حروب أمريكا الخاسرة من فيتنام إلى سوريا واليمن

أحمد الحبيشي
دخل العدوان السعودي على اليمن في نهاية عامه الأول مأزقا خطيرا بسبب فشله الذريع في تحقيق أي تقدم في المناطق الشمالية ، وتوالي هزائم عملائه في جبهات الحروب الداخلية التي قام بإشعالها وتسليحها وتمويلها وتوفير غطاء جوي لها على مدار الساعة ليلا ونهارا ، وبصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب ، بالإضافة الى الخسائر المادية والبشرية والأخلاقية التي تكبدتها قوات الاحتلال ومرتزقتها في مارب وتعز والجوف وميدي والطوال وباب المندب.
وبلغ مأزق العدوان ذروته في تعالي أصوات الاستنكار والادانة لجرائم الحرب والجرائم المعادية للإنسانية التي ترتكبها قوات العدوان والاحتلال السعودي والاماراتي من خلال استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ، وممارسة جرائم الابادة الجماعية وتدمير البنى التحتية المدنية ، وفرض الحصار الاقتصادي الجائر بهدف تجويع وتركيع ملايين المواطنين الذين يواصلون صمودهم الاسطوري في وجه الماكنة العسكرية والاعلامية والخزائن المالية الضخمة لدول العدوان والاحتلال.
حاول الفار (هادي) توجيه رسائل الى السعودية في مقابلته التي أجرتها معه صحيفة عكاظ السعودية بتاريخ 2 مارس 2016م، تضمنت رؤيته التي صاغها في ضوء تجربته مع المخابرات البريطانية ، لمحاصرة الأطماع الاماراتية التي من شأنها عرقلة مشروعه المشترك مع السعودية.
أثارت المقابلة الصحفية التي نشرتها صحيفة (عكاظ) السعودية مع الرئيس المنتهية ولايته وصلاحيته عبدربه منصور في عددها الصادر يوم 2 مارس 2016م جدلا واسعا بالنظر الى خطورة ما جاء فيها من قضايا وإشكاليات ، الأمر الذي يستوجب التمعُّن في قراءتها وتحليلها.
وقبل أن ننتقل الى مضابط هذه المقابلة الصحفية يتوجب الاهتمام بالمقدمة الصحفية المتميزة التي أفردتها صحيفة (عكاظ) لتلك المقابلة وما تضمنته من سيرة مزيفة لشخصية الرجل وتاريخه العسكري والسياسي.
والمثير للانتباه في تلك المقدمة حرص الصحيفة على الإشارة الى قضية هامة تُفسر توقيت نشر المقابلة وأهدافها.
تقول الصحيفة انه لم يكن سهلا عليها إقناع عبدربه منصور بالخروج من صمته ، وتخصيص (بضع ساعات للإدلاء بحديث صحفي مطوّل ، مشيرة الى انها ظلت تتابع عبدربه منصور للإدلاء بحوار صحفي لكنها كانت مهمة صعبة حتى وافق الرجل من تلقاء نفسه ، واتصل بعد طول متابعة شاقة له ، وأخبر الصحيفة بتجاوبه وترحيبه بالتحدث الى “عكاظ”).
ويوسع القارئ الذي سيتابع أفكار هذه المقابلة الصحفية وتوقيتها ، ملاحظة حقيقة بارزة لا تخفى عن العقل ، وهي ان عبدربه منصور يعيش مأزقا شخصيا مُكمِّلا لمأزق العدوان السعودي على اليمن ، بعد ان دخل عامه الثاني ــ عند نشر المقابلة في عام 2016م ، دون أن يحقق أهدافه السياسية والعسكرية ، بما في ذلك المناطق الجنوبية التي نجح في احتلالها والسيطرة عليها بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية منها في منتصف اغسطس 2015م الماضي.
من نافل القول ان المناطق الجنوبية تشهد باعتراف مجلس الأمن الدولي والكثير من الدول والمنظمات الانسانية تمدداً وتغوُّلا للتنظيمات الارهابية التي تتواجد في محافظات عدن وحضرموت ولحج وابين والشريط الساحلي الممتد من شقرة وأحور في محافظة أبين حتى سواحل شبوة ، وسط عجز تام ومطلق لجيوش الاحتلال التي تتهرب عن القيام بمسؤولياتها القانونية تجاه الأراضي التي تحتلها ، وعلى وجه الخصوص في مجال حماية الأمن وتوفير الخدمات والرواتب على نحو ما سنوضحه لاحقا.
وزاد من مأزق العدوان السعودي على اليمن فشله الذريع في تحقيق أي تقدم في المناطق الشمالية ، وتوالي هزائم عملائه في جبهات الحروب الداخلية التي قام باشعالها وتسليحها وتمويلها وتوفير غطاء جوي لها على مدار الساعة ليلا ونهارا ، وبصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب ، بالإضافة الى الخسائر المادية والبشرية والأخلاقية التي تكبدتها قوات الاحتلال ومرتزقتها في مارب وتعز والجوف وميدي والطوال وباب المندب.
وبلغ مأزق العدوان ذروته في تعالي أصوات الاستنكار والادانة لجرائم الحرب والجرائم المعادية للإنسانية التي ترتكبها قوات العدوان والاحتلال السعودي والاماراتي من خلال استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ، وممارسة جرائم الابادة الجماعية وتدمير البنى التحتية المدنية ، وفرض الحصار الاقتصادي الجائر بهدف تجويع وتركيع ملايين المواطنين والمقاتلين الذين يواصلون صمودهم الاسطوري في وجه الماكنة العسكرية والاعلامية والخزائن المالية الضخمة لدول العدوان والاحتلال.
لا ريب في ان الموافقة المفاجئة للرئيس المنتهية ولايته وصلاحيته على إجراء هذه المقابلة الصحفية ، تُشير الى إفلاس سياسي وأخلاقي عميق للحكومة العميلة وطابور الخونة والعملاء والمرتزقة الذين باعوا ضمائرهم وسخّروا أنفسهم لخدمة العدوان ومخططاته ، وهو ما يستدعي تحليل مضمون نص المقابلة بأسئلتها وأجوبتها وأفكارها ، وصولا الى تدوير زواياها الحادة بما يساعد على الكشف عن المزيد من بواطن المأزق الراهن للعدوان السعودي ، ومراهناته الخاسرة وأدواته العميلة وعلى رأسها الخائن عبدربه منصور.
الترحيب ببناء قواعد عسكرية سعودية
و تجنيد اليمنيين لحراسة الأمن السعودي
تجاهل عبدربه منصور التاريخ الحضاري لليمن منذ آلاف السنين قبل تأسيس المملكة العربية السعودية التي لا يتعدى عمرها سبعين عاما ، حيث قال ان السعودية واليمن جسد واحد.. زاعماً ان حكومته العميلة تستعد الآن لتكوين جيش من ( العساكر) يصل قوامه إلى 3.7 مليون شخص.
ويمضي عبدربه منصور في إهانة الشعب اليمني قائلا : ” الله منحكم اليمنيين ثروة بشرية ولديهم استعداد ليكونوا عساكر، ولدي الآن ستة ملايين شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و28 سنة جاهزون ، وتم تدريب مليون منهم ، ويمكن الاستفادة منهم كما كانت تفعل بريطانيا في الجنوب.. مشيراً الى انها كانت تتعاقد مع مليون جندي لمدة أربع سنوات، ثم تسرحهم وتتعاقد مع مليون آخر، وأنتم يمكن أن تستفيدوا من هذه التجربة ، وتضعوا هؤلاء الشباب على الحدود السعودية الجنوبية والشرقية لحمايتها ومنع تهريب السلاح والمخدرات”.
لا يمكن تحليل نص الكلام أعلاه والرد عليه بدون التعرف على حجم ونوع القوات العسكرية للاستعمار البريطاني والقوات المحلية التي أنشأها في المحميات الشرقية والغربية ، لمساعدته في حماية الجنوب المحتل من الداخل في حقبة الاستعمار والاحتلال.
قوات المحميات الشرقية
استنادا الى الكتاب السنوي لوزارة المستعمرات في لندن عام 1960م ، كانت قوات المحميات الشرقية تتكون على النحو التالي :
ــ جيش البادية الحضرمي ( قوة تتبع ادارة المعتمد البريطاني في المحميات الشرقية) ويتكون من 924 فردا بينهم 37 ضابطا بريطانيا هنديا واردنيا.
ــ قوة حراسة بان اميركان 469 فردا بينهم 16 ضابطا بريطانيا واردنيا
ــ جيش المكلا النظامي ( قوة تتبع السلطنة القعيطية) ويتكون من 412 فرداً ، بينهم 24 ضابطا من الهند.
ــ بوليس المكلا ( الشرطة القعيطية المسلحة) ويتكون من 1864 فرداً ، معظمهم من يافع.
ــ حرس الجمارك القعيطية ويتكون من 150 فردا معظمهم من يافع.
ــ حرس السجون القعيطية ويتكون من 35 فردا.
ــ الشرطة الكثيرية المسلحة وتتكون من 214 بينهم 9 ضباط بريطانيين.
ــ الحرس الواحدي القبلي ويتكون من 256 فرداً.
ــ الحرس القبلي لمشيخة بير علي ويتكون من 30 فردا.
ــ الشرطة المسلحة لسلطنة المهرة وتتكون من 120 فردا بينهم 12 ضابطاً بريطانياً وأردنياً ، وكانت تتبع جيش البادية الحضرمي في الموازتة المقدمة من وزارة الدفاع البريطانية تحت مسمى ( الجناح المهري).
وقد تم دمج كل هذه القوات في ميزانية واحدة بعد عام 1961م ، وفي عام 1966 أقدمت وزارة المستعمرات البريطانية على زيادة عدد ورواتب جميع قوات الجيش والقوى الأمنية في المحميات الشرقية ، حيث وصل اجمالي عدد هذه القوات 8140 فردا.
قوات المحميات الغربية
استنادا الى الكتاب السنوي لوزارة المستعمرات في لندن عام 1960م ، كانت قوات المحميات الغربية تتكون على النحو التالي :
ــ الحرس الحكومي ويتكون من 150 فردا ( بضمنهم عبدربه منصور هادي ) وكان لهذه القوة 13 مركزا في الولايات والسلطنات المحميّة ، وجميعها كان مرتبطا لا سلكيا بإدارة قلم المخابرات البريطانية في عدن.
ــ القوات القبلية المعروفة باسم ( شبرد ) وتتكون من 1940 فردا.
كانت مهام هذه القوات تتلخص في حراسة الموظفين البريطانيين وضباط الاستخبارات البريطانية في المحميات أو القيام بالعمليات ضد التمردات القبلية بالتعاون مع القوات القبلية.
كما توزعت مهام القوات القبلية على السلطنات والامارات والمشيخات في المحميات الغربية بما لا يزيد عن 90 شخصا ولا يقل عن 50 شخصا لكل واحدة منها. وبحسب الكتاب السنوي لعام 1960م فقد وافق وزير المستعمرات البريطانية خلال 1958 ــ 1959م على توسيع الحرس الحكومي بعدد 600 جندي وذلك بموجب برقيته رقم 1440 بتاريخ 3 سبتمبر 1958م كما وافق في برقية الحكومة رقم 2301 بتاريخ 28 اكتوبر 1958م، على تجنيد 400 جندي فقط في القوات القبلية ( شبرد) باجمالي 1000 جندي وضابط.
ومما له دلالة أن مهام هذه القوات المحلية كان يتركز في قمع الانتفاضات القبلية خلال الخمسينات والتجسس على العناصر الوطنية في المحميات ، فيما تمحورت مهام جيش (الليوي) في الدفاع عن الحدود مع الحكومة المتوكلية في شمال اليمن قبل قيام ثورتي 26 سبتمبر 1962م ، و 14 اكتوبر 1963م .
بعد تأسيس اتحاد إمارات الجنوب عام 1959م تم تحويل اسم الحرس الحكومي الى (الحرس الاتحادي الأول( وبلغ تعداده 2244 فردا، فيما تم تحويل قوات الحرس القبلي للولايات الست الى قوة واحدة باسم الحرس الاتحادي الثاني وتعداده 1659 فردا .
والطريف أن الكتاب السنوي لعام 1963م الذي صدر بعد عامين من اعادة هيكلة هذه القوات في المحميات الغربية والشرقية ، اشار الى ارسال بعض صف الضباط الصغار للتدريب في بريطانيا ( وكان بين هؤلاء كما هو معروف عبدربه منصور) لكنه قال :
1/ (إن بعضهم لم يتلق التعليم الابتدائي الكافي باللغة العربية في المحميات الغربية والشرقية الأمر الذي حال دون استفادتهم من هذه الدورات التأهيلية في المعاهد العسكرية البريطانية ، على الرغم من انهم كانوا يتلقون تدريبا باللغة العربية على أيدي ضباط أردنيين شكوا من أن هؤلاء المتدربين لا يجيدون التحدث باللغة العربية الصحيحة) !!
2/ ( ان فقدان التعليم الابتدائي في صفوف غالبية هذه القوات المحلية خطير جدا ويقف حائلا دون تطويرها في المستقبل ، وخاصة في المجالات الفنية والادارية والمناصب القيادية ).
ويكفي ان نستمع الى عبدربه منصور هادي وهو يتحدث بلغة عربية ركيكة بعد ان تجاوز السبعين من عمره وبعد ان عاش تجارب طويلة ، ثم نتخيل كيف كانت لغته العربية عندما كان يتدرب في بريطانيا على أيدي ضباط اردنيين وهو في الثامنة عشرة من عمره وبدون أدنى مستوى من التعليم الابتدائي وتجارب الحياة العامة!!
في تاريخ 23 فبراير 1966م اعلنت بريطانيا سياستها الجديدة شرق السويس ، وأوضحت انها قررت اغلاق قاعدتها العسكرية في عدن ومنح الجنوب العربي استقلاله في يناير 1968م، وبعد ذلك وصل اللورد بيزويك الى عدن ليحيط عملاءه من المستوزرين والسلاطين بما يلي :
1/ رفع رواتب ضباط الجيش والحرس الاتحادي.
2/ توسيع عدد قوات الجيش والحرس وتحسين مستوى التسليح لمواجهة المنشقين والارهابيين ، وكان يقصد بذلك مناضلي 14 اكتوبر.
وبهذا وصل عدد القوات المحلية عشية الاستقلال الى المستوى الحالي :
ــ الجيش النظامي في المحميات الغربية 5500 جندي وضابط موزعين على خمس كتائب عسكرية وكتيبة تدريب ومخازن للمستودعات وسرية سيارات مصفحة وسرية اشارة واتصالات عسكرية وسرية طبية .
ــ الحرس الاتحادي الأول ويبلغ عدد افراده 2500 موزعين على ثلاث كتائب بواقع 550 فردا في الولايات.
ــ الحرس الاتحادي الثاني ووصل عدد افراده الى 2500 فرد من البوليس المسلح موزعين على عدد من مراكز البوليس في ولايات الاتحاد وعواصمها.
ــ بوليس عدن وكان يتكون من 1060 رجلا موزعين على ادارات الأمن العام والمرور والتحريات الجنائية ، و خفر السواحل بثلاثة قوارب والاطفاء وقسم البوليس السري (أمن سياسي).
ــ بوليس لحج ويبلغ تعداده 110 أفراد موزعين على مجالات المرور والاطفاء والأمن العام.
ولدى فحص تركيب القوات المحلية في المحميات الشرقية والغربية فقد بلغ إجمالي عددها 19156 فردا عشية الاستقلال.
كما كان عدد القوات البريطانية بعد نقل مقرها من الهند الى عدن عام 1948م غداة استقلال الهند 60 الف جندي وضابط بريطاني .. وبعد وصول 40 الف جندي وضابط من القوات المصرية الى الشمال غداة قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م ، زادت وزارة الدفاع البريطانية عدد قواتها في عدن الى 80 الف جندي وضابط.. ولم تكن بحاجة الى قوات مليونية بحسب تخاريف عبدربه منصور في حديثه لصحيفة عكاظ.
ولدى بحثنا في الوثائق العسكرية لوزارتي الدفاع والمستعمرات البريطانية لم نقف على مستند واحد يؤكد مزاعم عبدربه منصور بأن ثمة وحدات عسكرية أو أمنية محلية وصل عددها الى مليون مجند كل اربع سنوات ، كما لم نجد مستندا واحدا يوضح حجم الموازنات المعتمدة لهذه الوحدات المهولة التي لم تكن المهام الدفاعية والأمنية المحلية تتطلب وجودها ، ناهيك عن أن عدد السكان القليل في عموم المحافظات والذي لا يتجاوز مليوناً واربعمائة الف نسمة من الرجال والنساء والأطفال والشيوح والمستوطنين الأجانب ، لم يكن قادرا على توفير مليون جندي كل أربع سنوات ، علما بأن عدد سكان الجنوب كان لا يزيد عن مليون وخمسمائة الف نسمة عشية الاستقلال ، فيما بلغ عدد سكان الجنوب بعد استقلاله بثلاثة أعوام ( 1550000) نسمة في أول إحصاء لتعداد السكان عام 1970م بتمويل من الأمم المتحدة وهيئة الجنوب والخليج التابعة لوزارة الخارجية الكويتية آنذاك.
يتضح مما تقدم أن عبدربه منصور كان يكذب عندما زعم أن الاستعمار البريطاني قام بتجنيد مليون جندي يتم تسريحهم وتجديدهم كل أربع سنوات ، لكن هذا العميل المبتذل كان يكشف استعداده للتضحية بكرامة اليمنيين وبسيادة واستقلال اليمن عندما رحّب بانشاء قواعد عسكرية سعودية وخليجية في اليمن ، مشيرا الى ان حكومته تستعد حاليا لبناء جيش يصل قوامه الى 3.7 مليون شخص ، أي أكبر من جيوش مصر والسعودية ودول الخليج ، في الوقت الذي لا تستطيع حكومته العميلة دفع رواتب الموظفين وصرف الموازنات التشغيلية للمؤسسات في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها القوات السعودية والاماراتية !!؟؟
لا حظوا ان الرجل يمارس في هذه المقابلة الصحفية (فهلوة) غير مسبوقة في التاريخ السياسي والعسكري الحديث لليمن ، حين يقول ان حكومته تخطط لبناء جيش يصل قوامه الى ثلاثة ملايين وسبعمائة الف جندي ، ولكنه نسي ما قاله أو تناقض بعد ذلك بقوله ان لديه الآن ستة ملايين شاب جاهزون وقد تم تدريب مليون منهم ، ويمكن أن تتعاقد معهم السعودية لحماية حدودها ، مثلما كانت بريطانيا تتعاقد مع مليون جندي كل أربع سنوات لحماية مصالحها الاستعمارية!!؟؟
يقينا ان عبدربه منصور لا يكذب فقط بامتياز ، بل ينسى ما قاله في سياق تلك المقابلة الصحفية بأن ما يسمى الجيش الوطني التابع لحكومته العميلة ، أنجز خلال الأشهر الثلاثة الماضية تدريب(8000) شاب مقاتل فقط من محافظتي تعز ولحج !!؟؟
ما من شك في ان الهدف من هذه الأرقام المتناقضة هو الحصول على المزيد من الأموال الحرام لإشباع شهية الجيوب المفتوحة ، وتبرير صرف الملايين من الريالات السعودية التي قبضها عبدربه منصور وأبناؤه ووزراؤه وقادته العسكريون والسياسيون الفاسدون ، مقابل إسقاط كافة المحافظات بما فيها العاصمة صنعاء خلال الأسابيع الأولى من العدوان قبل حوالي عام من إجراء تلك المقابلة الصحفية مع صحيفة عكاظ بتاريخ 2 مارس 2016م.. حيث سبق لرئيس اركان جيش الحكومة العميلة — آنذاك — الاعلان عبر القنوات الفضائية بأن الحكومة العميلة انتهت من تجنيد مائة ألف جندي لتحرير مارب وصنعاء وتعز بحسب زعمه ، وهو ما لم يتحقق على الأرض بسبب الأموال التي صرفتها السعودية لتشكيل جيش من المرتزقة المغرر بهم ، والقذف بهم الى مهالك الموت والجراح بدون قضية عادلة ، وبلا رواتب أو علاج.

قد يعجبك ايضا