قمة مكة والغباء السعودي المركَّب
عبدالفتاح علي البنوس
اجتمع بعران العربان في مكة المكرمة في قمتهم التى دعا إليها الزهايمري سلمان ونجله المهفوف للتغطية على الجرائم والمذابح التي يرتكبونها في حق اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا ، يريدون الحصول على تجديد للضوء الأخضر العربي للإغراق في الدم اليمني بذريعة الدفاع عن أمن السعودية ، القمة المسخرة التي حضرها عبيد أمريكا والريال السعودي خرجت بقرارات مشبَّعة بالسخف والوقاحة حيث تحول الجلاد إلى ضحية ، والضحية إلى جلاد ، انتقدوا وهاجموا قيام سلاح الجو المسيَّر باستهداف المنشآت النفطية السعودية ، والتي يتهمون إيران بتزويدنا إياها ، من باب التقليل من قدرات وإمكانيات وحدة التصنيع الحربي التابعة للجيش واللجان الشعبية ، وليس نكاية ووشاية بإيران ، فإيران وتمددها وخطرها وتدخلها في المنطقة عبارة عن اسطوانة مشروخة تعودنا على سماعها لتبرير التدخلات الأمريكية ، وللضغط على دول البترودولار من أجل تسليم الجزية للبيت الأبيض عن يد وهم صاغرون، وهذا ما تم ويتم بوتيرة عالية.
والمضحك في قمة العهر والدياثة العربية أن العصابة السعودية اليهودية الحاكمة عرضت لرؤساء الوفود المشاركة في القمة بعض حطام الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية اليمنية التي دكت العمق السعودي في محاولة منها لادعاء المظلومية وإظهار الخطر الذي يتهددهم من (الحوثيين الإيرانيين) حسب وصفهم.. بعد أربع سنوات من الإنكار والكذب والتضليل ، عادوا ليعترفوا بالوجع والفشل والهزيمة وعلى الملأ ، عادوا ليعلنوا للعالم بأسره أن اليمني المعتدى عليه والمحاصر منذ أكثر من أربعة أعوام استطاع تطوير وتحديث وتصنيع الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة التي تضرب وبقوة داخل العمق السعودي، وفوق ذلك يتحول العدو السعودي إلى داعم ومساند للإعلام الحربي يسلط الضوء على إنجازات أبطال الجيش واللجان في مجال التصنيع الحربي ، أرادوا أن يكسبوا تعاطف ملوك وقادة وأمراء العهر والدياثة والعمالة والارتزاق العرب ، ولكن ما حصل كان مغايرا لذلك تماما ، فقد شاهدت حالة من الدهشة والرعب في وجوههم وهم يشاهدون اليمني حافي القدمين يرعب السعودية وترسانة الأسلحة الهائلة التي تمتلكها والقدرات العسكرية الأمريكية التي منحتهم إياها وتجلب قادة العربان وقادة الدول الإسلامية بهدف اطلاعهم على ما لحق بهم من أذى ، رغم أن ما حصل في سياق معركة النفس الطويل هو رد على جرائمهم ومذابحهم في حق أبناء شعبنا ، عبارة عن قطرة من مطرة وأنهم حتى اللحظة لم يشاهدوا (من الجمل إلا أذنه) وأن ما ينتظرهم في قادم الأيام أكثر قوة وتنكيلا إن هم استمروا في غيهم وإجرامهم وعدوانهم.
بالمختصر المفيد: قمة مكة العبرية المسماة كذبا وتدليسا وزورا وبهتانا بالعربية أظهرت للعالم حجم الرعب والقلق والذعر الذي عليه آل سعود والذي أحدثته عملية التاسع من رمضان المسددة ، والتي كانت رسالة تهديد قوية لهذه الشجرة الخبيثة بأن القدرات اليمنية في تطور مضطرد وأن عدوانهم الهمجي على بلادنا كان دافعا نحو تطوير وتحديث المنظومة الدفاعية والهجومية اليمنية ، وإحداث تغيير في معادلة الصراع ، بعد أن ظللنا نتلقى الضربات ونستقبل صواريخ الطائرات السعودية والإماراتية ليلا ونهارا ، وإذا كانت قمة مكة العبرية قد حققت نتائج إيجابية فهي تقتصر على الترويج للصناعات الحربية اليمنية وإطلاع العالم على نتاج العقول اليمنية في هذا الجانب الهام ، والذي يبشر بمستقبل واعد للتصنيع الحربي اليمني ، بعد أن كنا نعتمد كليا على الاستيراد المطلق لكافة الأسلحة والذخائر والمعدات والآليات الحربية ، فلم تعد تنطلي على بعران العرب مسرحية الدعم الإيراني ، فالكل يعرف أن إيران لا وجود لها في اليمن إلا في مخيلة آل سعود وآل نهيان وأذنابهم ، وأنها مجرد فزاعة وشماعة تستخدمها أمريكا من أجل شفط البقرة السعودية الحلوب وإنفاذ مخططاتها في المنطقة وهذا هو بيت القصيد.
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً ، ونصراً مرتقباً بإذن الله وتوفيقه وتأييده.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.