
تقف اليمن حاليا أمام لحظة فارقة في تاريخها وتؤسس لمرحلة جديدة تقطع فيها مع الماضي المؤلم وتضع لبنات المستقبل الأفضل الذي سيحدد ملامحه مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمجسد لثورة التغيير الشبابية.
هذا الحوار الذي جاء وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ينتظره الشعب اليمني بشغف كبير ليؤسس للدولة الجديدة ويمضي بالتغيير إلى الأمام تحقيقا لتطلعاته في الحرية والعدالة والمساواة .. هذه المبادئ العظيمة التي ناضل من أجلها الشعب على مدى نصف قرن وأشعل ثورتي سبتمبر وأكتوبر وسطر ملاحم كثيرة في سبيل تحقيق هذا الحلم الذي بات اليوم أقرب من أي وقت مضى.. يعد تنفيذ المبادرة الخليجية التي ارتضتها القوى السياسية قبل عامين تحت ضغط ثورة الشباب الشعبية السلمية بحسب المختصين بكامل بنودها أمراٍ ضرورياٍ ومهماٍ في وصول البلاد إلى بر الأمان.
مخرجات تناسب التطلعات
ü يقول عبدالله الناخبي – الأمين العام للحراك الجنوبي: لاشك أن أهمية استكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية دون انتقاص أمر ضروري ومهم بالوصول بالبلاد إلى بر الأمان ونحن في ظل الالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية أوشكنا في مؤتمر الحوار الوطني على استكمال مناقشة القضايا والرفع بتقاريرها إلى الجلسة الثالثة الهامة والتي سيتم فيها المصادقة على القرارات من قبل جميع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ونتمنى أن تكون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تناسب تطلعات أبناء الشعب جميعا وأن تكون بمثابة رسم الخريطة السياسية المتضمنة حل مشاكل الوطن شماله وجنوبه ومعالجة الاختلالات الموجودة في أجهزة ومؤسسات الدولة والتي عمل النظام السابق على حدوثها منذ أكثر من 33 عاما .. وعكس رؤى شكل الدولة المطروحة أمام المؤتمر كواقع والتي منها مثلا تغيير شكل الدولة من الاندماجي الكامل إلى دولة اتحادية لا مركزية من إقليمين يتضمن الأول 13 محافظة وعاصمته صنعاء والثاني يضم 6 محافظات وعاصمته عدن كون هذا التقسيم يضمن البعد الاستراتيجي للحفاظ على الوحدة اليمنية ونحن نمد أيدينا لكل الخيرين الذين يهمهم بناء الدولة اليمنية الحديثة واستقرارها ولا يسعنا في الأخير إلا أن نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات لشعبنا اليمني بمناسبة احتفاله بأعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
وضعت حداٍ للمخاوف
ü عبدالله علي صبري – عضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق الحكم الرشيد يقول: تكمن أهمية المبادرة الخليجية في أنها وضعت حدا لمخاوف انحراف الثورة الشبابية الشعبية عن سلميتها وقدمت تسوية سياسية فتحت أفقا للتغيير والإصلاح الشامل ومن ضمن هذه الآفاق مؤتمر الحوار الوطني الذي نحن بصدد إعلان المخرجات النهائية لنتائج أعماله والتي ستكون بمثابة المرجعية لصياغة الدستور والقوانين وإدارة الفترة الانتقالية القادمة وفي ذلك استمرار لخط الثورة والتغيير مما ينبغي استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية حتى لا نعود إلى نقطة الصفر.
ويضيف صبري: استكمل فريق الحكم الرشيد أعماله وقد ناقش الفريق موضوعات مهمة تتعلق بمكافحة الفساد وإدارة السياسة الخارجية لليمن وأداء الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وأسس سيادة القانون وتكافؤ الفرص وإصلاح الإدارة العامة والتوازن بين السلطات وكان الفريق فاعلا من خلال البيانات التي أصدرها بشأن قضية الصيادين المحتجزين لدى أريتريا والتي حولت بفضل الفريق إلى قضية رأي عام ومن ثم تبنيها من قبل الحكومة للإفراج عنهم.
المنقذ للبلاد من دوامة الفوضى
ü ويؤكد محمد علي ياسر – عضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق الحقوق والحريات على أهمية استكال تنفيذ المبادرة الخليجية كونها بمثابة المنقذ للبلاد من دوامة الفوضى والاقتتال وإتاحة الفرصة أمام القوى السياسية لتحكيم العقل والمنطق على الفتنة والدخول في المجهول كما أن على مؤتمر الحوار الوطني أن يستكمل أعماله من خلال استيعابه لمختلف الرؤى التي طرحت والتي تضمنتها التقارير المرفوعة إلى الجلسة العامة القادمة وخصوصا في ما يتعلق بالرؤى المطروحة حول الحقوق والحريات.
ضمانات لتنفيذ المخرجات
ويتمنى أحمد الزوقري – عضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق الحقوق والحريات إيجاد ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني كجزء أساسي على طريق استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية لما في ذلك من أهمية في عدم تنصل القوى السياسية من التزاماتها ونأمل من المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه تجاه المرحلة الانتقالية.
ü ويؤكد الدكتور معين عبدالملك – عضو مؤتمر الحوار الوطني ورئيس فريق استقلالية الهيئات على أن المبادرة الخليجية آلية لانتقال السلطة في اليمن سلمياٍ وأهمية استكمال مراحلها المتمثلة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وما بعدها في إخراج البلد من الجمود السياسي والاقتصادي والشلل الموجود في أجهزة الدولة على المستوى المركزي كما أن فريق استقلالية الهيئات أنهى الكثير من التفاصيل المتعلقة بالموجهات الدستورية والمحددات القانونية للهيئات الوطنية المستقلة التي ستكون ضامنا للديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية والنزاهة في أجهزة الدولة القادمة إن شاء الله تعالى.
ü ويشدد عبدالملك السويدي – عضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق استقلالية الهيئات على ضرورة استكمال المبادرة الخليجية نصا وروحا بما في ذلك الوقت المزمن لتنفيذها حتى لا يترك مجالا لأي فئة أو مكون سياسي في الاجتهاد في تنفيذ المبادرة الخليجية وإجراءاتها المزمنة.
أساس وروح المبادرة
ü ويقول الشيخ مصطفى خالف – عضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق العدالة الانتقالية: مؤتمر الحوار الوطني أساس وروح المبادرة الخليجية فإذا استكملنا القرارات ووجدت المخرجات طريقها إلى التنفيذ نكون بذلك قد قطعنا 90% من تنفيذ المبادرة الخليجية على طريق تحقيق تطلعات الشعب في التغيير وبناء الدولة الحديثة.