آلاف الإيرانيين يتظاهرون تأييداً لموقف القيادة بشأن الاتفاق النووي

 

طهران/
خرج آلاف الإيرانيين أمس في تظاهرات حاشدة في مختلف المدن الإيرانية تأييداً لموقف القيادة فيما يتعلّق بالاتفاق النوويّ.
وبعد صلاة الجمعة جابت المسيرة الرئيسية شوارع العاصمة طهران، حيث رفع المشاركون فيها شعارات ولافتات مناهضة لأمريكا ورافضة للعقوبات التي تفرضها على بلدهم.
وبحسب بيان صدر عن المتظاهرين فإن “أيّ حركة وتهديد لإيران، سيجابه برد فعل قاس يتلقى فيها العدو هزيمة منكرة”، مؤكدين على “ضرورة تعزيز الروح الثورية والمقاومة والوحدة الوطنية من أجل الحفاظ على الجمهورية الاسلامية كضرورة حتمية لا بدّ منها”.
وفي هذا السياق، شدد مساعد قائد حرس الثورة للشؤون السياسية العميد يد الله جواني يوك أمس الأول على أنّ “التفاوض مع الأمريكيين لن يحصل”، مشيراً إلى أنّها أي أمريكا لن “تجرؤ على القيام بإجراء عسكري”.
وأضاف العميد جواني إن “دونالد ترامب يعتقد أن إيران ستعاني من فوضى داخلية بعد فرض العقوبات وستخضع للتفاوض وهذا لن يحصل”، لافتاً إلى أنّ أمريكا تعاني من التخبط وهي منزعجة من إيران، مضيفاً “اليوم نلمس إجماعاً ووحدة وطنية لا مثيل لهما لتنفيذ الصمود الاستراتيجي”.
بدوره قال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الايرانيّ كيوان خسروي : إن “المخاطب الأساسي من الإجراءات الإيرانية الأخيرة هي أمريكا وبعدها الدول الأوروبية لمسؤوليتهما المباشرة عن الأوضاع الحالية غير المرغوب فيها”. لافتاً إلى أن “القرار الصادر عن المجلس الأعلى للأمن القومي سيتابع خطوةً خطوةً”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه “لا نريد أن يطور الإيرانيون أسلحة نووية وما تبقى نتفاوض حوله وأدعوهم للاتصال بنا”. وأضاف “يمكن لإيران أن تزدهر اقتصادياً إذا توصلنا إلى اتفاق جديد”. وانتقد ترامب وزير الخارجية السابق جون كيري وحمّله مسؤولية عدم تواصل الإيرانيين مع إدارته، موضحاً أنّ”كيري يتحدث كثيراً مع الإيرانيين وينصحهم بعدم التحدث معنا”.
من جانب آخر، أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي، أمس، أن فرصة أوروبا محدودة لإنقاذ الاتفاق النووي.
التقى كمال خرازي، الذي يزور فرنسا للمشاركة في منتدى القادة من أجل السلام، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية ماريل دو سارنز.
وأشار خرازي خلال هذا اللقاء إلى مواقف الجمهورية الإسلامية الايرانية، قائلاً: “إن الشعب الإيراني متشائم من أوروبا بسبب عدم تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي وتبعيتها لسياسة ترامب في الحظر والخضوع لقرارات أمريكا الخارجة للحدود”.
ولفت إلى أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تفاوضت بصدق وبالتالي أبرم الاتفاق النووي الذي حظي بموافقة مجلس الأمن الدولي، لكن بالرغم من تنفيذ التعهدات من قبل إيران، إلا أن أوروبا اكتفت باتخاذ موقف سياسي وتقاعست عن تنفيذ تعهداتها، وبالتالي قررت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعليق تنفيذ بعض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي.
وتابع: إن فرصة الشهرين هي فرصة جيدة لأوروبا لتعويض إجراءها السابق ومنع وفاة الاتفاق النووي عبر التسريع بتنفيذ آلية إينستكس المالية لتسهيل التبادلات التجارية والمالية.
من جهتها، أعربت رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية عن انزعاجها من قرارات أمريكا وضغوطها على أوروبا، منتقدة انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، مؤكدة أن الاتفاق النووي لم يتمكن من التقدم جيداً على ارض الواقع.
حيث أكدت أن أوروبا وفرنسا لديهما الإرادة وحسن النية للمضي قدماً في صون الاتفاق النووي وتأملان في التوصل إلى حل مناسب.

قد يعجبك ايضا