صراع جماعات الارتزاق
د. أنيس الأصبحي
جماعات ابو العباس السلفية المدعومة من الإمارات المشاركة بالحرب العدوانية على اليمن تنسحب من مدينة تعز الى مناطق ذات بعد “جغراسياسي” واستراتيجي والقريبة من الشريط الساحلي لميناء المخا والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر لتشكل أحزمة ودروعا لحماية مستعمرة عدن ومشاريعهم الاستعمارية وتشكل مناطق محميات كما تشكلت ايام الاحتلال البريطاني لعدن ومحمياتها وبذلك تشكل معسكرات وأحزمة أمنية وقد سبق للإمارات النفوذ والتواجد منذ وقت مبكر بشراء مناطق وجبال مهمة لبعدها الجيوسياسي والعسكري وذلك عبر مشاريع و استثمارات وهمية كمنتزه السكون عبر وكلاء لها .
الصراع الدامي والاقتتال بين جماعات الارتزاق لكل من جماعات الإخوان المدعومة قطرياً وتركياً وبين السلفية المدعومة امارتياً تدل على مدى الصراع الدولي وتأثيره على تقاسم النفوذ ومشاريعهم الاستعمارية والتي تصب لصالح ما يُسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد والقرن الأمريكي للهيمنة على الممرات والجزر اليمنية الاستراتيجية والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيقه الاستراتيجي باب المندب ولذلك تعتبر جغرافيا تعز الجيوبوليتيكية والإستراتيجية مهمة لتلك الأطماع
فهل سينتقل الصراع لمناطق التماس لبعدها الجغرافي وهل سيخلق ذلك مبررا تسعي له الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني بما يسمى محاربة الإرهاب وتهديدها للممرات والملاحة الدولية للسيطرة والتواجد العسكري وهدفه النهائي مواجهة إيران والسيطرة الصهيونية والحرب على الموانئ لاحتواء مشروع الصين بمشروع جوادر حزام واحد وخط واحد.