بلطجة “ترامب” هي الميكافيلية الأمريكية

مطهر الاشموري

كأنما اغلب دول العالم لم تعد قادرة الا ان تطيع اميريكا ومن لم يطعها يمارس تطويعه.
ولذلك يمكن الجزم وبوضوح أن أغلب أنظمة العالم ترى أن ما تمارسه اميريكا منذ اندثار الاتحاد السوفيتي واختلال التوازن عالميا هو ببلطجة وشريعة الغاب بما يمثل نسفا لما تسمى شرعية دولية أو ما يسمى نظام عالمي ومجتمع دولى “الامم المتحدة”
أغلبية دول العالم لا ترى أي مشروعية للموقف الاميريكي تجاه فنزويلا او لمنع استيراد النفط من ايران ولكنها تسير في ذلك إن لم يكن تحت ترهيب وإرهاب القوة الأميريكية فتحت وجه اخر للترهيب والإرهاب الاميريكي وهو الاٍرهاب الاقتصادي او مجمل ما تسير فيه اميريكا من عقوبات.
اميريكا لم تسطع صياغة او صناعة إرهاب إسلامي شيعي كما عملت مع الاٍرهاب الوهابي الاخواني ولذلك فهي لا تملك واقعا ولا وقائع لإقناع العالم بواقع ووقائع إرهاب كما عملت في حالة الاٍرهاب الوهابي الإخواني فتعمد الى السير في قرارات أحادية الطرف بإدراج حزب الله او الحرس الثوري الإيراني في قائمة الاٍرهاب فلماذا لم تأت اميريكا إلى مجلس الأمن لانتزاع شرعية دولية لمثل هذه القرارات كما جاءت بعد أحداث سبتمبر 2001م؟
لأنها ببساطة لا تملك أي ادلة أو وقائع لتمارس الحجة والإقناع في مجلس الأمن كما بعد أحداث سبتمبر 2001م.
حتى هذه الضجة التي افتعلتها اميريكا بزعم تدخل روسيا في انتخابات اميريكا فهذا او غيره مورس للتغطية على ان المؤسسات الأميريكية اوصلت “قرصان القراصنة” او “البلطجي ترامب” لتفعيل ذروة “البلطجة”الامريكية في العالم فوق الشرعية الدولية وحتى مستوى القيم والأخلاقيات التي لم تكن تتجاوز في الظاهر على الأقل !
ولذلك فزعم تدخل روسيا في الانتخابات هي اللعبة “الغطاء” على اللعبة الأميريكية والممارسة بين ترامب الرئيس الاميريكي وما تسمى اميريكا المؤسسات
فالحديث عن تدخل روسي لصالح ترامب هو ما يعطي مصداقية للعبة من طرف ما يسمى المؤسسات.
مشروع مايسمى “شرق اوسط جديد”وربطا به “صفقة القرن”تحتاج اميريكا ومؤسساتيا لبلطجة ترامب كرئيس واللعبة بين الرئيس والمؤسسات سيناريو أميريكي ومؤسساتي لتخفيف التبعات اللا اخلاقية واللا إنسانية على اميريكا المؤسسات لاحقا وبعد أن ينهي ترامب أدواره ومهامه وقد بات في هذه الأفعال وهذا التفعيل الاميريكي المؤسساتي الأسوأ والأبشع من هتلر ومن أي فاشي أو نازي عرفه التاريخ البشري.
اشهر ماقاله ميكافيللي انه على الحاكم أن بمارس كل الأفعال التي توصله إلى غايته وتحقق هدفه ثم عليه إنشاء جهاز إعلام دعائي هادر يقدم هذا الحاكم على أنه القدوة والفضيلة وكل ماتمارسه اميريكا في ومع العالم هو الميكيافيلية بشحمها ولحمها ولكن ذروة تفعيل ذلك بالترامبيه يحتاج لابتكار وسائل إخفاء اأو تخف فجاءت لعبة الرئيس والمؤسسات وفِي سياق ومن اجله تم إقحام روسيا في الانتخابات الأميركية كما يزعمون .
يستحيل تراجع اميريكا المحكومة برأسمالية كاسرة متوحشة عن هذا التوحش الناعم منه والخشن او عن الميكافيلية المحدثة للتعامل مع العالم إلاّ إن تمكن هذا العالم أو أقطاب فيه من استعادة أو إعادة التوازن في العالم ومالم يأت او يُعدْ هذا التوازن فالعالم لن يسير إلاّ إلى الأسوأ والأبشع والجهاز الإعلامي الدعائي لأميريكا سيظل يؤدي ادوار التبرئة لأميريكا وفق التطور والتنظير الميكافيللي القديم الجديد !

قد يعجبك ايضا