
مع قرب انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي نأمل ويأمل الجميع أن تخرج لجانه بمخرجات وبحلول ورؤية واضحة تنتشل اليمن من مغبة الانهيار وتهيئ أجواء صحية خالية من المناكفات.. ونحن مقدمون على الانتهاء من مرحلة حوار وطني استمر ستة أشهر يطمح المواطنون أن تعمل وسائل الإعلام على تغطية وإبراز مخرجات لجانه المختلفة بحيادية وأن تغلب مصلحة الوطن على أي مصالح أخرى خصوصا في ظل تأثير الإعلام المتعاظم “دنيا الإعلام” قامت بإجراء استطلاع مع أكاديميين ومتخصصين وصحفيين نتابع آراءهم في سياق السطور التالية:
محمد الخامري- رئيس تحرير صحيفة إيلاف: إن التغطية الإعلامية التي رافقت مؤتمر الحوار الوطني بشكل عام منذ انطلاقته منتصف مارس الماضي كانت كبيرة وجيدة مقارنة بغيره من المؤتمرات والمناسبات الوطنية الكثيرة وهذا يعود إلى الآمال التي كان يعلقها الجميع على هذا المؤتمر في إخراج اليمن من عنق الزجاجة وكانوا يرون فيه الخلاص من المراوحة التي يعيشها اليمن واليمنيين أما تحديد سؤالك في نتائج لجان المؤتمر فأصدقك القول أن تغطيتها والاحتفاء بها وإبرازها لم يكن بالحجم المطلوب وهذا يعود إلى عدة أمور أهمها الإحباط الذي تملك الجميع من عدم جدية المشاركين في المؤتمر والعمل كفريق واحد على توحيد الرؤى والخروج بنتائج إيجابية تمثل اليمن وطموحاته المستقبلية لاسيما وأن هناك العديد من القيادات السياسية المشاركة فيه أتوا إلى “موفنبيك” مشددين إلى أفكارهم الخاصة ومشاريعهم الصغيرة التي تبعثر ولا تلملم وتجزئ ولا تجمع وبالتالي خفتت لدى الإعلاميين الاحتفاء بالنتائج المعلنة لأنها لم تكن على قدر الطموحات والآمال التي وضعوها ومعهم الشعب اليمني قاطبة على هذا المؤتمر.
”إثراء للمخرجات”
ومن جهة أخرى قال عبدالوهاب الشرفي- صحفيك: يمكن القول أن مواكبة وسائل الإعلام وتغطيتها لنتائج لجان مؤتمر الحوار الوطني هي حاليا في مستواها المتوسط خصوصا مع تركيز بعض الوسائل الإعلامية على جوانب التجاذبات التي كانت تتم أثناء أداء اللجان لأعمالها ولاشك أن المؤتمر الآن بصدد استكمال النتائج في النقاط التي ظلت منظورة حتى الفترة الأخيرة للمؤتمر التي نمر بها حاليا ومن ثم الخروج بكافة النتائج بصورتها الرسمية وهذا الأمر يتطلب زيادة في حث وسائل الإعلام المختلفة لمواكبة ذلك بما يتناسب مع أهمية هذا المؤتمر ومخرجاته وأثرهما على مستقبل البلد بمختلف نواحيه.
ويرى الشرفي أنه لا يكفي الآن نقل الخبر أو نشر النتائج على الجمهور وإنما رفع مستوى فهمهم لما تعنيه وتمثله بالضبط بتفعيل التواصل مع المعنيين والمختصين لإثراء هذه المخرجات بالنقاش ورفع مستوى إدراك المجتمع بأهميتها والجميع الآن مدعو للإسهام في ذلك خدمة للوطن الذي يهمنا مستقبله جميعا.
”طرح أهم القضايا”
محمد اللوزي – مدير عام قناة الإيمان الفضائية – قال: بالنسبة للإعلام الرسمي فقد قام بواجبه في هذا المضمار ولم يتقاعس عن تقديم الصورة الحقيقية للحوار الوطني وطرح أهم القضايا على بساط البحث بشفافية وفي المقدمة القضية الجنوبية وصعدة كما عبر عن التنوع في المواقف والحوار ولم يغلق الباب على الرأي والرأي الآخر وكان الجميع يقدم رؤاه دونما تفاضل وبهذا العمل استطاع الإعلام أن يواكب ما أسفر عنه الحوار من نتائج عبر لجان عدة مشكلة لهذا الغرض وخلق نسبة لابأس بها من الوعي لدى الجماهير.
ويرى اللوزي أن البرامج كانت متشابهة لكن المحصلة أن الجهد كان مثمرا بالنظر إلى الإعلام الحزبي والأهلي والذي خلق مناخات تحيز وتعصب وسيادة الرأي الآخر وحجب آراء كان ينبغي الإصغاء إليها لكنه الانحياز إلى اللون الواحد والبحث لدى البعض عن المختلف وليس المؤتلف وخلق تناقضات ربما ليست موجودة لكنه هذا الإعلام الذي يربك في كثير الحقيقة ويقدم الرغبة على الضرورة.
”ملء الفراغات”
أما عصام الخالد – صحفي- فيقول: للأسف لم تكن عند المستوى المطلوب ومعظم القنوات التي واكبت مؤتمر الحوار كانت فقط تركز على مواضيع اهتمامها خاصة تلك التي تنتمي لجهات معينة أو اتجاهات مسيسة أما بالنسبة للصحف فكانت متواضعة وتبحث عن ملء فراغات الصفحة وأما المواقع الالكترونية فقد اهتمت بالوقفات الاحتجاجية أو نزاعات بعض الأعضاء وكأن هذا هو الغرض الاصطياد للخلافات فقط.
”شريك أساس”
د. حسين جغمان- أستاذ مساعد الاقتصاد الإعلامي – جامعة صنعاء: إن لوسائل الإعلام أهمية بالغة جدا ومؤثرة في مواكبة مخرجات الحوار باعتبارها شريكاٍ أساسياٍ في صنع المستقبل المنشود الذي يحلم به كل مواطني الجمهورية اليمنية وباعتبارها أيضا شريكاٍ أساسياٍ في عملية التنمية الوطنية الشاملة فبدون وسائل الإعلام لا يمكن أن تنجح أي برامج وخطط تنموية وكذلك الحال بالنسبة لمخرجات الحوار الوطني مالم تكن وسائل الإعلام شريكاٍ أساسياٍ فيه وذلك من خلال أنها متواجدة ومتفاعلة مع الحوار منذ انطلاقته الأولى عن طريق ممثليها المتخصصين والمشاركين كأعضاء فاعلين في جميع لجان الحوار والذين يتمتعون بالخبرات والكفاءة والتجارب الإعلامية العملية الفنية والإدارية الطويلة وهؤلاء هم الأساس الذين يعول عليهم تصميم استراتيجية حقيقية ناجحة لوسائل الإعلام كونهم مشاركين ومطلعين وعارفين بكل ما دار من نقاشات وحوارات وتفاصيل مختلفة في جميع جلسات لجان الحوار التسع لأن عملية المواكبة لمخرجات الحوار الوطني بحد ذاتها لا تتوقف على تلك الطواقم الإعلامية والمراسلين الإعلاميين الذين يقومون بعملية التغطية الإعلامية لمجريات الحوار اليومية فقط فالأمر يتطلب وجود عناصر إعلامية مشاركة في لجان الحوار منذ البداية كما أشرنا آنفا الأمر الذي سيجعل لديها القدرة الكافية على رسم ووضع وتصميم الخطط الاستراتيجية لوسائل الإعلام المطلوبة والكفيلة بإنجاح ومواكبة مخرجات الحوار الوطني وذلك بالاعتماد على الكم الهائل من المعلومات والبيانات والتقارير التي حصلوا عليها مباشرة من قاعات جلسات الحوار ولجانة المختلفة ولذا بدون اعتماد مثل هذه الآلية لن تكون لدينا استراتيجية إعلامية مواكبة بشكل فاعل وقوي بل على العكس ستكون ضعيفة لا تقوى على المواكبة والتعبئة وحشد الدعم الشعبي والجماهيري حول مخرجات الحوار الوطني.
”إشكالية”
د. صباح الخيشني_ أستاذ مساعد بقسم الصحافة: لا بد من التوضيح أن التغطية الإعلامية الحالية لا تدعم المبادرة الخليجية عوضا عن مؤتمر الحوار أما الحديث عن استراتيجية إعلامية فموضوع ذو شجون الاستراتيجية الوحيدة المعروفة في إعلامنا المحلي هي الفعل ورد الفعل أي تفاعل تصاعدي في الصراع اللفظي المكتوب والمرئي المصور وهذه إشكالية أن لا يعي الإعلام أن دوره الأساسي هو الحفاظ على كيان المجتمع سياسيا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا وتمكينه من معرفة ما يدور حوله بموضوعية وعدم التأثير عليه سلبا.. لذلك على الإعلام أن يخرج من بوتقته الحالية ليتفاعل مع مخرجات الحوار بتوعية الناس وطرح الحقائق أمام الرأي العام دون تشويه ليقول المجتمع رأيه عن بينة وعلم فلا أعتقد أن كل مخرجات الحوار ستحظى بموافقة الرأي العام وتأييده في حال وجد النقل الصادق والتحليل والتفسير الموضوعي.
”مسؤولية أكبر”
أحمد الصباحي- صحفي- لا يختلف اثنان على أهمية وسائل الإعلام في العصر الحالي نظرا لحجم تطورها وتواجدها في محيط الإنسان في كل مكان. فالإعلام اليوم أصبح متصلاٍ اتصالاٍ شخصياٍ بالإنسان ولذلك من الجيد معرفة أن وسائل الإعلام قد تكون هي الوسيلة الأولى في النشر والتعريف بمخرجات الحوار الوطني والترويج لمخرجاته بشكل إيجابي والتعاطي معها كنتائج وطنية يجب الوقوف معها بجدية. ومن الضروري أن يلتزم قادة العمل الإعلامي والصحفي بالصدق للعب دور إيجابي فاعل في إنجاح المؤتمر أولا وفي مواكبة مخرجاته بشكل إيجابي وعلى الجميع أن يلتزم بالمسؤولية الوطنية التي تقع على الجميع لإنجاح هذا الحدث الهام في تأريخ اليمن. وفي الوقت الذي كان لوسائل الإعلام دور هام في تهيئة ومواكبة الأجواء للحوار الوطني بما فيها دعم التحول الديمقراطي السلمي في اليمن.
وأضاف الصباحي : إن المسؤولية الأكبر التي تقع على وسائل الإعلام اليوم هي أن تحرص كل الحرص على المواكبة الشاملة الفاعلة والإيجابية لكل نتائج الحوار الوطني التي من الممكن أن تتفق عليها كل الأطراف والمكونات السياسية المشاركة في الحوار الوطني. وبالقدر الذي تقع مسؤولية إنجاح الحوار الوطني على جميع مكونات الشعب بما فيها قوى التغيير وشباب الثورة والأحزاب السياسية فإن مسؤولية قادة العمل الإعلامي والصحفيين والحقوقيين أكبر نظرا لامتلاكهم الوسائل التي يستطيعون من خلالها صناعة التغيير الحقيقي والتطوير والتحديث من أجل الوصول إلى دولة ديمقراطية لا مركزية حديثة يحكمها العدل والمواطنة المتساوية والحقوق والحريات والشراكة الفاعلة في السلطة والثروة. وطالب الصباحي وسائل الإعلام وكل العاملين في وسائل الإعلام المختلفة أن يجعلوا مصلحة الوطن أولا خصوصا في هذه المرحلة المهمة من أجل إنجاح العملية الانتقالية وتحقيق نتائج الحوار الوطني بشكل فعال. ولا يمكن أن يحقق الحوار الوطني نتائجه المرجوة من دون وجود وسائل الإعلام التي تنشر وتحلل وتوضح وتدعم قرارات المؤتمر وتعرضها للجمهور لكي يصبح الشعب اليمني بكل مكوناته حاضنا ومدافعا وحاميا لكل النتائج التي توصلت إليها فرق الحوار الوطني. وقال إن الإعلام والحوار وجهان لعملة واحدة فلا يمكن أن تستغني إحداهما عن الأخرى. وبدون تفاعل إيجابي من قبل وسائل الإعلام لن نستطيع أن نحكم على نجاح الحوار الوطني. وعلى أرباب الكلمة أن يضبطوا إيقاع الأداء الإعلامي خلال هذه الفترة من أجل مصلحة اليمن الكبرى وعليهم كذلك الابتعاد عن التعصب الحزبي والولاءات الضيقة الشخصية التي لا ترقى بحجم الوطن وحجم المسؤولية الكبيرة التي ألقت على كاهل كل صحفي وإعلامي.
”محطة ثقة”
أحمد أبوزينة- مراسل – يرى أن وسائل الإعلام بحذافيرها هي بمثابة المرآة التي تعكس واقع مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته للمتابع وأن مرجعية الجمهور والمتابع المتأمل للمؤتمر ومخرجاته تكمن في ما ينشر ويذاع من الإعلام ووسائله المختلفة وفي ظل الكم الهائل من وسائل الاعلام المختلفة شكليا سواء كانت ورقية أو الكترونية أو تلفزيونية وحتى المسموعة عبر الأثير يبقى المضمون المتمثل في الاستراتيجية أهم ما يمكن أن تسعى إليه السياسة التحريرية لوسائل الإعلام للمحافظة على الخطة المنتهجة . وتعتبر أهمية الاستراتجية لأي وسيله إعلامية في مواكبة مخرجات مؤتمر الحوار هي التي تزيد من نفوذ وإقبال الجماهير على متابعتها وتخلق مصداقية وتكون محطة ثقة القارئ والمشاهد على الدوام وهي ذاتها التي تخلق التوازن في النشر والسلاسة في الطرح لمنظومة العمل في الوسيلة كما أن الإستراتيجية التي يجب على وسائل الإعلام أن تنتهجها لن تكون عائداٍ مريحاٍ لمنتسبي الوسيلة فقط بل سينال المتابع قطاٍ كافياٍ من الراحة في المتابعة والاقتناع بما أنجز وما سوف يتم إنجازه.
”تفاؤل كبير”
عبدالسلام المسوري-إعلامي وناشط سياسي – قال : تكمن أهمية استراتيجية وسائل الإعلام في طمأنة المجتمع اليمني تجاه الوضع السياسي وبأنه يسير نحو مرحلة الانفراج والاستقرار. ووجود استراتيجية موحدة لوسائل الإعلام تجاه مخرجات مؤتمر الحوار تكمن في وضوح الرؤية الشعبية لتلك المخرجات بما لا يقبل التأويل أو التدليس وقطع الطريق لأي أطراف تحاول افتعال معارك جانبية لعرقلة مخرجات المؤتمر حتى تعمل وسائل الإعلام بمقتضى شرف المهنة وهو توصيل الحقيقة وليس غيرها والبعد عن التسلط السياسي ومراكز النفوذ على وسائل الإعلام وكذلك لحشد الجهود الشعبية والمجتمعية من أجل الوصول باليمن إلى مرحلة الاستقرار السياسي والبدء في مرحلة البناء وطمأنة المجتمع اليمني الذي يتفاءل وبشكل كبير بأن الوضع السياسي يسير نحو مرحلة مستقرة وآمنة.
”المحرك الأساسي”
سامية المطري – ماجستير إعلام- ترى أن وسائل الإعلام هي المحرك الأساسي لتشكيل ومواكبة مخرجات الحوار التي يأملها الشعب وما رأيناه خلال الأيام السابقة لمؤتمر الحوار لم تكن إلا أصواتاٍ مرتفعة وبلغة التحدي يتفاهم المتحاورون بها وكنا نتوقع أن يتم استمرار بث جميع جلسات الحوار على الفضائية الرسمية حتى يتم متابعة كل مخرجاته ولكن وإلى الآن لم نر إلا بعض المخرجات التي قد ولجت إلى النور ولكن سنتفاءل خيرا وننتظر حتى إنهاء جميع الجلسات.
”ردود فعل”
وقال المدرب مطهر القشقاش الأهمية تكمن في مدى صدق الإعلام في نقل الحقيقة وأنه يعلب دوراٍ مهماٍ في نجاح المؤتمر لأنه من خلال الإعلام نستطيع معرفة رأي الشارع وما يتطلب أن نعمل من أجله في المؤتمر بحلة حقيقية ونقل للصورة الصحيحة أولاٍ بأول حتى يتمكن الشعب من طرح ردود فعله وإعطاء رأيه فيما توصل إليه المؤتمر من مخرجات فأما مواصلة أعضاء المؤتمر لحواراتهم حتى نرى المخرجات أو ربما سيضطرون إلى تعديل بعض النقاط التي يرفضها الشعب أما إذا لم يكن هناك إعلام صادق ونقل للحقيقة فهنا قد يكون العكس و بهذه الحقيقة نقدر أن نسير باليمن إلى بر الأمان بدون أي اعتراضات أو رفض للشارع.
”تعريف للمجتمع”
أما سليم السعداني _ناشط حقوقي- أشار إلى أن وسائل الإعلام تلعب دوراٍ محورياٍ وكبيراٍ في صناعة الرأي العام وتعريف المجتمع بالقضايا المواكبة لمخرجات الحوار ووضع سياسة مناسبة مهمة في تعريف الناس بأهمية مخرجات مؤتمر الحوار وخلق ضغط ورأي عام لمناصرة تطبيق هذه المخرجات على أرض الواقع وبشكل يخدم مصلحة الوطن هذا في حال فعلا كانت المخرجات طيبة وتلبي طموحات الشعب وليس رغبات عشاق السلطة وأصحاب المصالح الضيقة.