في‮ ‬وداع أبي‮ ‬البهاء والضياء‮!‬

 - ‬الله سبحانه وتعالى كتب البقاء والحياة لنفسه وكتب الفناء والموت لخلقه وهو الحي‮ ‬الدائم الذي‮ ‬لا‮ ‬يموت والخلق جميعاٍ‮ ‬يموتون ويرحلون‮ ‬وماذا عسانا أن نقول في‮ ‬مر الفراق ولوعة والوداع‮! ‬وفي‮ ‬لحظات
‬الله سبحانه وتعالى كتب البقاء والحياة لنفسه وكتب الفناء والموت لخلقه وهو الحي‮ ‬الدائم الذي‮ ‬لا‮ ‬يموت والخلق جميعاٍ‮ ‬يموتون ويرحلون‮ ‬وماذا عسانا أن نقول في‮ ‬مر الفراق ولوعة والوداع‮! ‬وفي‮ ‬لحظات الدهشة الصعبة‮ ! ‬نقول بقلوب مكلومة وعيون دامعة ونفوس حزينة وداعاٍ‮ ‬يا أبا بهاء‮.. ‬وداعاٍ‮ ‬يا أبا ضياء وإلى جنات الخلد بإذنه تعالى‮ ‬وكفى بالموت واعظاٍ‮ ‬وزاجراٍ‮.‬
‮- ‬فقد فجعنا‮ ‬برحيل العزيز الغالي‮ ‬الدكتور الطبيب‮/ ‬خالد عبدالملك سلطان المحمدي‮ ‬من دار الفناء إلى دار البقاء ومن الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية وغيبه الموت والقبر ووحشته عن الأحباب والخلان والموت عندما‮ ‬ينهش نهشته لا‮ ‬يفرق بين شباب وكهل وصغير وكبير ورجل وامرأة وغني‮ ‬وفقير ورئيس ومرؤوس وعزيز وذليل فقد انتقل عزيزيا وفقيدنا إلى ذمة الله تعالى وجواره فجر‮ ‬يوم الاثنين الماضي‮ ‬مات فجأة ودون سابق انذار كما‮ ‬يقال واللهم لا اعتراض على قدرتك‮ ‬مات وهو في‮ ‬ريعان وعز الشباب والطاقة والإنتاج والعمل‮.‬
‮- ‬لقد فارق الدنيا وهو في‮ ‬الثامنة والأربعين من عمره حيث ولد عام‮ ‬1965م وكان متمتعاٍ‮ ‬بجميع قواه البدنية والعقلية‮ ‬ومات ميتة ربما كان‮ ‬يتمناها حيث لم‮ ‬يكن‮ ‬يعاني‮ ‬من مرضُ‮ ‬ولم‮ ‬يقعده ألم‮. ‬وكان على طرز نادر من حسن التبصر والتحليل ويحسن الربط بين الماضي‮ ‬والحاضر ويجيد النظر في‮ ‬المستقبل والتعامل مع الأحداث والمتغيرات‮ ‬وكان كثير الأسفار بين محافظات الجمهورية اليمنية لشغله وعمله مديراٍ‮ ‬لإدارة اللقاحات في‮ ‬البرنامج الوطني‮ ‬للتحصين بوزارة الصحة‮.‬
‮- ‬ومن محاسن‮- ‬آقدار الله‮- ‬حضوره خطبة وصلاة الجمعة قبل الماضية التي‮ ‬أوديها في‮ ‬مسجدنا الإحسان الكائن بمدينة الحمدي‮ ‬السكنية بمديرية شعوب بأمانة العاصمة‮ ‬وكأن هذه الجمعة كانت آخر لقاء ووداع بيني‮ ‬وبينه‮- ‬رحمه الله‮ – ‬وللوداع لوعته ودموعه وحرقته وألمه وزفراته‮ ‬فكيف بتوديع لا لقاء بعده في‮ ‬هذه الدنيا¿‮!‬
‮-‬وختاماٍ‮ ‬نقول‮: ‬كانت الابتسامة‮- ‬رحمة الله تغشاه‮- ‬لاتفارق شفتيه أسكنك الله الفردوس الأعلى‮ ‬يا أبا بهاء وضياء ونعزي‮ ‬الأهل والأقارب والأحباب والأصحاب أينما كانوا وحلوا وعظم الله أجرنا وأحسن عزاءنا ولا نقول إلا ما‮ ‬يرضي‮ ‬ربنا‮ “‬لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار وإنا لله وإنا إليه راجعون‮”.‬
‮- ‬وما أحسن قول الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي‮ ‬الله عنه‮: (‬أصبحت ومالي‮ ‬سرور إلا في‮ ‬مواضع القضاء والقدر‮ ‬إن تكن السراء فعندي‮ ‬الشكر‮ ‬وإن تكن الضراء فعندي‮ ‬الصبر‮) ‬فلنشكره سبحانه ولنصبر ولنحتسب على فراقك‮ ‬يا دكتور خالد ونسأل الله عز وجل أن‮ ‬يغفر له‮ ‬ويرحمه ويكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد وينقه من الخطايا كما‮ ‬ينقى الثوب الأبيض من الدنس وألا‮ ‬يفتنا بعده ولا‮ ‬يحرمنا أجره‮.‬

‮* ‬مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد لشئون الإعلام والعلاقات العامة

قد يعجبك ايضا