السواعد السمراء وعيدهم العالمي
عبدالفتاح علي البنوس
احتفل العالم أجمع يوم أمس بعيد العمال العالمي الذي يصادف الأول من مايو من كل عام ، وهو تقليد سنوي يأتي تكريما ووفاء لشريحة العمال أصحاب السواعد السمراء الذين يكدون ويكدحون ويتصببون عرقا في مختلف ميادين العمل الشاقة والمرهقة ، هم الشريحة الأكثر كدا وتعبا والأقل راحة ودخلا ، يعملون ليلا ونهارا لسد رمقهم ، وتدبير حاجيات أسرهم الضرورية ، حيث يمثل عيد العمال العالمي استراحة وعطلة للعمال يشعرون خلالها بالراحة المؤقتة ليوم واحد ، ويحظى المبرزون خلاله بالاحتفاء والتكريم من قبل الأنظمة والحكومات والوزارات والمؤسسات العامة والخاصة من باب الدعم والتشجيع والتحفيز على بذل المزيد من الجهود لتحسين مستوى الأداء ، ورفع وتيرة العمل ، وزيادة حجم الإنتاج.
وفي بلادنا احتفل عمال اليمن بعيدهم العالمي في ظل ظروف هي الأكثر سوءا بين عمال العالم ، حيث حلت المناسبة والعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني الفرنسي يدخل عامه الخامس ، بعد أن ارتكب المجازر تلو المجازر في حقهم ، وبعد أن تعرضت منشآتهم الصناعية ومؤسساتهم الخدمية العامة والخاصة للدمار والخراب وفقد الآلاف منهم مصدر معيشتهم وتحولوا إلى بطالة يستجدون العون والمساعدة من قبل المنظمات والهيئات الإغاثية ، ومع ذلك ورغم مرارة الظروف وقسوتها وصعوبتها إلا أن عمال اليمن ضربوا وما يزالون يضربون أروع الأمثلة في الصبر والصمود والثبات ، والعديد منهم التحقوا بجبهات العزة والشرف والكرامة للثأر من آل سعود وآل نهيان وتحالف العدوان الذي أغرق في الوحشية والصلف والإجرام.
وفي عيد العمال العالمي حري بنا اليوم أن نعرج بالحديث عن شريحة هي الأكثر مظلومية من بين مختلف الشرائح العمالية على مستوى الجمهورية وهم عمال النظافة ، الذين يبذلون جهودا مضنية في جانب النظافة والتحسين والحفاظ على البيئة من التلوث وحماية المجتمع من انتشار الأمراض والأوبئة ، يعملون ليلا ونهارا ويتعرضون للكثير من الأخطار والخطوب التي قد تتهدد حياتهم ، ورغم كل ذلك إلا أنهم يظلون الأقل أجرا بين شرائح العمال ، فما يتقاضونه لا يتناسب وحجم المهام التي يقومون بها ، حيث يتقاضى عامل النظافة مبلغ 27ألف ريال كمرتب شهري ، في الوقت الذي يتقاضى فراش المحكمة ما يزيد عن 70 ألف ريال ، مفارقة عجيبة وغريبة ، في اليابان تم نحت تمثال مطلي بالذهب لعمال النظافة تقديرا للجهود التي بذلوها وما يزالون يبذلونها خدمة لليابان وإسهاما في تطورها ورقيها وتقدمها ، وفي بلادنا آخر من يهتم به هو عامل النظافة الذي ينظر إليه نظرة ازدراء واحتقار رغم قدسية المهمة التي يقوم بها.
بالمختصر المفيد ستظل السواعد السمراء من عمال اليمن ، شريكة في مسار الصمود والثبات ، وداعمة ورافدة لجبهات العزة والكرامة ، ومهما ضاقت الظروف عليهم فإن الفرج قادم بإذن الله ، وستعود الحياة لطبيعتها وتنقشع الغمة ويتنفس اليمنيون الصعداء بإذن الله وتوفيقه ، وسيحظى عمال اليمن بشرف المشاركة في صناعة النصر اليماني المرتقب ، وفي عيدهم العالمي نرسل أجمل وأطيب التهاني والتبريكات لعمال وعاملات اليمن ، ونترحم على الشهداء الذين فازوا بوسام الشهادة وهم في مقرات أعمالهم يتحدون قوى العدوان ويشاركون بفاعلية في رسم لوحة الصمود اليمانية ، والأمنيات بالشفاء العاجل للجرحى وكل عام والجميع بألف ألف خير وبوركت السواعد اليمنية السمراء التي تعمل من أجل تقدم وتطور اليمن ورفعته وازدهاره في كل مواقع وميادين العمل.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.