رئيس اللجنة التحضيرية للمسابقات الشعرية بمحافظة عمران لـ"الثورة":
للقصيدة الشعرية والشعبية والزوامل دور كبير في التوعية والصمود
لقاء/ فهد يحيى الأرحبي
يشكل الشعراء ثورة ثقافية لا تقل أهمية عن غيرها من الثورات المناهضة للعدوان إن لم تكن مهمة في جبهة التوعية والثقافة والإعلام خصوصاً في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا من تكالب دول العدوان على الشعب اليمني .
في محافظة عمران وجدنا جهوداً كبيرة تصب في مصلحة هؤلاء الشعراء، وهناك أنشطة مختلفة هذا العام منها انطلاق مسابقة شعرية والتنافس على شاعر المحافظة في موسمها الأول ..
“الثورة” التقت رئيس اللجنة التحضيرية للمسابقات الشعرية الأستاذ نشوان صالح الغولي وأجرت معه الحوار التالي:
* هل يمكن إعطاء القارئ نبذة مختصرة عن المسابقة الشعرية؟
– نظراً لخفوت الدور الأدبي والثقافي في محافظة عمران وخصوصاً في مجال الشعر بقسميه الشعبي والفصيح، لكننا وبرعاية من الشيخ محمد محسن الصريمي رئيس اللجنة الاشرافية العليا لتنظيم الفعاليات الثقافية والرياضية بمحافظة عمران رأينا أن يكون هذا النشاط لشعراء المحافظة واخترنا مجال الشعر الشعبي نظراً لرواج الشعر الشعبي في هذه المرحلة وانجذاب الجمهور إليه.. بالنسبة لمحافظة عمران اردنا أن نحفِّز الشعراء بهذه المسابقة الشعرية التي حشدنا لها بقدر الإمكانات وجعلناها مسابقة مميزة.. فقمنا بوضع آلية للمسابقة تكون بتقسيم الشعراء العدد الأول 48 شاعراً في المرحلة التمهيدية وقمنا بتصفية الشعراء الى24 سيخوضون غمار المنافسة في مراحلها الأساسية.. وقد بدأنا تصفيات المرحلة الأولى من المراحل الأساسية للمسابقة وهي مرحلة الـ24 بتقسيم الشعراء إلى أربع مجموعات كل مجموعة تتكون من6 شعراء، يتأهل أربعة من كل مجموعة ويغادر اثنان ثم الانتقال إلى مرحلة الـ16، ومن ثم إلى مرحلة الـ8 إلى أن نصل إلى التصفيات النهائية التي ستستقر على اربعة شعراء سيتنافسون على المركز الأول وهو لقب شاعر المحافظة، وقد وضعنا جائزة رمزية قدرها250 ألف ريال للفائز الأول بالإضافة الى درع شاعر المحافظة ومبلغ 200 ألف للمركز الثاني و150ألف ريال للمركز الثالث و100ألف ريال للمركز الرابع، بالإضافة الى دروع المسابقة، كما سيتم منح عدد من الشعراء الـ20 شهائد مشاركة ،ومنح ألقاب شعرية للشعراء الذين وصلوا إلى مرحلة الثمانية، كما تم وضع مبالغ بدل مواصلات للشعراء .. طبعا المنافسة ستكون إن شاء الله قوية ولها تغطية اعلامية مميزة ونتمنى أن نوفق في هذه الفعالية الثقافية وأن يوفق الشعراء في المنافسة.
* تظاهرة ثقافية شعرية كهذه تجمع 48 شاعراً من مختلف مديريات المحافظة .. كيف استطعتم التواصل معهم ؟ وما هي الآلية التي تم اتباعها من أجل ذلك؟
– لقد وجدنا صعوبة في التواصل مع الشعراء في بعض المديريات النائية في محافظة عمران مثل: صوير، ظليمة، شهارة المدان، حرف سفيان، هذه مناطق نائية تواصلنا معهم عبر الاتصال أو رسائل الـSMS والبعض تواصلنا معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل الواتساب والتلجرام والفيس بوك.. حقيقة وجدنا صعوبة في التواصل بالشعراء وقد وصل الاعلان الى الجميع ولكن يعود سبب عدم التفاعل مع الحدث (المسابقة) إلى أن المسابقة تقام للمرة الأولى بمحافظة عمران وكان هذا الأمر لا يصدق أن تقام مسابقة شعرية بهذا الحجم .. ولكن الحمد لله كان هناك إقبال واعتذر بعض الشعراء عن الحضور لظروف خاصة بهم، المهم أننا استطعنا أن نصل إلى الشعراء الذين سيشاركون في المراحل الأساسية وهي التي ستكون قوية وسيتكون منها البرنامج الأساسي لهذه الفعالية..
* ما هي المعايير التي تم اتخاذها لاختيار هؤلاء الشعراء ؟
– المعيار الأول هو مهنية الشاعر ،أي أن يكون الشاعر محترفاً للشعر في الشكل والمضمون وفي الوزن والقافية، ويكون ممتهناً للشعر، وهناك معايير أخرى وضعناها منها مضمون القصيدة كالصورة الفنية والجزالة والالفاظ والمواضيع المهمة التي يجب أن نتحدث عنها خصوصاً في المجالات الشعرية والأدبية.. فالمعيار الأول كما قلت لك أن يكون شاعراً ممتهناً وأن يكون متقناً للشعر وهناك معايير وضعتها لجنة التحكيم اثناء فحص المشاركات ومراحل المسابقة الاساسية..
* كيف جاءت فكرة إقامة مسابقة شعرية في ظرف كهذا؟ وهل للشعراء رسالة ودور خاصة في ظل ما يشهده الوطن من عدوان؟
– دور الشعراء هو دور مهم في جبهة التوعية والثقافة وأيضا الاعلام وظهر دور الشعراء في هذه المرحلة مرحلة العدوان ،فالقصيدة الشعرية الشعبية والزامل كان لهما دور كبير في مجال التوعية والتحفيز ورفع معنويات المقاتلين في الجبهات، طبعا عمران لها دور في ذلك لكنه دور ضئيل على مستوى المحافظة فجاءت هذه الفكرة، وصاحب هذه الفكرة هو الشيخ محمد محسن الصريمي بالإضافة الى الشاعر نجيب الغولي بوضع مسابقة للشعراء لتحفيز وجذب الشعراء في محافظة عمران وتشجيعهم ولكي يكون لهم دور إلى جانب الشعراء في محافظات الجمهورية الأخرى، الأخرى، فكانت الفكرة وتم الاتصال بنا وقمنا بوضع آلية العمل لهذه المسابقة لأن المسابقة الشعرية لها دور كبير في جذب المبدعين في مجال الشعر وأيضا تصقل موهبة الشاعر حينما يقف امام لجنة تحكيم، وبعض المشاركات قد لا تكون بالمستوى المطلوب لكن حينما يخوض الشاعر غمار مسابقة شعرية ويقف امام لجنة تحكيم فذلك يصقل موهبته ويبلورها ويخرج الشاعر بفائدة سواء تأهل أم لم يتأهل في المسابقة..
* هل يوجد لكم تكتل أو اتحاد للشعراء في محافظة عمران؟
– في الحقيقة ليس هناك أي تكتل أو أي منظمة مجتمعية أو مدنية تجمع الشعراء، لأنه كما اسلفت لك سابقا الدور الثقافي في محافظة عمران خافت للغاية ولا يوجد عمل لمكتب الثقافة الممثل للجانب الرسمي، وإن شاء الله سنعمل بعد المسابقة على أن نقيم انتخابات لفتح فرع لاتحاد الشعراء والمنشدين بمحافظة عمران يضم الشعراء والمنشدين ولدينا أيضا نشاط مستقبلي للمبدعين في مجال الانشاد، والمحافظة لا تخلو من المبدعين في هذا المجال، وأعتقد أن الشعراء كثر في عمران ولكن ليس هناك من يستوعب هذه المواهب لأسباب عديدة قد تعود لظروف البيئة في عمران وغياب الدافع لإقامة لهذه الفعاليات..
* هل تحظون بدعم ورعاية، وكيف ستوصلون رسالتكم أنتم كشعراء؟
– بالنسبة لنا كشعراء خارج إطار محافظة عمران هناك اتحاد الشعراء والمنشدين وهيئة ثقافية حكومية مستقلة تقوم بدعم الشعراء بقدر المستطاع ووجدنا اهتماماً من قبلهم ..بالنسبة لمحافظة عمران وجدنا الاهتمام خلال هذا الموسم ووجدنا تفاعلاً مع الشعراء وخصوصاً في هذه الفعاليات التي ترعاها اللجنة الاشرافية لتنظيم الفعاليات الرياضية والثقافية في محافظة عمران برعاية الشيخ محمد محسن الصريمي وبتعاون من قبل قيادة المحافظة، وإن شاء الله ستكون تأسيسية لمراحل قادمة وسيكون هناك مستقبل للشعراء والمبدعين في محافظة عمران..
* الشاعر يعتبر جبهة في حد ذاتها .. ما هي رسالة الشاعر في مثل هكذا ظروف تمر بها البلاد؟
– رسالة الشاعر واضحة، ونعتبر أن الدور الأول للشاعر في الجانبين الفكري والتوعوي في هذه المرحلة، وهناك رواج كبير للقصيدة الشعرية خصوصا الشعبية والزامل الذي أصبح يحتل المكانة الأولى في المجالات الثقافية والادبية.. لقد مر الشاعر بكل المراحل والجوانب المتعلقة بالوطن وكذلك بالمقاتل في الجبهة وفي شتى المجالات المدنية والعسكرية والقضايا الاجتماعية، وبذلك فإن الشاعر صب كل ما مر به في تلك المراحل في قالب شعري متميز كان له وقع كبير ودور مهم في مجال التوعية بين أوساط المجتمع..
* هل نعتبر المسابقة الشعرية هذه بفترتها الزمنية وعدد المتسابقين نسخة أخرى من شاعر المليون؟
– لا نستطيع أن نقول إنها نسخة من شاعر المليون.. هذه المسابقة تعتبر نسخة من شاعر الصمود وبرنامج آخر كان يعرض في مراحل سابقة “صدى القوافي”.. لكن الفرق بين هذه المسابقة والمسابقات الأخرى أنها تقام على مستوى المحافظة، مثلا شاعر المليون على مستوى دولي وإقليمي وبالنسبة للمسابقات المحلية فتعتبر على مستوى الجمهورية.. لكن هذه المسابقة تقام لأول مرة على مستوى محافظة وما يميز هذه المسابقة أيضا عن المسابقات الأخرى التي ذكرت أن مواضيعها متزامنة مع ظروف المرحلة وفي بعض الآليات الشكلية.. ومع ذلك فإننا نعتبرها نسخة أخرى من المسابقات التي تقام سواء في الداخل أو الخارج.
* ما هي المخرجات والنتائج والخلاصة لهذه المسابقة في المستقبل؟
– سيكون هذا النشاط مستمراً بإذن الله على مستوى المحافظة وقد تكون فكرة تقام عليها مسابقات على مستوى الجمهورية بالكامل، وعن مخرجاتها سيكون هناك شعراء متميزون من المحافظة سيكون لهم دور في مجال التوعية ودور في المجتمع. سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى المشاركات خارج المحافظة، ونعتبر أن الهدف الأول للمسابقة هو فرز كوكبة من الشعراء المتميزين في مجال الشعر الشعبي والفصيح، لأني وجدت العديد من الشعراء يكتبون الشعر بالفصحى وهناك شعراء متميزون في محافظة عمران لهم دور كبير في المحافل الثقافية، ومشهورون على مستوى الجمهورية..
* ما الذي ينبغي على الجهات المعنية القيام به في مثل هكذا فعاليات ؟
– طبعا أنا قد أوضحت من قبل دور تلك الجهات في تفعيل دور مكتب الثقافة في المحافظة ودعم التكتلات الناشئة في المجالات الثقافية والادبية ممثلة بالاتحادات والمؤسسات والروابط والملتقيات، لذلك على منظمات المجتمع المدني التي يقوم عليها ويؤسسها المبدعون النظر إليها بعين الاعتبار والاهتمام بها ورعايتها، طبعا بقدر المستطاع نظراً لما تمر بها بلادنا من ظروف قاهرة في ظل العدوان والحصار..
* هل تعتقد انكم ستخرجون بالشعر إلى الواقع؟
– لقد خرجنا إلى الواقع فعلاً، وبالنسبة لمحافظة عمران فقد حصل نوع من التفاعل مع هذه التظاهرة وفي الأيام القادمة عندما تبدأ المسابقة والتنافس بين الشعراء وخصوصاً بحضور جمهور يتابع هذه الفعالية سيخرجون بنظرة لا بأس بها حول هذه المنافسة وستكون هذه البداية مبشرة لتتطور هذه الفعالية والاستمرار فيها في مراحل قادمة، وأتمنى أن تكون هذه المسابقة مبشرة للانطلاق إلى آفاق واسعة وسيكون هناك اقبال كبير من قبل المبدعين في محافظة عمران وإن شاء الله ستكون بذرة خير لمراحل قادمة..
* ما هي كلمتك الاخيرة التي توجهها في نهاية هذا اللقاء؟
– كلمتي الأخيرة أوجهها الى الجهات المختصة ممثلة بقيادة المحافظة وإلى مكتب الثقافة على مستوى المحافظة، والجهات المسؤولة في وزارة الثقافة بأن يهتموا بهذا الجانب لأن دوره مميز خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا، كما أتمنى على قيادة المحافظة والجهات المختصة الاهتمام بهذا الجانب الثقافي والادبي أو بهذه التظاهرة الثقافية وأيضا استيعاب الشعراء في مجالات الشعر الشعبي والشعر الفصيح، واتمنى أيضا أن يكون هناك استيعاب للمبدعين في بقية المجالات ككتابة الأدب الموضوعي والمسرح والقصة والمقالات والروايات وأيضا الانشاد والفن التشكيلي وأن يكون هناك جهة لاستيعاب هذه الإبداعات لانها تعتبر نخبة في المجتمع ولها دور كبير في اظهار المجتمع بصور لائقة وراقية.
كما اوجه رسالة خاصة شكر وتقدير إلى اللجنة الاشرافية لتنظيم الفعاليات الرياضية والثقافية بالمحافظة ممثلة بالشيخ محمد محسن الصريمي رئيس اللجنة وكل اللجان الفرعية القائمة على هذه الفعاليات.. أيضا الفعاليات الرياضية مبشرة برقي هذا الجانب وتطوره وتميزه.. ورسالة أخيرة أوجهمها الى كل المبدعين والشعراء في محافظة عمران وأيضا الكتَّاب والرياضيين والمبدعين في مجال الفن التشكيلي بأن هذه الفعالية مبشرة بقيام نهضة فكرية وفنية في المحافظة وسيكون لها دور كبير في إظهار صورة المحافظة بالشكل المطلوب امام محافظات أخرى وقد يكون لها آثار تتعدى حدود اليمن إقليميا ودوليا..