هل يعقلون.. أم هم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلون}
العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل
• قد وضحت وضوح الشمس، خلال الأعوام السالفة، الرسائلُ التي بعثها الشعب اليمني لأعداء الإنسانية، أولئك الذين لا يفقهون في تحركاتهم وانفعالاتهم أن الذي يرومونه ويتمنونه بعيدٌ كل البعد أن يصلوا إليه بأية طريقة كانت، ولو تحالف معهم من تحالف .. دول عُظمى وأقزام لفظتهم شعوبهم، وهي تلعنهم كل يوم لتصرفاتهم، وأولئك هم الذين يعلمون تمام العلم ان لا بقاء لهم إلا ببقاء أسيادهم ” أميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل ” وغيرها من الدول الإستعمارية القديمة .. وإن كل الأحرار في العالم لينظرون إلى هذا التحالف باستهزاء، كما يشاهدون على شاشات التلفزيون ( ميكي ماوس، والقط والفأر )، فيصبح القط مهزلة أمام فأرٍ صغير.
• وقد قال بعض الكتاب من المستقرئين للواقع إن هؤلاء غرهم ما بأيديهم من أموال طائلة سال لها لعاب ضعاف النفوس، فانضموا إليهم، فباعوا كل شيء حتى أنفسهم وشعوبهم في سبيل إزهاق حق واضح، ونصرة باطل فاضح، فكُشِفَ النقاب عن وجوههم الكالحة .. وإن العام الخامس – بقدومه الميمون – سيعلن للعالم، لا لهؤلاء فقط، أن اليمن عصية، وأصبحت قبلة ومثالاً يتجسد حقيقة واقعة لكتابة تاريخ مديد مستقبلي، ليس في الجزيرة العربية فحسب، بل في العالم الإسلامي، والعالم العربي، والعالم الثالث، وتصحيح مسار جميع الثورات السالفة، وان اليمن تطوي بدمائها وشهدائها بساط الاستعمار والاستكبار العالمي، وستكون هناك الصفعات الموجعة والردود المؤلمة على كل تطاول على الشعب وترابه وعزته وكرامته، وما الذي حدث في الأمس القريب إلاّ قطرة من مطرة، أطاحت بمحطة ضخ البترول، والضربات القادمة لن تطيح بمحطاته وبآباره فقط، بل وبكل المرتكزات والموانئ وأشباه الرجال .. وسيتمرغون بأنوفهم تحت نعال المستضعفين .. ولن ينفعهم أسيادهم الذين يفرضون عليهم الحماية لما لديهم من مال، ( فإن المضخة أكبر من البئر ) ، هذا إن كانوا يعقلون .. ولن يبقى سوق ولا شركات ولا مصانع ولا بنوك .. وسيبقى شعب الجزيرة العربية مع إخوانه ، الذين يجمعهم به أصل واحد ودين واحد، في التفاف وتعانق تسوده المحبة .. فإن الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى الآن وفي المستقبل لم ولن تستهدف أي مواطن، ولكنها ستستهدف – بلا شك – كل ما يتعلق بقوات التحالف، وستشعلها – من شرقها إلى غربها – حرباً ضروساً لا تبقي ولا تذر .. وهناك رجال من خارج الجزيرة العربية ومن خارج الدول العربية يملكون من الأسلحة التدميرية ما لا يخطر لأولئك الرعاع أشباه الرجال ببال..
• ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .. وإنها والله لحقيقة، ليس كلاماً إنشائياً .. وإن الضربة الأخيرة للطائرات المسيرة إنما هي عنوانٌ لكتاب لم تُكتب صفحاته بعد.
* مفتي محافظة تعز