صمت نساء اليمن على جرائم الاغتصاب أمر مؤسف!

  • منى صفوان

المستوى الذي وصلت له الشخصيات والمنظمات النسائية التي تريد تمثيل المرأة سياسيا وصل إلى حالة يؤسف لها ، ويبدو أنها فعلا أصبحت تنافس الرجال ، وتصمت عن الجرائم بحق أخواتهن، ولا يطالبن على الأقل بالتحقيق ومعرفة الحقيقة.
إنه من المؤسف والمخجل ان تصمت الشخصيات والمنظمات والكيانات والتحالفات النسائية وايضا التوافق النسوي الذين يدعون جميعا تمثيل اليمنيات، عن جرائم الانتهاك والاغتصاب لمواطنات يمنيات. ولم يطرح هذا الموضوع في اللقاءات مع ممثلي الملف اليمني في الأمم المتحدة.
ومايزيد الأمر سوءاً أن المتهمين هم جنود أجانب ضمن قوات التحالف السعودي، ما يجعل تفسير هذا الصمت يبدو مسيسا، حتى لا يغضب التحالف الذي له تأثير على مراكز صنع القرار الاممي – الدولي.
إن جرائم بهذه البشاعة تتكرر وتنتهك الأعراف قبل القانون الدولي ، كان على نساء اليمن من شخصيات فاعلة ومؤثرة بعلاقاتها وسمعتها الدولية أن يكنَّ اول من يتصدى لها، لانها تمس كل ام وامرأة يمنية. خاصة ان المرأة اليمنية كانت منزهة عن تفضيل المصالح الشخصية على حساب القضايا العامة، وهذا الصمت يبدو مريبا، ومقلقا، وتضاف إلى جرائم الحرب على اليمن، والامر لا يحتاج تسييسا لها، ويكفي ان تؤخذ بإطارها الأخلاقي والقانوني لطلب التحقيق والعقاب ووقفها، خاصة انها تتكرر منذ سنوات وسط صمت نسائي مطبق وغير مفهوم.
هل بات على الناشطات النسويات الصمت وتمرير الجرائم ضد المرأة اليمنية ليحصلن على الرضا والاعتراف الدولي، فيصبحن مشاركات بالصمت عن تمرير مثل هذه الجرائم التي لم يعرفها مجتمعنا اليمني طوال عقود الصراع ولا يمكن القول بأنها أخطاء حرب.
وكما يمكن لنا إدانة الأطراف المحلية في حال حدوث أي انتهاك فعلينا عدم الصمت حين يكون المجرم اجنبيا.
فكيف يمكن لمن يطالبن بحصة النساء في المشاركة السياسية، والمفاوضات، ان لا يمثلن المرأة ولا يوصلن أصواتهن الجريحة والمقهورة.
إن هذا الصمت المخزي يجعلنا نتأكد أن مثل هذا التسابق النسائي لا يختلف عن شقيقه الرجالي ، لكسب ود المجتمع الدولي على حساب الحقيقة ، والقضية اليمنية ، وهذه المرة على حساب المرأة اليمنية.
ويجعلنا نشعر بالامتنان لرفضنا منذ البداية الانخراط بهذه المشاريع النسائية، تحت رعاية المجتمع الدولي، الذي يعمل على إفراغ القضايا من مضمونها الأخلاقي والقيمي قبل القانوني.

قد يعجبك ايضا