الحديدة بين النفاق الأممي والسلام المزيف؟.
زيد البعوة
لم تنعم الحديدة بالسلام ولم تحس به في واقعها لكنها طالما سمعت عنه منذ اعلان اتفاق السويد إلى اليوم إذ لا يكاد يمر يوم على أبناء محافظة الحديدة إلاّ وهناك ضحايا من المدنيين اما بقذائف ورصاص العدوان ومرتزقته التي تستهدف الأحياء السكنية أو من الجوع والمرض نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على سكان الحديدة أو حالة اغتصاب وحالات اختطاف للنساء منذ ما قبل اتفاق السويد ومن بعد إلى اليوم لقد وضع العدوان ومرتزقته الحديدة في موضع لا تحسد عليه فلا هي حصلت على السلام رغم إعلان التهدئة الكاذبة وتواجد الخبراء الأمميين على ترابها ولا العدوان عليها وعلى سكانها توقف رغم إعلان وقف إطلاق النار.
ما يحصل في الحديدة من قبل العدوان ومرتزقته يمثل حرباً شاملة عسكرية واقتصادية وجرائم حرب ضد الشعب اليمني بشكل عام وليس فقط أبناء الحديدة لأن الحديدة هي شريان حياة بالنسبة للشعب اليمني وهي المنفذ الوحيد المتبقى لوصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية وغيرها من متطلبات العيش والحياة الاّ أن العدوان جعل من الحديدة مسرحاً لمعركة عسكرية اقتصادية غير إنسانية تستهدف الانسان اليمني ولهذا كان المفترض ان يتم تنفيذ اتفاق الحديدة في أسرع وقت بدون أي عراقيل لأهداف إنسانية هذا لو كان هناك نوايا جاده من قبل دول العدوان ومن قبل الأمم المتحدة.
ولكن الفترة الزمنية التي مرت منذ اعلان اتفاق السويد إلى الأن تأكد ان العدوان ومرتزقته لا يملكون أي ذرة من الصدق والإنسانية وانهم يستخدمون اتفاق السويد لتمرير أهداف ومخططات مشؤومة منها الحصار الاقتصادي ومديرية الدريهمي شاهد حي على ذلك كذلك منع المشتقات النفطية من الوصول إلى الشعب وكذلك عدم التزام العدوان في بفتح الطرقات وكذلك الأعمال العسكرية الإجرامية اليومية التي يقوم بها العدوان ومرتزقته في مختلف المناطق في الحديدة قصف مدفعي وصاروخي واستحداثات عسكرية وغير ذلك كل هذا يدل على أن العدوان غير صادق في تنفيذ اتفاق السويد وموقف الأمم المتحدة كالعادة هو الصمت المخزي.
ولو نأتي إلى بنود اتفاق السويد الثلاثة جميعها نجد ان العدوان لم يعمل على نجاح أي بند منها لا ملف الأسرى ولا ملف المساعدات ولا التهدئة في الحديدة بل أن العدوان لم يتخذ أي خطوة إيجابية من أجل تحقيق السلام ولهذا نجد أن مناقشة الإطار السياسي العام هو الذي يحدد مصير الاتفاق ويكشف النوايا الحقيقة والجادة لجميع الأطراف مع أن الوفد الوطني والقيادة السياسية في صنعاء والسيد القائد عبد الملك على اتم الاستعداد ويطالبون بمناقشة الإطار السياسي العام إلاّ أن العدو يرفض ذلك ويتجه إلى أمور ثانوية لا تصل حتى هي الى نتيجة.
ومن المؤكد أن من يرفض مناقشة الإطار السياسي العام هو من يرفض السلام ومعروف أن دول العدوان هي التي ترفض ذلك من خلال مماطلتها وتسويفها ومراوغتها وهروبها من مناقشة الإطار السياسي العام باعتباره جوهر القضية بكلها وهو الذي سيحدد مستقبل المشاورات ومستقبل السلام في اليمن ويحدد الطرف المعرقل للسلام وهي دول العدوان التي تخاف وتتهرب بشكل واضح من مناقشة الإطار السياسي لأنها كما قلنا لا تريد السلام وهي تتحمل مسؤولية عرقلة اتفاق السويد وتتحمل مسؤولية الجرائم والحصار والكارثة الإنسانية التي تحصل في اليمن.
الأمم المتحدة تعرف جيداً من هو الطرف المعرقل للسلام ومن هو الطرف الذي يؤكد دائماً استعداده لتنفيذ اتفاق السويد والالتزام به وهو الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية والقيادة والوفد الوطني وقد سمعنا مبعوث الأمم المتحدة اكثر من مرة وهو يتحدث عن التزام السيد عبد الملك بالاتفاق بل أن الوفد الوطني يثبت يؤكد دائماً على ضرورة مناقشة الاطار العام ويثبت أن هناك جدية ومصداقية وحرصاً على تحقيق السلام في الحديدة وفي اليمن بشكل عام لهذا نجد أن الأمم المتحدة على علم بهذا لكنها لا تجرؤ على قول الحقيقة ولا تسعى للضغط على العدوان للقبول بذلك لأن الأمم المتحدة من وجهة نظرنا كشعب يمني هي طرف رئيسي في الصراع وفي العدوان على اليمن من خلال مراوغتها ونفاقها وتماشيها مع العدوان رغم معرفتها واطلاعها على كل شيء.
ما يحصل في الحديدة من أعمال عدائية واجرامية منذ إعلان اتفاق السويد إلى اليوم من قبل العدوان يدل على أن دول العدوان تعمل على عرقلة أي جهود مبذولة من أجل السلام في الحديدة وفي اليمن ويدل على أنها لا تملك نوايا جادة وصادقة في تنفيذ الاتفاق بل نجد أن دول العدوان جعلت من الاتفاق مشكلة وقضية في دوامة الصراع المستمر منذ أربعة أعوام من خلال مماطلتها وعرقلتها واستمرارها في ارتكاب الجرائم والتصعيد العسكري المتعمد في الحديدة وفي مختلف الجبهات ومع ذلك لا يزال الجيش واللجان الشعبية والقيادة والوفد الوطني يتحلون بالصبر والتأني ويعملون بكل جد على إيجاد فرصة للسلام من أجل اليمن واليمنيين رغم تعنت دول العدوان ونفاق الأمم المتحدة.