الثورة نت | متابعات..
نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن فوائد حمام الثلج بعد بذل مجهود بدني.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن طريقة “ويم هوف” المتمثلة في ممارسة تمارين التنفس ثم التعرض للبرد تستقطب مجموعة واسعة من الجماهير، بما في ذلك أفضل الرياضيين.
يُقدم المدرب الفرنسي جان فرانسوا توال، تلميذ ويم هوف الذي يلقب بـ “الرجل الجليدي” الهولندي والحاصل على أكثر من 20 رقمًا قياسيًا في التعرض للبرد القارس، كتابه بعنوان “البرد أنقذني” الذي يروي سيرته الذاتية، إلى وسائل الإعلام. وتتمثل الركائز الثلاث لهذه الطريقة في تمارين التنفس والتدرب على التركيز والتعرض التدريجي للبرد، مع الجمع بين الجانبين العملي والنظري.
وأشارت الصحيفة إلى أن تمارين التنفس تتكون من دورات مكونة من ثلاث مراحل. تتمحور الأولى حول التنفس بشكل مكثف لمدة دقيقتين؛ ثم الانقطاع عن التنفس، يتبعه تنفس عميق في حال وجود حاجة ملحة، ووخز خلال التنفس المكثف، وانقطاع التنفس لفترة طويلة دون مواجهة أي صعوبة، ثم الشعور بالاسترخاء التام. وفي أوساط مجموعة المشاركين الصغيرة، شعر الجميع بهذه الأحاسيس المدهشة.
وبينت الصحيفة أن التنفس المكثف يزيد من تشبع الدم بالأكسجين مع تخليصه من ثاني أكسيد الكربون، حسب جان فرانسوا توال. وتحفز هذه العملية الجهاز العصبي الودي وتزيد من إفراز الأدرينالين، والبِبْتيدات الأفيونية، والدوبامين، والسيروتونين… التي توفر جميعها حالة من الرفاه.
وبعد 30 دقيقة، ارتدى أكثر من نصف المشاركين ملابس السباحة، مصممين على تجربة الاختبار النهائي. وبالتناوب، غطس الجميع (إلى مستوى أكتافهم) في حمام من مكعبات من الثلج، تحت إشراف جان فرانسوا توال، الذي يقدم نصائح متعلقة بالتنفس. إنه لأمر صعب، لكن يحاول الجميع الصمود لبضع دقائق.
وذكرت الصحيفة أن تجارب التلاميذ والدراسات العلمية تشير إلى أن التعرض للبرد القارس له العديد من الآثار؛ فهو مضاد للالتهابات، ومسكن، ومضاد للوذمة، فضلا عن تحفيز الجهاز المناعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المزايا تحتاج إلى مزيد التوثيق. ولكن يسعى الكثيرون من بينهم أشخاص يبحثون عن تحقيق الرفاهية ومرضى ورياضيين رفيعي المستوى، لتطبيق هذه الطريقة.
ونقلت الصحيفة عن سيباستيان راتيل، الأستاذ والباحث في علم وظائف الأعضاء للتمرين بجامعة كليرمونت أوفيرني، أن “هناك توجها في صفوف الرياضيين نحو الحمامات الباردة والعلاج بالتبريد لكن من الناحية العلمية، أنا متحفظ من رأيي”. ويستخدم البرد للتعافي بشكل أسرع بسبب تأثيره المضاد للالتهابات.
ولكن بعد إصابة عضلية شديدة ناجمة عن التمرين البدني، يسمح الالتهاب الناتج عنها بإعادة بناء العضلات بشكل أفضل. ويعتقد الباحث أن هذا النهج قد يكون مفيدا في الأوقات التي يحتاج فيها الرياضيون إلى الشفاء السريع. ولتحسين الأداء على المدى الطويل، من الأفضل احترام الالتهاب الطبيعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جان فرانسوا توال يصر على فوائد تمارين التنفس المرتبطة بطريقة هوف، حيث يُبين أن “الشيء الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة للرياضيين الذين أطلعتهم على هذه الطريقة هو إدراكهم أن التنفس هو دافع قوي لا يستغلونه في أغلب الأحيان”.
وحسب المعد البدني للفريق الفرنسي للتزلج، جيريمي مياله، فإن هذه الطريقة “تساعد على التعامل مع حالات الإجهاد المرتبطة بالبرد، وقد لاحظنا ذلك في صفوف متزلجي داونهيل والآخرين على المنحدرات الثلجية الذين حصلوا على فترة تدريب. ويؤخر تطبيق تمارين التنفس قبل السباق بفترة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة مرحلة التعب”.
وأوردت الصحيفة أن هذه الملاحظة لا تفاجئ سيباستيان راتيل، الذي قال إن “طريقة ويم هوف تسمح لك بالتأثير على التوتر الودي بطريقة طوعية. كما أن التنفس المكثف يجعل الدم أكثر قلوية، مما يحسن نظريا أداء الأعضاء، حتى لو لم يكن لدينا الأدلة الكافية على ذلك. لكن الأمر المؤكد هو أنه بالنسبة للرياضي الذي يعاني من حساسية تجاه الحماض الناتج عن الإجهاد، فإن أي شيء يساعد على تحييد هذا الحماض يؤخر ظهور التعب”.