المؤمن للمؤمن كالبنيان

 

بقلم /عائشة شروان

شهر رمضان شهر الخير والصلاح والبذل والفلاح
شهر العطاء لترتقي الأنفس عند بارئها وترجوا منه
الأجر والثناء
فتلوذ من حب الدنيا ومتاعها إلى سعة الآخرة ونعيمها فتتقرب الى الله بالطاعات وتتهجد إليه بالدعاء والقربات فهو شهر فضيل تكرم الله به على عباده فجعلهُ أفضل الشهور وفيه ليلةٌ من اعظم الليالي فلا ترد لصائم دعوة.. ولا لقائم استجابة .. وفيه ضاعف الله الأجور وامتن على الإنسان بالفضل والجود والحبور.
من أجل ذلك يجب على الإنسان أن يرى إلى هذه النعم بعين الشكر والثناء والامتنان لخالق الأكوان والنظر الى من هم أقل منه حالا .. وأضعف منه بأسا.. وأفقر منه معيشة.. فيساعدهم ويتراحم الناس فيما بينهم.
ويجب على الفرد المسلم أن يدعو لأخيه المسلم فيساعد الفقير.. ويعطي المحتاج والصغير.. ويكون ساعيا للإنفاق بكرم وجود وليتذكر ان ما عند الله خير وأبقى وان ما عنده يفنى حيث قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) المزمل.. وحري بنا نحن أبناء بلد الإيمان في هذا الوضع من حرب وعدوان وحصار يكاد يقذف ببلادنا للهاوية وإلى منعطف خطير من الفقر والمجاعة .. أن نتعاطف فيما بيننا ونتراحم وأن يشعر كل منا بالآخر . فنعين بعضنا بالبذل والعطاء والود والإخاء لإرساء مبدأ التكافل والتعاطف والانفاق وليس يعني ذلك أن ننفق ونتصدق مما تعافه النفس أو تترفع عنه او بما تكتفي عنه وإنما من أفضل ما يحب الانسان واجود ما يملك كي ينال البر في عطائه.. والإحسان والجود في ما يقدمه مصداقا لقول لقوله تعالى (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..) وقال رسولنا الكريم أسوتنا وقدوتنا المجتبى بالصلاة والتسليم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالسهر والحمى) لذلك يجب أن يتحرى الجار جاره في حالهِ ومعيشتهِ وليكن له عونا يكن الله له عونا في دنياه واخرته وبالمثل ينظر الأخ لأخيه ويسهم في التخفيف عنه من مشقة الحياة وضيقها ليخرجهما الله الى سعته وفضله فيكون عونا في تفريج كربة مسلم وإدخال السرور الى قلبه.
ولا ننسى الفقراء والمحتاجين والأرامل والنازحين واسر الشهداء والتكاتف والتعاون في مساعدتهم وتوفير ما يسد رمقهم ..ويشبع جائعهم .
وكذلك نشد على عزائم التجار ورجال الأعمال بدعم   الجمعيات والمؤسسات التنموية التي تسهم في التعاون مع هؤلاء الناس والعمل على منفعتهم ولا ننسى ان كل عمل يعمله الانسان في ميزان حسناته لا ينقص منه شيء بل يزيد ويبارك الله فيه ويزيده من خزائنه التي لا تنقص ولا تنفد ولنتمعن في قوله الجليل (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)البقره260، ومما نفخر به هذه المؤسسات والجمعيات التي تساعد وتبذل بقدر استطاعتها ويجب علينا مساعدتها بالمال والجهد والعمل معها لننال في هذا الشهر أسمى المراتب وأعلى الدرجات فشهر رمضان شهر الخير والرحمة والتعاون والانفاق قال جل في علاه (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة فلنجعل شهرنا هذا شهر الجود والكرم والمسارعة للأعمال التي  هي اساس الخير والصلاح والفلاح في الدارين الدنيا والآخرة ولنقف بتعاوننا وتراحمنا أمام هذه الظروف السيئة لنكن يدا واحده تسعى للخير وتحمل بداخلها أسمى معاني الألفة والمودة والإخاء كالبنيان يشد بعضه بعضا ليكتمل المجتمع ويكون لٌحمة واحدة في أرض اليمن والإيمان أرض الجنتين.

قد يعجبك ايضا