض فلسطين “ مُلْكاً لإسرائيل ” !
فأبى الشعب اليمني إباء الضّيم إلاّ أن يُقاسم الشعب الفلسطيني مظلوميّته وأن يتقاسم معه في كأس التضحيّة وفي زاد الصبر حتى استرداد حقوق الأمّة من براثن الطغيان والارتهان.. فاليمني الصّامد الصّابر وهو مدد الاسلام العريق الذي سيكون أول الأفواج توجُّهاً إلى ميدان القدس ومسرى الأقصى، وسيدخلها فاتحاً بفتح الله المُبين..
هُنا جود البُن ، هُنا كَرَم الزيتون.. هُنا الدّم والتضحيّة.. هنا التصدّي والتحدّي ، هُنا الولاّعة ، هنا الحجارة.. هُنا صنعاء ، هُنا القُدس.