في يوم القدس العالمي سيدوس المسلمون بأقدامهم على “صفقة القرن”

 

للأسف وقع البعض منا، تحت تأثير الاعلام الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، عندما شن هذا الإعلام والجهات التي تقف وراءه ،حربا في غاية الخبث على المبادرة التي اطلقها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ،بإعلان أخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوما عالميا للقدس، عندما اعتبروها اجراء ايراني لتحقيق اهداف ايرانية على حساب القضية الفلسطينية.
ومن اكثر وجوه هذه الهجمة الامريكية الاسرائيلية العربية الرجعية، خسة، كان التعتيم على هذا اليوم الذي استمر منذ اليوم الأول لإعلانه وحتى اليوم، بل ان محاولات بعض الانظمة العربية ازدادت حدة وشراسة، ليس فقط للتغطية على هذا اليوم فحسب، بل لحذفه من ذاكرة ووجدان الانسان العربي والمسلم، فقد كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية يوم الخميس الماضي، عن ممارسة السعودية ضغوطات على بعض الدول والحكومات الإسلامية لمنع اية مظاهر للاحتفال بيوم القدس العالمي ،في مقابل تعهد بزيادة عدد حجاج تلك الدول.
واوضحت الصحيفة في تقرير لها، إن السعودية بدأت حراكاً دبلوماسياً منذ أيام، في مختلف الدول الإسلامية، يهدف إلى قطع الطريق على أي حركة احتجاجية واسعة في الشارعين العربي والإسلامي قد تخرج كرد فعل على إعلان الإدارة الأميركية المرتقب لبنود “خطّة السلام”، أو ما يعرف بـ”صفقة القرن”، التي من المقرر ان يتم الاعلان عنها بعد شهر رمضان المبارك.
تطورات القضية الفلسطينية وما وصلت اليه أوضاع الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك هرولة الانظمة العربية الرجعية للتطبيع مع “اسرائيل”، وتجنيد هذه الانظمة لكل ما تملك من إمكانيات من اجل تصفية القضية الفلسطينية، وكذلك الفتن التي تعصف بالبلدان والشعوب العربية، عبر نشر الفكر التكفيري المتطرف، وخلق أعداء وهميين لهذه الشعوب، ومحاولات مستميتة لتسويق “اسرائيل” على أنها “كيان” ليس فقط يمكن التعايش معه، بل الدخول معه في تحالف استراتيجي، كل هذه الامور اكدت النظرة الثاقبة للأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، عندما اعلن يوم القدس العالمي، ليكون هذا اليوم تذكيرا للعرب والمسلمين، بالقدس والقضية الفلسطينية، أمام كل محاولات الثلاثي المشؤوم لطمس هذه القضية وحذفها من وجدان وعقل الانسان العربي والمسلم، كما يحدث اليوم على قدم وساق.
للأسف الاعلام الانبطاحي والاستسلامي والمسموم، الذي يمول خليجيا، تمكن من إعطاب بوصلة بعض العرب والمسلمين، الذين مروا مرور الكرام من امام الاجراءات الاحادية الجانب والظالمة للإدارة الامريكية المتصهينة، والمتمثلة بنقل السفارة الامريكية الى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الاسرائيلي، والاعتراف بالجولان للإسرائيليين، وكأن شيئا لم يحدث.
الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم، وحتى الظروف التي تمر بها الامتان العربية والاسلامية، وهي ظروف مفصلية، تتطلب من العرب والمسلمين، ايلاء يوم القدس العالمي الاهتمام المطلوب من اجل تصويب البوصلة نحو فلسطين ومواجهة مشاريع الاحتلال ،عوضا عن التحرك وفقا للبوصلة الامريكية الاسرائيلية العربية الرجعية، التي تحاول اخراج العرب وقضيتهم من التاريخ.
لم تمر القضية الفلسطينية ،وخلال تاريخها الطويل، بظروف اخطر من الظروف التي تمر بها حاليا، حيث اتفقت كل قوى الشر في العالم، على دفن القضية الفلسطينية والى الأبد، وليس هناك من آلية يمكن من خلالها استعادة القضية الفلسطينية الى صدارة أولويات الامة مجددا، بعدما تراجعت لدى اهتمامات العرب و المسلمين ولاسيما في السنوات الأخيرة، سوى المشاركة في المسيرات المليونية ليوم القدس العالمي، بهدف تعزيز الوحدة العربية الإسلامية وتبني مشروع المقاومة للتصدي للمخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
ان يوم القدس العالمي يشكل فرصة أمام الأمة الاسلامية، للإعلان عن دعمها للشعب الفلسطيني، ونصرة مقاومته، وإشعاره انه ليس وحيدا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، فالكيان الإسرائيلي لا يشكل خطرا على الشعب الفلسطيني فقط، بل انه يشكل خطرًا استراتيجيا وأمنيا على شعوب المنطقة برمتها.
على الشعوب الاسلامية والعربية، ومن خلال مشاركتها في مسيرات يوم القدس العالمي، ان تفوت الفرصة على “إسرائيل” التي لم تنفك لحظة في تغيير ملامح القدس، والعمل على تهويدها، لإنشاء الهيكل المزعوم، مستغلة الظرف الإقليمي وتردي الحالة العربية والإسلامية.
إن على الشعوب العربية والاسلامية، ان تصوب البوصلة نحو فلسطين، التي تشكل القضية المركزية للأمة، وترفض اختلاق أعداء وهميين ،بهدف بث الفرقة بين العرب والمسلمين، ولا يحتاج المرء لمزيد من الذكاء، ليفهم ان كل ما يجري في المنطقة من استهدافات لإيران، وضغوطات وتهديدات بالعدوان عليها، مرتبط بـ’”صفقة القرن ”، التي ستدوس عليها الجماهير في يوم القدس العالمي بأقدامها.

قد يعجبك ايضا