حقيقة الصراع القائم وأكاذيب أعداء الأمة!!!

زيد الغرسي
نلاحظ أن جميع خطابات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى مولد الرسول الأكرم ويوم الولاية وذكرى استشهاد الإمامين الحسين وزيد بن علي وغيرهما من المناسبات لأكثر من عامين بالإضافة الى محاضرة اليوم بمناسبة ذكرى غزوة بدر، تركز على توضيح حقيقة الصراع بين الحق والباطل ودوافعه وان هذا الصراع مستمر في التاريخ وان السبب الرئيسي يتمثل في ان قوى الطاغوت من الظالمين والطغاة يسعون لاستعباد الناس وتسخيرهم لمصالحهم وعندما يأتي الانبياء لتحرير الناس من عبودية الطاغوت الى الحرية والعزة والكرامة تتحرك تلك القوى لمهاجمة الأنبياء والأوصياء ومحاربتهم بكل الوسائل السياسية والإعلامية والاقتصادية وصولا الى الحرب العسكرية في محاولة للقضاء على طريق الحق الذي يمثل الحرية والاستقلال والذي لا يرضى بالعبودية إلا لله لأن تلك القوى تخشى فقدان مصالحها وأطماعها واستعبادها بالناس.
هذه النقطة في غاية الأهمية ليعرف أبناء المسلمين جميعا بمن فيهم شعب اليمن الذي يواجه تحالفا عدواناً عالمياً أن أسباب الصراع الحقيقي هو سعي قوى الطاغوت الممثلة في أمريكا واسرائيل لاستعباد العالم ونهب ثروات الشعوب واحتلال أراضيهم وبلدانهم ويسعون لتحقيق ذلك بكل الوسائل، فمن تماهى معهم ورضي بالعبودية لهم رفعوا من شأنه ومجدوه وسخروا كل وسائل الإعلام للتطبيل له ومن خرج عن ذلك يسعون لشن الحروب المختلفة عليهم ويسعون لشيطنتهم وتحويل العداء تجاههم كمحور المقاومة ..
لماذا ؟ لأنهم رفضوا العبودية لقوى الطاغوت امريكا واسرائيل ولو كانوا مع امريكا لكان وضعهم مختلف من وسائلهم لتضليل أبناء الأمة الإسلامية عن هذه الحقيقة يسعون لتصوير الصراع على انه ديني ومذهبي وسلالي ومناطقي، وللأسف الكثير من أبناء الأمة ينجرون وراء خداعهم هذا لأنهم لم يعودوا لتاريخ الصراع كما شرحه الله في القرآن ولم يعودوا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشكل الصحيح.
عندما يصورون الصراع بأنه سلالي هاشمي، وغير هاشمي فهكذا كذب فهناك رؤساء وملوك دول هاشميين كملك الأردن لكنه مرضي عنه لأنه في دائرتهم.
وعندما يصورونه بأنه صراع مذهبي سني- شيعي فهذا غير صحيح، فهناك المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة (سنية) وهم يحاربونها ويحاصرونها وفي الحرب الأخيرة أيدوا اسرائيل ضدها …
وإن كانوا يصورون الحرب بين المشروع العربي والفارسي فهم يكذبون و يخادعون البسطاء بذلك ، فهل أصبحت إسرائيل عربية وهل أمريكا عربية ؟ ولماذا يحاربون حركات المقاومة في فلسطين وهم عرب ؟ وهل يدافعون عن المسجد الاقصى من الفرس أم يبيعونه لليهود الذين هم أعداء الأمة بنص كتاب الله ؟
الحقيقة كما هي عبر التاريخ وكما قدمها القرآن الكريم هي حرب بين قوى الطاغوت التي تريد استعبادنا وبين قوى الإسلام والأحرار من الشعوب الذين تمسكوا بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة قوى الطاغوت ورفض الخضوع لتلك القوى الاجرامية …
أما من هو مع المشروع الامريكي الاسرائيلي من أبناء الأمة الإسلامية فهم أنفسهم تلك الفئة التي كانت في عهد رسول وهم فئة المنافقين الذين كانوا يتحركون لمصلحة أعداء الرسول فيثبطون ويخلخلون الساحة الداخلية وينشرون التضليل والخداع ويعملون بكل وسائلهم لخدمة أعداء الرسول والإسلام، وهم أنفسهم اليوم الذين يتحركون مع أمريكا واسرائيل كالنظام السعودي والاماراتي والتكفيريين والوهابيين، وهذه الفئة هم من أبناء الإسلام لكن في عقيدتهم الإيمانية خلل وعدم استجابة لله ولذلك يعرفهم الله بقوله ” بشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ” كما يوضح الله أفعالهم بقوله ” تَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ” كما لهم أشد العذاب في جهنم يقول الله ” ِانَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”.
فلنحذر من أن نكون من هذه الفئة ولنحرص أن يكون رسول الله أسوتنا حينما تحرك في مواجهة قوى الطاغوت وحاربهم وجاهدهم حتى نحصل على الحرية والعزة والكرامة ورضى الله في الدنيا وجنته في الآخرة.

قد يعجبك ايضا